واشنطن بوست: سياسات ترامب تجاه سوريا مُفلسة "استراتيجياً وفكرياً وأخلاقياً"
واشنطن بوست: سياسات ترامب تجاه سوريا مُفلسة "استراتيجياً وفكرياً وأخلاقياً"
● أخبار سورية ٩ أبريل ٢٠١٨

واشنطن بوست: سياسات ترامب تجاه سوريا مُفلسة "استراتيجياً وفكرياً وأخلاقياً"

وصف ماكس بوت، الكاتب في صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية، سياسات الرئيس دونالد ترامب وإدارته في سوريا بـ "المفلسة"، من الناحية الاستراتيجية والفكرية والأخلاقية.

ففي 7 أبريل عام 2017، أطلقت القوات الأمريكية 59 صاروخاً من نوع "كروز" على قاعدة جوية سورية؛ لمعاقبة بشار الأسد على استخدامه الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين، وفي الذكرى السنوية الأولى لهذا القصف، احتفل الأسد بإعادة قصف المدنيين بالكيماوي، وهو الهجوم الثامن له على الأقل هذا العام، و"لكنه الأكثر وقاحة"، بعد أن رأى أن الولايات المتحدة لن تردّ على انتهاكاته المتكرّرة للقوانين الدولية.

وجدير بالذكر أنه في 4 أبريل 2017، شنّت قوات الأسد هجوماً بغاز السارين على خان شيخون أودى بحياة ما يقرب من 100 مدني، وأُصيب أكثر من 500 غالبيّتهم من الأطفال، وردّاً على هذا القصف هاجمت أمريكا بصواريخ عابرة للقارات قاعدة الشعيرات الجوية في حمص، مستهدفة طائرات للنظام ومحطّات تزويد الوقود ومدرجات المطار.

يقول الكاتب إن عملية القصف التي استهدفت مطاراً سورياً قبل عام قوبلت بترحيب حارّ من الجميع، حتى من معارضيه؛ فلقد أصدر السيناتور جون ماكين، وعضو الحزب الجمهوري ليندسي غراهام، بياناً مشتركاً جاء فيه: "على عكس الإدارة السابقة واجه الرئيس ترامب لحظة حاسمة في سوريا واتّخذ إجراءً، لذلك فإنه يستحقّ دعم الشعب الأمريكي".

وتابع: بحسب "الخليج أونلاين" "أنا أيضاً أيّدت الضربة، لكنني شككت في أنه سيكون بمنزلة تحوّل كبير، وكما كتبت في ذلك الوقت فإنه إذا كان ترامب مهتمّاً بعمل حاسم في سوريا حقاً فإنه سيكون بحاجة إلى الذهاب أبعد من ذلك بكثير؛ فما هو مطلوب خطة دبلوماسية عسكرية شاملة لإنهاء الحرب الأهلية التي دامت ست سنوات، وتسبّبت بالكثير من المعاناة الإنسانية".

وغنيٌّ عن القول إنه لم تكن هناك أي خطة من هذا القبيل على الإطلاق لدى إدارة ترامب، بل على العكس كانت بمنزلة ثقب أسود لكل الخطط، وبدلاً من الاستراتيجية فإنها كانت تخضع للتشنّجات والقشور الرئاسية، فمنذ أن قصف ترامب مطاراً تابعاً لقوات النظام في سوريا، ترك الأسد، وإلى جانبه مؤيّدوه من الروس والإيرانيين، دون أي عائق يمنع مواصلة عملهم في القتل الجماعي، بحسب الكاتب.

ويضيف الكاتب، بل إن ترامب عمد إلى وقف الدعم الأمريكي للجماعات المعارضة التي كانت تقاتل الأسد، وركّز بدلاً من ذلك على مقاتلة تنظيم الدولة، والآن ومع ظهور نهاية هذه المعركة ضد "داعش" يبدو ترامب مستعجلاً لسحب القوات الأمريكية من سوريا.

فلقد أشارت بعض التقارير إلى أنه حدّد أكتوبر المقبل لسحبها، رغم أن تقارير البنتاغون ووزارة الخارجية الأمريكية و"إسرائيل" والدول العربية كلها تقول إن الانسحاب من سوريا خطأ كبير، إلا أن ترامب مُصرّ على ما يبدو على الخروج المبكّر من سوريا ليُسلّم شرق سوريا للأسد وحلفائه.

ويرى ماكس بوت أن إدارة ترامب هي الثانية على التوالي التي ترتكب الأخطاء في سوريا، ما حوّل البلد -على حدّ وصف الجنرال المتقاعد ديفيد بتيرايوس- إلى "تشرنوبل جيوسياسي" (كارثة تشرنوبل النووية 1986 في أوكرانيا) يقذف اللاجئين والإرهابيين إلى جميع أنحاء العالم.

لقد ارتكب الرئيس السابق، باراك أوباما، خطأً كبيراً في سوريا، وجاء ترامب من بعده ليسير على ذات المنهج.

ترامب الذي حذّر في العام 2013 أوباما من مغبّة أي عمل عسكري في سوريا، جاء إلى السلطة ليقوم بهذا العمل العسكري قبل عام، ليعود بعدها إلى موقعه الانعزالي تجاه ما يجري في دمشق.


يوم الأحد الماضي، فاجأ ترامب أوباما عندما اتّهمه بالفشل في سوريا بعد أن أعلن وجود خط أحمر أمام النظام، وقال الرئيس الأمريكي في تغريدة له على موقع "تويتر" إنه لولا إدارة سلفه السابق لكان نظام الأسد "الحيوان" من الماضي.

في نهاية مارس الماضي، أعلن ترامب نيّته سحب القوات الأمريكية من سوريا، قائلاً إنه سيدع الأمر للآخرين ليهتمّوا به، وهو تماماً ما يفعلونه اليوم، فالهجوم الكيماوي يكشف وجهاً آخر من وجوه ما يفعل الآخرون في سوريا؛ روسيا وإيران ونظام بشار الأسد، وكل ذلك يعود إلى الإفلاس الأخلاقي والفكري لنظام ترامب، على حدّ وصف الكاتب.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ