نازحو ريف حماة الشمالي بين مطرقة الشتاء وسندان القصف
نازحو ريف حماة الشمالي بين مطرقة الشتاء وسندان القصف
● أخبار سورية ٢٧ نوفمبر ٢٠١٥

نازحو ريف حماة الشمالي بين مطرقة الشتاء وسندان القصف

ليست المرة الأولى التي ينزح بها أهالي ريف حماة الشمالي تاركين ورائهم بيوتهم المهدمة,تعددت مرات النزوح بسبب المعارك التي إتصفت بالكر والفر

فتارة يسيطر النظام فيضطر الأهالي للنزوح وتارة أخرى يستعيد الثوار السيطرة على القرى فيعود قسم من النازحين والقسم الآخر لا يفضل العودة بسبب القصف المتواصل , وسياسة الأرض المحروقة التي يتبعها النظام والتي لا تفرق بين المدنيين والثوار.

شهدت قرى وبلدات ريف حماة الشمالي التي يسيطر عليها الثوار قصفاً مكثفاً في الآونة الأخيرة , مع بداية العدوان الروسي , طال كل من بلدة كفرنبودة واللطامنة وكفرزيتا وغيرها مما اضطر الأهالي للنزوح شمالاً منهم من

فضل الذهاب لمخيمات الشمال السوري مثل مخيمات أطمة وعدد كبير منهم إستقر في ريف إدلب الجنوبي.

أم عبد الله إحدى النازحات , قالت لشبكة شام , أنهم يعانون بسبب الغلاء وعدم تواجد المواد في المنطقة التي يقطنون بها في ظل القصف المتواصل من قبل الطيران الروسي فهم ينامونليلاً في الكهوف أما نهاراً فهم يخرجون لممارسة حياتهم اليومية وعندما يأتي الطيران يعودون للإختباء الكهوف,فالصواريخ والبراميل سقطت في المنطقة القريبة منهم.

تصف أم عبد الله وضعهم بالصعب فهم لم يستطيعوا الذهاب لمخيمات أطمة مع إرتفاع آجار النقل حيث يصل ل 15 ألف ليرة سورية عدا ثمن أرض الخيمة في المخيم والتي تصل ل 10 آلاف ليرة سورية وهم لا يملكون المال,فالذين ذهبوا للمخيمات قسم منهم أشترى خيم وقسم آخر ينتظر تحت أشجار الزيتون والعوازل لغاية تأمين خيمة.

أما بالنسبة لإحتياجاتهم فهم بأمس الحاجة للمحروقات والمدافيء في ظل البرد الذي أدى إلى مرض طفلتها الرضيعة والبالغة من العمر 12 يوماً,ومع إرتفاع أسعار المحروقات,هم عاجزون عن شرائه مما إضطرهم للطبخ بإستخدام النار والوسائل البدائية, شددت أم عبد الله أن لديها طفلة معاقة بحاجة ماسة للفوط حتى بالنسبة للماء فهم يشترون الصهريج بألف ليرة سورية.

فضل النازحون نصب خيمهم بالقرب من بعض الكهوف القديمة بشكل متفرق لكي لا تكون عرضة للقصف من قبل الطيران الحربي , وأبو فريد نازح من بلدة كفرنبوة والذي ساقه القدر إلى ريف إدلبالجنوبي يحدثنا أن أقسى أيام حياته في فصل الشتاء عاشها في هذه المنطقة الجبلية التي يقطنونها في ظل البرد القارس الذي أدى إلى مرضه فهم يسكنون في خيم وعوازل لا يستطيعون, إستخدام الببور داخلها لأنها سريعة الإشتعال مما يضطرهم للجوء للملابس الشتوية إن توفرت.

أكد أبو فريد أنهم بحاجة كل شيء من ملابس ومواد غذائية وإنارة كما أوصى المعنيين بضرورة إيصال المساعدات لهم باليد.

بالقرب من خيمتهم المتواضعة كانت إبنته الطفلة ختام والبالغة من العمر 12 عاماً تشعل النار حيث أسمعتنا قصيدة تتحدث بها عن حنينهم لتراب بلدتهم التي أضطروا للنزوح عنها , بسبب كثافة القصف,الطفة ختام وصفت وضعهم بالسيء بسبب الطيران الذي يسبب لهم الخوف والرعب فهم يلجأون للكهوف ليلاً وفي النهار يسكنون الخيم وفي حال مجيء الطيران يرجعون للكهوف.

هكذا تتلخص حياة نازحي ريف حماة الشمالي مع دخول فصل الشتاء الذي زاد من مأساتهم فهم ينتقلون من معاناة إلى أخرى في إنتظار العودة إلى قراهم.

المصدر: شبكة شام الكاتب: مراسل شبكة شام – مهند المحمد
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ