هل فعلاً تخطط واشنطن للانسحاب من سوريا كما فعلت في أفغانستان؟
هل فعلاً تخطط واشنطن للانسحاب من سوريا كما فعلت في أفغانستان؟
● أخبار سورية ٢٣ نوفمبر ٢٠٢١

هل فعلاً تخطط واشنطن للانسحاب من سوريا كما فعلت في أفغانستان؟

تتكرر الأسئلة ذاتها مع كل حديث يخص سياسة واشنطن في سوريا بعد انسحابها من أفغانستان، هل ستنسحب القوات الأمريكية كما جرى في أفغانستان؟ أم أنها ستبقى تحت عنوان تثبيت الاستقرار؟ وهل سيتكرر السيناريو الأفغاني في سوريا؟ أم أن لسوريا حسابات مختلفة؟

مسؤولون أمريكيون أكدوا مراراً عدم وجود أي نية للانسحاب، وكان آخر التصريحات ما قاله وزير الدفاع، لويد أوستن، قبل أيام في منتدى حوار المنامة بالبحرين، حول مواصلة الولايات المتحدة دعم الحلفاء في الشرق الأوسط لحماية أمنهم، ومواصلة الدعم لمحاربة داعش ومنع عودتها في المنطقة، حتى أنه صرح حول استعداد الولايات المتحدة لزيادة عدد قواتها في الشرق الأوسط إذا اقتضت الحاجة.

وقبل فترة قصيرة قال البنتاغون إن الولايات المتحدة ستحتفظ بعشرات آلاف الجنود في القواعد العسكرية في الشرق الأوسط، وشدد على: "نعمل على إبقاء قواتنا في العراق وسوريا للمساعدة في محاربة داعش".

ومن الناحية الاستراتيجية يبدو الوضع في سوريا مختلفاً تماماً عن أفغانستان، فالأخيرة ليست ساحة صراع مع المنافسين لواشنطن، كروسيا والصين وإيران، حيث لا يبدو أن هنالك أي مؤشرات عن رغبتهم بالسيطرة على أفغانستان بعد الانسحاب الأمريكي، على عكس سوريا التي تشهد صراعاً مستمراً منذ سنوات، مع روسيا المنافسة لواشنطن، ومع إيران التي تحاول الولايات المتحدة الحد من نفوذها وإبعادها عن التدخل في شؤون المنطقة.

وفي هذا السياق صرح وزير الدفاع الأمريكي أنهم يسعون لمواجهة إيران ووكلائها في المنطقة، ومنع تغلغلها وتهديدها لحلفاء الولايات المتحدة، وأي انسحاب للقوات الأمريكية قد يدفع الميليشيات المدعومة من إيران، خصوصاً في دير الزور، إلى الهجوم والسيطرة على مناطق استراتيجية، مثل حقول النفط والغاز، وهو ما لا تريده واشنطن بأي حال من الأحوال.

وعلى الأرض تشير المعطيات إلى رغبة أمريكية في البقاء، فقبل أيام وصلت دورية أمريكية مع قافلة أسلحة أرسلها التحالف الدولي إلى قواعده العسكرية في الحسكة، وكانت مهمتها إجراء مسح واستطلاع الأرض لإنشاء مطار عسكري جديد، وهذه النقطة تقع على مقربة من فوج "الميلبية" الذي كانت تتخذه قوات النظام فوجاً عسكرياً قبل 2011، واليوم تخضع لسيطرة قسد.

في ظل المعطيات السابقة، هل يمكن للولايات المتحدة الانسحاب وترك سوريا فريسة لوكلاء إيران في المنطقة؟ وهل يمكنها ترك الساحة لروسيا لتسيطر على ما تبقى خارج سيطرتها من سوريا؟ وهل يبدو تكرار السيناريو الأفغاني في سوريا؟.

الأسئلة الأخيرة لا تبدو منطقية في ظل المعطيات السابقة، ومن المستبعد أن تنسحب الولايات المتحدة وتعطي نصراً لـ"أعدائها" بهذه البساطة، كما أن موقع سوريا الاستراتيجي في قلب الشرق الأوسط يجعل سيناريو الانسحاب مستبعداً تماماً.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ