نعم يعبرون ٤٠٠ كم في الصحراء ...نازحوا درعا يتجهون لحدود تركيا بعد اغلاق شبه تام لابواب الأردن
نعم يعبرون ٤٠٠ كم في الصحراء ...نازحوا درعا يتجهون لحدود تركيا بعد اغلاق شبه تام لابواب الأردن
● أخبار سورية ١٣ فبراير ٢٠١٦

نعم يعبرون ٤٠٠ كم في الصحراء ...نازحوا درعا يتجهون لحدود تركيا بعد اغلاق شبه تام لابواب الأردن

ليس غريباً أن يعبر النازحون السوريون من درعا ، جراء المعارك التي تشهد تصاعداً تدريجياً لتصل إلى الذروة خلال الشهر الأخير ، المتزامن مع قصف غير مسبوق من قبل العدو الروسي ، الصحراء الفاصلة بين جنوب سوريا و شمالها ليصلوا إلى الشريط الحدودي مع تركيا ، الذي من الممكن أن يكون أكثر سلاسة و أوسع مدى من نظيره الجنوبي مع الأردن .

و تتفاقم أزمة النارحون السوريون على الحدود الأردنية بشكل كبير مع تزايد أعدادهم نتيجة الحرب التي أعلنت على محافظة درعا و المناطق المحررة بغية فتح طريق دمشق عمان باسرع وقت ممكن و تحت أي مسمى و بأي وسيلة و لو كان بقلب المنطقة رأساً على عقب و تحويلها من منطقة سكنية لارض زراعية ، و تتعقد ازمة النازحون مع اعتماد الجانب الأردني على معبر واحد مع سوريا و هو معبر "الرويشد" في السويداء ، ذو الطريق الوعر جداً الذي يستهلك يومان كاملان من السير و التعب للوصول له ، هذا الوصول الذي لايعني نهاية المشكلة ، بل سيكون أمام النازحون البقاء في عراء الصحراء لشهرين أو ثلاثة حتى يحظى بامكانية الدخول .

الأمر الذي دفع بالمئات لتغيير الوجهة من القريب المغلق ، الموصل إلى حبس أكبر "الأردن" المغلقة الحدود مع الجوار و المستحيلة الخروج إلى غيرها ، دفع للاتجاه نحو الحدود المعاكسة تماماً عبر طريق صحراوي يمتد لقرابة ٤٠٠ كم ، بغية الوصول إلى الحدود التركية التي يرون فيها رغم صعوبتها هي الأخرى إلا أنها بوابة لآفاق واسعة جداً ، و نقطة يمكن الانطلاق منها نحو "الحلم الأوربي" الذي يمثل الخلاص الأخير للشعب السوري الذي لم يعد له مكان في وطنه إلا ليكون هدفاً مستمراً و شهيداً حياً أو جائعاً ومحروم حتى من كسرة الخبز .

صحيح أن اغلاق الحدود الأردنية يلعب دوراً في هذه الهجرة المعاكسة "اتجاهاً" ، لكن الهاجس الأبرز هو هاجس الهجرة إلى أوربا ، فالحلم بنظر مرتاديه يستحق هذه المغامرة ، و المرور على مناطق متشعبة السيطرة بين جيش حر و بالقرب من النظام و في عمق تنظيم الدولة و أخيراً العبور عبر الحدود تحت جنح الظلام ، الظلام الذي يمكن أن يقتنص الروح بأي لحظة .

هي حالة يمكن أن تجد مرتادون كثر، و لكن ليسوا بتلك الكثرة التي تشمل الجميع أو الغالبية ، فهي مكلفة إلى أن تجعل من الفقراء و الضعفاء عبارة عن ناظري "غبطة"لمن يذهب في ذلك الطريق ، وهم جلوس على قارعة حدود لايعرف إن كانت ستفتح أم لا ، و إن فتحت لن تؤدي إلى أي جنة ولو كانت بمساحة راحة كف.

المصدر: شبكة شام الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ