هل حملت الصواريخ الأمريكية على “الشعيرات” التفاؤل أو رسائل جدية للأسد و حلفاءه !؟
هل حملت الصواريخ الأمريكية على “الشعيرات” التفاؤل أو رسائل جدية للأسد و حلفاءه !؟
● أخبار سورية ٧ أبريل ٢٠١٧

هل حملت الصواريخ الأمريكية على “الشعيرات” التفاؤل أو رسائل جدية للأسد و حلفاءه !؟

قصفت الولايات المتحدة الأمريكية سوريا لأول مرة ، على مر التاريخ ، و الذي جاء بعد تهديد ووعيد طوال السنوات الماضية ابتداء من عام 2013 ، و ذلك رداً على الجرائم التي ارتكبها الأسد منذ انطلاق الثورة السورية في آذار 2011 .


كيف وصل الأمر إلى هنا

 جاء القصف الأمريكي للأسد ، بعد سلسلة طويلة من التهديدات التي انتهجتها الإدارة الأمريكية السابقة (باراك أوباما) ، الأمر الذي شجع الأسد و أعطاه دافعاً للايغال في قتل سوريين ، و تسليم سوريا للمحتلين الإيرانيين و الروس ، و بات السوريون غربيون في بلادهم و محكومون من قبل الغرباء.

و اختلف التعامل الأمريكي مع نظام الأسد بين 21-8-2013 (مجزرة كيماوي الغوطة ) و 4-4-2017 (مجزرة الكيماوي في خان شيخون) ، حيث في الأولى تم التوصل إلى اتفاق نزع الأسلحة الكيماوية مقابل إنهاء خطة ضرب الأسد ، و لكن في تجربة امتحان الإدارة الأمريكية الجديدة (دونالد ترامب) ، فشل الأسد (حتى اللحظة) في النجاة من تبعيتها ، إذ بدأت في الساعة الخامسة إلا عشرين دقيقة ، صواريخ (توماهوك) ، بالتساقط على مطار الشعيرات ، الذي كان القاعدة التي انطلقت منها الطائرة المحملة في الكيماوي الذي خنق قرابة 500 سوري ، استشهد منهم ما يناهز الـ 100 ، غالبيتهم من النساء والأطفال.

ماذا كان يجري لحظة القصف

ففي الوقت الذي كان الصواريخ الأمريكية تنطلق من البوارج المتواجد شرق المتوسط (اليونان) ، كانت جلسة الأمن منعقدة للتداول حول ثلاثة مشاريع مختلفة عن بعضها ، و التي ترتكز على موضوع كيماوي خان شيخون ، و لكن الاجتماع لم يدم أكثر من 15 دقيقة ، بعد وصول أنباء بدء الحملة الأمريكية ، في حين كان الرئيس الأمريكي مشغول باستقبال الرئيس الصيني الذي زار أمريكا للمرة الأولى في عهد ترامب.

ردود فعل مؤيدة و “بشدة”

ردود الفعل الدولية تكاد تكون واحدة ، حيث أجمعت الدول على أن هذه الضربات “إيجابية” ، مفيدة ، وتمثل رادع أولي للأسد ، كما أنها تحمل في طياتها رسائل شديدة اللهجة لحلفاء الأسد ، روسيا وإيران ، بأن مواصلة الدعم في القتل لن تكون إلى ما لانهاية .

ارباك حلفاء الأسد

أما روسيا فقد كشفت عن حجم الغضب من خلال تصريح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (نقله بيان صادر عن الكرملين) ، و الذي اعتبر الضربة الأمريكية انتهاك للسيادة السورية و بالطبع سيؤثر على العلاقات بين روسيا و أمريكا ، أما إيران فقد نددت كما العادة ببيان صادر عن وزارة الخارجية ، و اعتبرت ماحدث “عدوان”.

الشعب السوري غير متفائل

في الوقت الذي تعامل غالبية الشعب السوري ، مع الضربة الأمريكية بنوع من التخوف والترقب ، مع غياب التفاؤل بأنها ستكون رادع أو مخفف لآلة القتل التي يقودها الأسد ومن خلفه ايران و روسيا ، سيما مع اقتصارها على مركز واحد من مراكز الموت المنتشرة في المناطق السورية ، والتي تسببت باستشهاد ما يناهز نصف مليون سوريا وتهجير 12 مليون آخرين .

ضربات تحسين “التفاوض”

و يرى عدد من المراقبون أن الضربة الأمريكية (المحدودة) ، تعتبر بمثابة رسالة تهديد و سلاح سيوضع على طاولة المفاوضات مع روسيا ، ومن المتوقع أن يكون هناك مفاوضات على عدة مستويات دولية من بينها روسيا إلى جانب القرم و أوكرانيا ، حيث حددت أمريكا شروطها بالنسبة لسوريا ، وفق ما جاء على لسان ويزر الخارجية ريكس تيلرسلون بالأمس ، بأن لا مكان للأسد في مستقبل سوريا ، وماعزز هذا التوجه هو تأكيد البنتاغون عدم وجود خطط لمزيد من الاستهدافات.

في مثل هذا اليوم

القصف الأول ،  في تاريخ 7 نيسان 2017 ، يجمع بين تواريخ غاية في السلبية ، ففي مثل هذا اليوم من عام من 1947 هو  تاريخ إعلان ولادة حزب البعث العربي الاشتراكي ، وهو الحزب الذي أوصل الأسد الأب إلى الحكم و حكم من خلالها سوريا بالحديد و النار ، و هو ذات التاريخ في عام 2003 حيث سقطت بغداد بيد الولايات المتحدة الأمريكية ، و بالطبع يمثل هذا التاريخ لأمريكا و الذي دخلت فيه في عام 1017 الحرب العالمية الأولى ، و سيكون هذا التاريخ في عام 2017 يسجل أول قصف أمريكي لمواقع سورية بشكل علني وواضح ، بالطبع إذا ما استثنينا قصف قوات الأسد في دير الزور العام الفائت ، حيث اعتبرته أمريكا حينها بأن عن طريق الخطأ.

جردة حساب للنتائج

وقالت الولايات المتحدة أنه وبناءً على توجيه من الرئيس دونالد ترامب، قامت البوارج الأمريكية في البحر المتوسط بإطلاق العشرات من الصواريخ على مطار الشعيرات في ريف حمص ، في الساعة الرابعة وأربعين دقيقة من فجر اليوم .

و تم ، وفقاً لوزارة الدفاع الأمريكية ، استهداف ما مجموعه 59 طائرة من  الطائرات، و مرابط الطائرات، ومخزونات النفط واللوجستيات، ومخابئ إمدادات الذخائر، وأنظمة الدفاع الجوي، والرادارات.

وبينت الوزارة أنه تم إخطار القوات الروسية قبل عملية القصف ، كما واتخذ المخططون العسكريون الأمريكيون احتياطات لتقليل المخاطر على الموظفين الروس أو السوريين الموجودين في المطار.

ما هو مطار الشعيرات

مطار الشعيرات العسكري ، في ريف حمص ، يعتبر القاعدة العسكرية المركزية لها في المنطقة الوسطى ، و تحول لنقطة ارتكاز لقواتها و قياداتها ، وفق ما أشارت إليه الوسائل الإعلامية ، التي أكدت في كانون الأول من ذات العام أن روسيا بدأت بإعادة تأهيل المطار لاستخدامه ، مع وصول الخبراء الروس منذ ذلك الوقت  .


و يعد مطار الشعيرات من أهم المراكز العسكرية , فالطيران الحربي الذي يقصف مدن حمص وإدلب وحماة ينطلق من هذا المطار ، يحتوي مطار الشعيرات على 40 حظيرة اسمنتية ويتضمن عدد كبير من ميغ 23 وميغ 25 وسوخوي 25 القاذفة ولديه مدرجين أساسيين وله دفاعات جوية محصنة جداً من صواريخ سام 6 طول المدرج 3 كم .


و يقوم الخبراء الأجانب سواء الروس أو الإيرانيين بتقديم الدعم اللوجستي في هذا المطار ، و تتمثل السيطرة الايرانية في المطار ، عن طريق خبراء الضباط الإيرانيين الموجودين داخل المطار , و يخدم في المطار و يتحكم في مفاصله ضباط شديدي الموالاة للأسد , مما يجعله المطار الأول في تنفيذ الأوامر بحذافيرها.

وتشير التقارير إلى أن الضباط الإيرانيين يقيمون في فندق المطار ، إضافة لوجود مقر سري للطياريين روس لا يسمح للطياريين السوريين الاقتراب من هذه المنطقة .

و يعتبر مطار الشعيرات العسكري  من أهم المعسكرات التدريبية في المنطقة الوسطى , تقام عليه معظم العروض العسكرية و التدريبات على لأسلحة الثقيلة و المتوسطة ,و يعد المطار الرئيسي الذي ارتكب معظم المجازر في مدينة حمص , يقع على بعد 31 كم جنوب شرق مدينة حمص و على بعد 41 كم عن ريف حمص الشمالي , يضم الفرقة 22 اللواء 50 جوي مختلط .

المصدر: شبكة شام الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ