"نابل العبد الله" من متسكع بشوارع السقيلبية إلى قائد ميليشيا "الدفاع الوطني"
"نابل العبد الله" من متسكع بشوارع السقيلبية إلى قائد ميليشيا "الدفاع الوطني"
● أخبار سورية ٩ يوليو ٢٠١٩

"نابل العبد الله" من متسكع بشوارع السقيلبية إلى قائد ميليشيا "الدفاع الوطني"

بعد انطلاق ثورة الحرية في آذار من عام ٢٠١١م وبدء المظاهرات في القرى والبلدات المحيطة لمدينة السقيلبية في ريف حماة الغربي، أخبرني أحد الأشخاص بأن شخصا يدعى "نابل العبد الله" سيقود الشبيحة في مدينته لما عرف عنه من تسكع وعربدة وطغيان، كان هذا الشخص يتوقع ما حصل فعلا في المستقبل القريب حينها.

فمن هو "نابل العبد الله" وكيف تحول من شخص متسكع لا يزور الكنيسة إلا في المناسبات إلى رجل يواظب على لبس الشال والظهور بمظهر الرجل المسيحي الورع الذي يرافق رجال الدين ؟!!!!

المجرم "نابل العبد الله" من عائلة "العبد الله" في مدينة السقيلبية والتي تضم عدداً من المعارضين القدامى لنظام الأسد والذي أصبح أهم شخصية في مدينة السقيلبية والشخص الذي تم اختياره لقيادة ميليشيا الدفاع الوطني في مدينة السقيلبية ذات الأغلبية المسيحية، عمل بالزراعة في أراضيهم المحيطة بمدينة السقيلبية وكان يقوم حينها بتربية كلاب بوليسية بالإضافة لبعض الأعمال الزراعية ويمضي أوقاته بالسكر والعربدة.

1 6

مع انطلاق الثورة السورية افتتح "العبد الله" محل اتصالات خليوية ومن خلال المحل تردد عليه شبيحة المناطق الغربية وبنى معهم علاقاتٍ أهلته أن يكون الشخصية التي سيقع عليها الاختيار مستقبلا لقيادة أهم ميليشيا تشبيحية في مدينة سيساهم في جعل معظم أبنائها المتواجدين فيها في صف الموالين لنظام الأسد.

"نابل العبد الله" ودوره في استمالة معظم أبناء مدينة السقيلبية لطرف النظام

مع انطلاق الثورة السورية بدأت حياته تتغير بعد أن تم اختياره كرجل مسيحي استخدمه النظام لاستمالة أبناء المدينة التي شارك عدد من أبنائها في المظاهرات في القرى والبلدات القريبة وكان فيها عدد من المعارضين لنظام الأسد مثل الأستاذ إبراهيم النادر الذي ساند الثورة وتوفي لاحقا وهو خارج مدينته في مناطق الثوار بعد صراع مع المرض.

1 8

بدأ المعارضون لنظام الأسد في مدينة السقيلبية التحرك والمشاركة في المظاهرات في القرى والبلدات المحيطة وخاصة قلعة المضيق كما ساهم عدد من المعارضين من مدينة السقيلبية وتجارها في تمويل الثوار حينها مما دفع النظام لاستشعار الخطر وتحريك خلاياه في المدنية ومحيطها وعملائه بالقيام بعمليات خطف استهدفت أبناء مدينة السقيلبية وأغنيائها ونَسب هذه العمليات للثوار، في هذه الأثناء جاء دور "نابل العبد الل" الذي ظهر بصفة المدافع والحامي لمدينة السقيلبية فقاد ميليشيا الدفاع الوطني التي أمدها النظام بالسلاح بحجة الدفاع عن مدينتهم من خطر الثوار.

أقام "العبد الله" معسكرات تدريبية استهدفت أطفال المدينة وبدأ بضم الشباب في صفوف الدفاع الوطني بحجة الدفاع المقدس عن مدينتهم بمساعدة رجال الدين حيث اقتصر تواجدهم في البداية في مدينة السقيلبية ثم ما لبث أن زجهم النظام في معارك ريف حماة ومعظم المحافظات السورية.

مساهمة "نابل العبد الله" بنقل المعارك للقرى والبلدات المجاورة للسقيلبية:

شارك "العبد الله" برفقة ميليشيا الدفاع الوطني في معارك ريف حماة وظهر في عدة أماكن مثل تل صلبا وبريديج والبانة وغيرها متفاخرا بطرد الثوار منها، وغير آبه لمصير آلاف العوائل من المدنيين من جيرانه الذين تم تهجيرهم من عدة قرى بعد أن سيطرو عليها فلا زالت قرى المغير والحماميات والجبين وتل ملح خالية من سكانها (تم تحرير قريتي الجبين وتل ملح مؤخراً من قبل الثوار) كما تم تحويل قرية بريديج إلى معسكر لقوات النظام بالإضافة إلى الاستيلاء على مدينة قلعة المضيق وبلدة كفرنبودة وتهجير الأهالي منهما والاستيلاء على منازل عدد كبير من الأهالي في بلدة حيالين وغيرها من قبل الشبيحة وقوات النظام، كل هذه الأعمال بحجة الدفاع عن مدينته السقيلبية.

1 9

تحول مدينته السقيلبية إلى مركز لقصف المدنيين في القرى والبلدات الثائرة

استطاع "نابل العبد الله" تحويل مدينة السقيلبية إلى مركز لانطلاق المعارك ضد قرى وبلدات الجوار كما جعلها مركزا لقصف المدنيين في القرى والبلدات المجاورة بعد أن زوده النظام بالمدافع وراجمات الصواريخ، فظهر العبد الله في فيديوهات عديدة أثناء اعطاء الأوامر بقصف المدنيين في مدينة قلعة المضيق وجبل شحشبو وغيرها كما ظهرت المدافع والراجمات في المناطق السكنية في مدينة السقيلبية.

1 5

تقديم نابل العبد الله بمظهر الرجل المسيحي المُخَلِّص والمُنقذ لأبناء مدينته من خطر الثوار

عمد "نابل العبد الله" على الظهور برفقة رجال الدين المسيحي وتقديم نفسه على أنه الرجل المسيحي الورع المُخْلِص لنظام الأسد وللجيش السوري، كما استقطب عدة محطات عالمية لإجراء المقابلات معه واظهاره بمظهر الرجل المسيحي الذي يقاتل بجانب الأسد والذي يدافع عن مدينته ففي أحد تقارير قناة BBC البريطانية تحت عنوان "لماذا أقاتل إلى جانب قوات الأسد قرب إدلب" أظهر التقرير "نابل العبد الله" كرجل مسيحي ملتزم ورع يمسك بيدٍ السلاح وباليد الأخرى يشعل شموع السلام، كما واظب على لبس الشال وتقديم نفسه بمظهر المسيحي الورع الذي أظهرته القنوات مراراً وهو يقوم باشعال الشموع متناسين أنه من يقوم بدك الآمنين وقصفهم في قرى وبلدات الجوار.

1 7        1 3     

تحول "نابل العبد الله" إلى حالة الثراء

تلقى "نابل العبد الله" دعماً غير محدود من قبل قوات النظام كما تم تكرميه من قبل العميد سهيل الحسن الملقب بالنمر وتكرميه من قبل القاعدة العسكرية الروسية في حميميم، واستغل الدعم اللامحدود له في خلق حالة الثراء من خلال احتكار كل شيء ضمن المدينة باعتباره وكيل النظام فيها كما ساهمت عمليات التعفيش من القرى والبلدات التي تدخلها الميليشيا في ثراء "نابل العبد الله"، بالإضافة لظهوره بمظهر المسيحي الورع المدافع عن أبناء مدينته والذي جلب له أموالا طائلة من أوربا وروسيا سخرها في زيادة ثرائه وتنمية نفوذه.

1 1

 

 

1 2

لطالما تغنى نظام الأسد بأنه حامي الأقليات واستطاع من خلال أزلامه في تلك المناطق استمالة معظم أبنائها لصالحه لكن نظاماً قام على الانقلاب وتخلص ممن سانده لن يتوانى عن ذلك بعد أن ينتهي دور "نابل العبد الله" وغيره الكثير ممن ساندوا النظام فهل يستشعرون الخطر؟!! أم أنهم سيلقون نهايتهم المحتومة إن لم يكن على أيدي الثوار فعلى يد النظام نفسه بعد أن ينتهي دورهم.

تقرير: مهند محمد

المصدر: شبكة شام الكاتب: مهند محمد
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ