يحيى الشحود ... ضحى بساقه وتُرك وحيدأ
يحيى الشحود ... ضحى بساقه وتُرك وحيدأ
● أخبار سورية ١٤ مايو ٢٠١٨

يحيى الشحود ... ضحى بساقه وتُرك وحيدأ

مضى عشرون ربيعاً من عمر الشاب "يحيى الشحود" ابن مدينة مورك بريف حماة الشمالي, ذلك الشاب المفعم بالحيوية والطموح, والذي انتظرته أمه سنواتٍ ليزهر وتراه رجلاً يحمل عنها أعباء عائلة كان يحيى أكبرهم وأب معتقل لم يروه منذ 7 سنوات.

كَبُرَ يحيى وكبرت معه هموم عائلته وخاصة بعد أن غُيب والده في سجون نظام الأسد بتهمة التعاون مع "الإرهابيين" والتستر عليهم حيث كان يعمل حينها شرطياً، ليشعر يحيى بأن من واجبه أن ينضم لصفوف الثوار.

أربع سنوات أمضاها يحيى مقاتلاً في صفوف أحد الفصائل، ليعتزل بعدها العمل معهم بسبب الاقتتال الدائر بين الفصائل في الشمال السوري المحرر، ويلتفت إلى أسرته ولسبل إعانتها على ظروف الحياة ومشقة النزوحـ لكنه لم يترك قتال النظام بل كان يذهب برفقة أصدقائه لمؤازرة الثوار في معاركهم دون أن ينضم لأي فصيل.

أثناء تواجد يحيى برفقة صديقه في أحد منازل مدينة كفرزيتا منذ تسعة أشهر استهدفهم صاروخ من طائرة حربية روسية أدى إلى بتر ساق يحيي ويده اليسرى وحروق في وجهه وجسده, ونُقل حينها إلى عدة مستشفيات إلى أن تعافى ولاحقاً تم بتر ساقه مرة أخرى منذ قرابة الشهر بسبب نتوء في العظم.

كان يحيى المعيل الوحيد لأسرته المكونة من أخيه الصغير (11 عام) وأخواته البنات الثلاثة وأم قد أثقلتها الهموم بعد اعتقال زوجها وإصابة فلذة كبدها وعجزها عن علاجه.

"أكثر شيء بحلم فيه اليوم أنه احسن ركب طرف صناعي ذكي لحتى احسن أتحرك واشتغل وساعد والدتي اللي ربتنا وتعبت علينا"، بهذه الكلمات يخبرنا يحيى عن حلم ما زال ينتظر تحقيقه، علّه يتمكن من مساعدة والدته وإعانتها على دفع أجرة منزلهم وتأمين قوت يومهم بعد أن أثقلتهم الديون.

ويحتاج الشاب "يحيى" لطرف صناعي ذكي كون الطرف الصناعي العادي لا يستطيع من خلاله الحركة والعمل بحرية بسبب أن بتر قدمه كان من فوق الركبة.

المصدر: شبكة شام الكاتب: مهند المحمد - مراسل شام
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ