نقل رفاة "سليمان شاه" .. تم بقرار تركي و إخطار التحالف و الجيش الحر
نقل رفاة "سليمان شاه" .. تم بقرار تركي و إخطار التحالف و الجيش الحر
● أخبار سورية ٢٢ فبراير ٢٠١٥

نقل رفاة "سليمان شاه" .. تم بقرار تركي و إخطار التحالف و الجيش الحر

أنهت الحكومة التركية قضية قبر "سليمان شاه" ، بعد أن قامت القوات البرية التركية بالأمس بنقل رفاة الضريح إلى قرية "آشمة" السورية غرب مدينة عين العرب (كوباني)، التي باتت تحت سيطرة تركية و رفع العلم التركي عليها.

منطقة ضريح "سليمان شاه" تخضع لحكم "اتفاقية أنقرة" التي أبرمت بين مجلس الأمة التركي (البرلمان)، والحكومة الفرنسية المنتدبة على سوريا، في 20 تشرين الأول/ أكتوبر 1921، والتي أنهت الحرب بين الجانبين وأفضت إلى تبادل الأسرى، وتتضمن الاتفاقية أن أرض الضريح الذي كان في قلعة جعبر، قبل أن تغمر بمياه بحيرة الثورة نتيجة إقامة سد الفرات (الطبقة) عام 1973، هي أرض تركية (جيب تركي شمالي سوريا يحتوي على ضريح يحرسه جنود أتراك).

هذه الأرض التي باتت اليوم في أجزاء منها تحت سيطرة تنظيم الدولة، و كانت مثار خلاف و حدوث إشكالات بين الحكومة التركية و التنظيم الذي يرفض الأخير فكرة الأضرحة، و هدد في العديد من المرات بهدم الضريح الذي يحرسه مجموعة من القوات الخاصة التركية.

العملية التي بدأت منذ مساء الأمس و انتهت صباح اليوم، عندما أعلنت هيئة الأركان التركية في بيانها أن عملية نقل رفاة ضريح "سليمان شاه" لم تشهد أي اشتباكات، إلا أن أحد الجنود الأتراك سقط شهيدا، نتيجة حادث وقع خلال المرحلة الأولى من العملية.

وأضافت الأركان التركية، في بيان لها، أنه "تم نقل الأمانات التي تحمل قيمة عالية والتي تركها لنا أجدادنا، من ضريح سليمان شاه (في حلب)، الذي يعتبر أرضا تركية وفقا للمعاهدات الدولية، إلى تركيا بشكل مؤقت، تمهيدا لنقلها إلى قرية "آشمة" في سوريا، وذلك بسبب المشاكل الأمنية في سوريا والضرورات العسكرية.

وقالت وكالة الأناضول أن العملية تمت تحت متابعة مباشرة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي قام بنفسه طوال الليل، بتسيير وإدارة عملية "ضريح شاه سليمان"، وهنأ أردوغان كل من رئيس الوزراء ، ورئيس هيئة الأركان ، وقائد القوات البرية ، بنجاح عملية ضريح "سليمان شاه".

أما رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أنَّ عملية "ضريح سليمان شاه" أنَّ قطعة أرض مجاورة لقرية "آشمة" وضعت تحت سيطرة الجيش التركي، وتمَّ رفع العلم التركي عليها، قائلًا إنَّ عملية ضريح شاه سليمان بدأت في تمام الساعة التاسعة من مساء يوم أمس (بتوقيت تركيا) بدخول 39 دبابة، و57 عربة مدرعة، و100 آلية، و572 جنديًا، ووصلت إلى الضريح في حدود الساعة 00:30 بعد منتصف الليل، وتزامن ذلك مع توجه قوة عسكرية أخرى إلى قرية "آشمة" تمهيدًا لنقل الرفاة إليها.

وأضاف داود أوغلو ،في المؤتمر الصحفي عقد في مقر هيئة الأركان التركية بالعاصمة أنقرة، أنَّ قرار العملية اتخذ في أنقرة في إطار القواعد القانونية، دون طلب إذن أو مساعدة من أي جهة، مشيرًا في الوقت نفسه إلى إخطار قوات التحالف الدولي، والجيش السوري الحر بالعملية، لتفادي وقوع أي ضحايا بين المدنيين، وأخذ العمليات الجوية لقوات التحالف، بعين الاعتبار.

ولفت داود أوغلو إلى أنه: "تمَّ تدمير جميع المباني التي كانت موجودة في مكان الضريح، بعد نقل جميع الأمانات ذات القيمة المعنوية العالية، وذلك لقطع الطريق أمام أي محاولة إساءة استغلال المكان".

في حين أكدت الخارجية التركية أن لا تغيير في الاتفاقيات المتعلقة بضريح "سليمان شاه".

أما خالد خوجة رئيس الائتلاف الوطني قال على صفحة على "الفيس بوك" أن :عملية نقل ضريح سليمان شاه والجنود من قبل قوات الجيش التركي تمت بعلم الائتلاف والجيش الحر ومن دواعي الارتياح أن تمت العملية بسلام، نسأل الله الرحمة للجندي الذي قضى نحبه إثر حادث غير قتالي أثناء العملية وتعازينا القلبية لعائلة الفقيد وللشعب التركي.

يذكر أن "سليمان شاه" كان زعيم قبيلة (قايي) – إحدى قبائل الأتراك الأوغوز الـ24 الذين يعرفون في التاريخ باسم التركمان، وهو جد مؤسس الدولة العثمانية، عثمان بن أرطُغرل، توفي عام 1219 للميلاد مع اثنين من جنده، أثناء محاولتهم عبور نهر الفرات.

يحكى أن المغول غزوا امبراطورية سليمان شاه بغتة، فلقي حتفه غرقا في نهر الفرات اثناء محاولته الفرار، توفي سنة 1227 ودفن بالقرب من المكان المسمى حاليا ترك مزاري في قلعة جعبر بسوريا.

ويشكك بعض المؤرخين في الروايات الرسمية عن ضريح شاه قائلين إنها ربما لُفقت لاحقًا لإثراء هوية تركية امبراطورية ثم هوية وطنية.

وحسب المادة التاسعة من معاهدة أنقرة الموقعة بين تركيا وفرنسا (في عهد الانتداب الفرنسي على سوريا) سنة 1921، تم الاتفاق على أن ضريح سليمان شاه هو تحت السيادة التركية، وحاليا يعتبر هذا المزار، الأرض الوحيدة ذات السيادة التركية خارج حدود الدولة. يسهر على حماية المزار جنود أتراك.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ