هل تلجأ تركيا بمشاركة الجيش الحر لإنهاء ملف "تحرير الشام" وقطع ذرائع روسيا في إدلب ..!! (تحليل)
هل تلجأ تركيا بمشاركة الجيش الحر لإنهاء ملف "تحرير الشام" وقطع ذرائع روسيا في إدلب ..!! (تحليل)
● أخبار سورية ١٥ أغسطس ٢٠١٨

هل تلجأ تركيا بمشاركة الجيش الحر لإنهاء ملف "تحرير الشام" وقطع ذرائع روسيا في إدلب ..!! (تحليل)

عاد ملف حل هيئة تحرير الشام على واجهة الأحداث مؤخراً مع تصريحات وزير الخارجية الروسية لافروف في أنقرة يوم أمس، وإصرار الجانب الروسي على ما أسماه "القضاء على الإرهاب" في إدلب، في إشارة للهيئة وعدة تنظيمات أخرى تتبع للقاعدة.

وتتخذ روسيا في كل منطقة تعمل على تمكين النظام فيها لاتخاذ وجود هيئة تحرير الشام المصنفة على قوائم الإرهاب كحجة للتدخل وتدمير المنطقة باسم "محاربة الإرهاب" وهذا كان واضحاً إبان معارك حلب والغوطة ودرعا وحمص رغم أن وجود الهيئة كان ضئيلاً في تلك المناطق، ليأتي الدور على إدلب والتي تواجه فيها روسيا اعتراض تركي الشريك في مباحثات أستانة كضامن على تحويل المنطقة الشمالية لبؤرة صراع ومعارك.

واتخذت هيئة تحرير الشام في سياق التقارب مع تركيا خطوات عملية عديدة مؤخراً تمهيداً للحل وفق اتفاق ما حصل مع الجانب التركي، تضمن إدخال النقاط التركية والبدء بتنفيذ جملة من مقررات أستانة التي اتفقت عليها الدول الضامنة، إلا أن الصراع الحاصل ضمن دوائر القرار في الهيئة أخر حلها في وقت بدأت تركيا تدفع فصائل الجيش الحر والمكونات الأخرى للتكتل في فصيل واحد تمهيداً لتكون نواة في الجيش الوطني لاحقاً على غرار ريف حلب الشمالي.

إعلان روسيا بالأمس وإصرارها على التدخل في إدلب لما أسمته إنهاء الإرهاب، واستمرار الادعاءات بتعرض حميميم لاستهداف بطائرات مسيرة، تزامناً مع عودة القصف على بلدات ريف إدلب الجنوبي منذ أيام، سبقها التهديدات بشن عملية عسكرية في إدلب، يعطي مؤشرات كبيرة على أن روسيا تمارس ضغوطاً سياسية على تركيا لتواصل التدخل في شأن تلك المنطقة التي تنتشر فيها النقاط التركية.

هذه الضغوطات تضع تركيا في موقف صعب لمواجهتها وقطع الذرائع الروسية للتدخل في المنطقة وهنا يكون إنقاذ إدلب مسؤولية الفصائل جميعاً المسيطرة على المحافظة والتي تتحمل هيئة تحرير الشام المسؤولية الأكبر برأي المحللين كونها فصيل بات غير مقبول دولياً ولا يمكن لروسيا ولا حتى تركيا أن تقبل بعودة الهدوء في إدلب في ظل بقائها كفصيل مسيطر عسكرياً ومدنياً حتى.

مصادر مطلعة أكدت لشبكة "شام" في وقت سابق، أن هناك صراعاً كبيراً داخل هيئة تحرير الشام بين القبول بالحل والدخول في مكونات الفصائل الأخرى لتجنيب إدلب أي مواجهة، وبين الرفض والقتال والدخول في مرحلة صراع كبيرة غير محسوبة النتائج، طفى هذا الصراع على السطح مؤخراً مع تزايد الضغوطات لإنهاء هذه الملف.

ولفتت المصادر إلى أن خيارات تركيا باتت إحدى أمرين أولهما الدخول بمشاركة فصائل الجيش السوري الحر في مواجهة عسكرية في إدلب وإنهاء الهيئة عسكرياً، وثانيها قبول الطرح الروسي المتمثل بالدخول للمنطقة على غرار سيناريو الجنوب السوري تحت الضغط وهذا ماتحاول تركيا تجنبه وفق المصدر.

وكانت أكدت مصادر عسكرية مطلعة لشبكة "شام" في وقت سابق، أن الخيارات أمام هيئة تحرير الشام الفصيل الأكبر في الشمال السوري "إدلب" باتت محدودة، مع زيادة الضغوطات الإقليمية والداخلية لحل نفسها وإنقاذ ماتبقى من مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة، وتجنيب إدلب خيار المواجهة مع النظام وروسيا.

وكشفت المصادر و"التي رفضت ذكر اسمها" أن مصير إدلب اليوم بات في ملعب قيادة هيئة تحرير الشام، لحل نفسها ضمن الفصائل الأخرى، وإنهاء ذريعة روسيا والنظام للتدخل في إدلب، والمبادرة لدعم موقف الحكومة التركية الساعية لتجنيب المحافظة وثلاثة ملايين إنسان مصير الغوطة الشرقية ودرعا.

ونوه المصدر إلى الموقف التركي الداعم للاستقرار في إدلب، وأن ضغوطات روسية كبيرة تحاول تركيا مواجهتها والدفع باتجاه تحقيق الهدوء والأمان في المنطقة لملايين المدنيين، إضافة للمساهمة بشكل فاعل في إعادة الحياة للمنطقة، وأن هذا يتطلب تعزيز هذا الموقف ودعمه من جميع الفصائل بما فيها هيئة تحرير الشام.

وفي هذا الصدد وبعد التصريحات الروسية الأخيرة، أعرب "مصطفى سيجري" مسؤول المكتب السياسي في لواء المعتصم، جاهزية الجيش السوري الحر لإنهاء ملف "جبهة النصرة" في إدلب وخلال فترة قصيرة جداً، مؤكداً عدم جدية الجهات الدولية المتنفذة في سوريا لإنهاء هذا الملف، في رد على التصريحات الروسية بشأن وجود "جبهة النصرة في إدلب".

المصدر: شبكة شام الكاتب: فجر الدين الأموي
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ