"إنني لم أَعُدْ إلى مدينتي الغالية داريا لأخرج منها مرغماً كما خرجت أول مرة، وإنما لأعيش النصر فيها إن أذن الله بذلك، أو أقتل على ثراها شهيداً بإذن الله"، و بالفعل نال الأخيرة و عاش الأولى طوال السنوات الخمس الماضية، حاملاً سلاحه الذي كان كميرا يتنقل بها على الجبهات بين خطوط النار ، إنه "حسان ديراني" الذي غاب اليوم عنا للأبد بعد استشهاده فذ المدينة التي ينتمي إليها و أراد أن يموت فيها.

حسان أبو مسلم عضو المكتب الإعلامي في لواء شهداء الإسلام، غادر اليوم ثرى داريا بعد أن حارب النظام و حلفاءه وواجه الدبابات بكاميرته حتى ارتقى شهيداً ليلحق بركب الشهداء الإعلاميين في داريا أمثال مجد وشاهر وآخرين.

حسان ابن الـ٢٤ عاماً كان يدرس الشريعة عندما اندلعت الثورة السورية و قرر ترك كل شيء و اللحاق بركبها، وخرج مؤقتاً منها و من ثم عاد و أصر على البقاء فيها ، وقال في وصيته التي كتبها قبل أسبوعين ، قال فيها لأخوته :" إياكم أن تحيدوا عن الطريق، إياكم أن تبيعوا دينكم بعرض من الدنيا قليل، حتى لو اضطررتم إلى الخروج من داريا، فإن أرض سوريا واسعة وواجب عليكم الجهاد فيها حتى يزول الظلم عنها"

وها هي داريا تفقد مزيداً من أزهارها و أبطالها في طريق الثورة، و هي وحيدة محاصرة، ورغم ذلك لم تستكين أو تحيد أو تتراجع عن أهداف الثورة رغم السنوات الخمس السوداء التي مرت عليها و لاسيما الأربع سنوات الماضيات التي لازالت تذوق فيها الحصار و القصف و الاقتحامات.