واشنطن بوست: مؤشرات لصفقة "أمريكية إسرائيلية روسية" تبقي الأسد وتقلص نفوذ إيران في سوريا
واشنطن بوست: مؤشرات لصفقة "أمريكية إسرائيلية روسية" تبقي الأسد وتقلص نفوذ إيران في سوريا
● أخبار سورية ٣٠ يونيو ٢٠١٨

واشنطن بوست: مؤشرات لصفقة "أمريكية إسرائيلية روسية" تبقي الأسد وتقلص نفوذ إيران في سوريا

نشرت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية، مقالاً للكاتب "ديفيد أغناتيوس"، قال فيه إن "الحرب الكارثية في سوريا متواصلة، وإنه لا أمل بنهاية دبلوماسية لتلك الحرب".

ويستقي أغناتيوس رأيه هذا "من وجود إشارات على اتفاق أمريكي روسي إسرائيلي؛ يتضمّن بقاء بشار الأسد على رأس السلطة في مقابل تعهّدات روسيّة بتقييد وتقليص النفوذ الإيراني في سوريا".

وأوضح الكاتب أن "الوجود الإيراني في سوريا أصبح هو الهاجس الرئيسي والوحيد لإدارة ترامب، بعد أن كان تنظيم الدولة يشكّل القلق الأكبر؛ ما يعني أن ترامب مستعدّ لتبنّي سياسة من شأنها أن تُبقي الأسد، الزعيم الاستبدادي الذي قتل شعبه بالغازات الكيماوية، والتخلّي عن المعارضة السورية التي كان جزء منها يتلقّى دعماً أمريكياً".

واستطرد يقول: "لقد كانت سياسات ترامب في سوريا متقلّبة ولم تثبت على حال، غير أن الشيء الأكيد بالنسبة إليه أنه لم يكن يثق بسياسات أسلافه العسكرية في الشرق الأوسط؛ جورج دبليو بوش، وباراك أوباما، وأنه على ما يبدو يعمل من أجل إفسادها"، بحسب ترجمة "الخليج أونلاين".

ووفق رأيه فإن القمّة التي يستعد ترامب ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، لعقدها في فنلندا، في الـ16 من يوليو المقبل، يُرجّح أن تكون سوريا حاضرة بقوة فيها.

وأضاف: "صفقة سوريا التي بدأت ملامحها تظهر بالتدريج على الأرض، والتي ستناقش تفاصيلَها النهائية قمةُ فنلندا، تتمثّل في التعاون الوثيق بين روسيا وإسرائيل من أجل التضييق على الوجود الإيراني؛ حيث إن الإسرائيليين استنتجوا أن بوتين شريك إقليمي يمكن الوثوق به".

وبحسب خبراء إسرائيليين وأوروبيين وأمريكيين، فإن الولايات المتحدة وإسرائيل ستقبل ببقاء الأسد في السلطة مقابل إجراءات روسية ملموسة للحد من النفوذ الإيراني؛ تتمثّل في إبقاء القوات المدعومة من إيران على مسافة 80 كم على الأقل من حدود الأراضي المحتلة في هضبة الجولان، وفق الكاتب الأمريكي.

وألمح إلى أنه "سيكون من حق القوات الإسرائيلية توجيه ضربة عسكرية لأهداف إيرانية في داخل سوريا دون الحاجة لإذن روسي، طالما أن القوات الروسية لن تتعرّض للأذى، وهو ما يُرى فعلاً منذ وقت ليس بالقصير، حيث شنّت الطائرات الإسرائيلية عدة غارات على قواعد تابعة للقوات الإيرانية في سوريا، وأيضاً على حزب الله اللبناني الموجود في سوريا".

وتطرّق ديفيد أغناتيوس إلى ما تتضمّنه الصفقة، مبيّناً أنها ستشمل تعزيز قدرات جيش الأسد المدعوم بالقوة الجوية الروسية؛ لفرض سيطرته على جنوب غربي سوريا، واستعادة مواقعه على الحدود الأردنية.

فحتى الأردن، كما يقول الكاتب، يفضّل سيطرة قوات الأسد على المعبر الحدودي معه؛ لأنه سيضمن استئناف حركة مرور الشاحنات، ما يعزّز الاقتصاد الأردني الذي يعاني من ضائقة مالية.

وأضاف: "يبدو أن المعارضة السورية في الجنوب الغربي من سوريا ستُترك وحدها لتدافع عن نفسها أمام هجوم الأسد الذي بدأ بالفعل، ما أدّى إلى فرار الآلاف من السوريين باتجاه الحدود الأردنية المغلقة، ما سيؤدّي إلى وقوع كارثة إنسانية ومذبحة بحق الفارّين من قصف قوات الأسد".

قوات الشرطة العسكرية الروسية، وفقاً للصفقة الجديدة غير المعلنة بين روسيا وإسرائيل وأمريكا، وفقاً للكاتب، ستعمل على تسيير دوريات في مناطق جنوب غربي سوريا، وربما مناطق أخرى؛ في محاولة منها لفرض الاستقرار في تلك المناطق، في حين ستحتفظ الولايات المتحدة بقواتها في قاعدة التنف في البادية السورية؛ لمنع أي تقدّم إيراني.

وتابع يقول: وأيضاً ستتوسّع روسيا ونظام الأسد لتصل إلى المناطق التي تسيطر عليها القوات الكردية في شمال شرقي البلاد، وهي المناطق التي يشارك فيها الأكراد قوات أمريكية في مجال الحرب على تنظيم الدولة؛ حيث يأمل القادة الأمريكيون أن تبقى قواتهم في سوريا هناك لمدة 18 شهراً، رغم مطالب ترامب بسرعة الانسحاب من سوريا.

ويرى الكاتب أن قادة المعارضة السورية يشعرون بخيبة أمل شديدة من الصفقة التي تتشكّل الآن، ونقل عن أحد قادة المعارضة السورية قوله إنهم يشعرون بالخيانة الأمريكية لهم، وإن ثمن هذه الخيانة هو أنها ستحوّل سوريا إلى أكبر حاضنة للحركات الجهاية.

وختم أغناتيوس يقول إن الدول الأوروبية، التي كانت سابقاً حليفاً سرياً ورئيسياً في سوريا، تشكّك في نجاح الخطة المناهضة لإيران؛ حيث سبق أن حذّرت فرنسا وبريطانيا من قدرة روسيا في الحدّ من النفوذ الإيراني على الأرض.

ولفت النظر إلى أن "استعداد ترامب للانضمام إلى هذه الصفقة، والتخلّي عن المكاسب الأمريكية التي تحقّقت بصعوبة، يزعج العديد من مسؤولي البنتاغون، ولكنهم على ما يبدو لا يستطيعون فعل شيء".

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ