#‏خروجي_قبل_تفاوضكم‬.. قصة معتقلة.. رحلة الموت بين الأفرع
#‏خروجي_قبل_تفاوضكم‬.. قصة معتقلة.. رحلة الموت بين الأفرع
● أخبار سورية ٢٩ يناير ٢٠١٦

#‏خروجي_قبل_تفاوضكم‬.. قصة معتقلة.. رحلة الموت بين الأفرع

تروي لنا دانيا المعتقلة السابقة في أفرع الأمن السورية رحلتها في تلك الأفرع انطلاقا من اللحظات الأولى للثورة فتقول :
في بداية الثورة كنا نتابع أحداث الربيع العربي في مصر وليبيا وتونس ومع انطلاقة الثورة السورية من درعا   ووصولها إلى معظم المدن السورية حيث كانت مدينتي دوما من السباقات لنصرة درعا والمدن المنتفضة، لقد شاركت أنا وصديقاتي في الحراك السلمي بكافة أنواعه وكوني ابنة معتقل سابق كان غضبي وحقدي على هذا النظام المجرم أكبر.

ولازلت أذكر ذلك اليوم حينما أفرج النظام المجرم عن والدي وكنت حينها صغيرة جدا لكن آثار التعذيب على وجهه وجسده لا تغيب عن ذهني إلى هذه اللحظة.

كنا ننظم المظاهرات أنا وصديقاتي بعد خروجنا من المدرسة كما كنا نبث المقاطع والصور على صفحاتنا الشخصية في الفيس بوك ولكن مع تزايد أعداد المتظاهرين وبعد أن ذاع صيت المدينة قام النظام بفرض حظر تجوال واقتحم المدينة ليعتقل كل من وقف في وجهه وكنت في تلك اللحظة عبر كاميرا الجوال الخاص بي أحاول توثيق عمليات الدهم والاعتقال التي يقوم بها عناصر الأمن والشبيحة وأستخدم صفحتي لإيصال ما يحدث داخل المدينة، صفحتي التي حرمني إياها النظام لاحقا بعد اعتقالي.

وفي تاريخ 11 - 11 - 2014 ومع تدهور الأوضاع في المدينة عزمت على السفر بحجة الزيارة إلى تركيا حيث تقطن إحدى عماتي هناك ، حجزت تذكرة سفر عبر الميناء البحري  في مدينة طرطوس الساحلية وهناك أوقفني عناصر تابعين للنظام قبل دخولي السفينة المتجهة إلى مرسين التركية بدقائق واصطحبوني إلى الضابط المسؤول.

وما إن رآني الضابط حتى قال أنتي من مدينة دوما أجبته نعم ... فرد على الفور أنت من ضمن المطلوبين.
فوضعت بعدها رهن الاعتقال

أول التحقيق : لماذا  قدمت إلى طرطوس وماهي نيتك أجبته بأني أود السفر الى تركيا هنا بدأت بعض النعرات تنهال على جسدي.

أكمل الضابط متى خرجت من دوما؟ وما الأعمال التي شاركتي بها لتخريب البلد؟ tأجبته بأني خرجت مع خروج الجيش النظامي وهنا كانت الغلطة الفادحة وكأني شتمته فطلب من العناصر تأديبي حتى ألفظ كلمة الجيش العربي السوري بشكلها الصحيح.
تمهل قليلا ثم قال : بلهجته العامية (هلق منشوف إنكنك عاملة شي أو لا)
وقد علمت هنا أني داخل الفرع 256 التابع للأمن العسكري في طرطوس

في هذه اللحظة كنت منذهلة وأكاد لا أصدق أني معتقلة قبل لحظات من سفري ومع أول ضربة من عصاة الحارس استفقت وعلمت أني لا أحلم بل إني في معتقلات الإجرام الأسدية
بعد بضعة أيام من الإهانة في الفروع الأمنية نقلت إلى السجن المركزي في طرطوس وهناك قام العناصر بأخذ أغراضي الشخصية وتم " تفييشي"  بشكل كامل البصمات والصور وكل ما أملك .
 هنا زنزانات الموت في كل مكان صوت الحارس الذي يقودني إلى زنزانتي "  خلي عينك بالأرض " الأجساد المنهكة من التعذيب في كل مكان الرعب يجتاح داخلي
هنا صرخ أحدهم جبلها ( طرماش)  وهو شريط تربط به العينان كي لا يرى المعتقل شيئا حوله وبدأت الشتائم بـ أفظع الكلمات التي لا تقال ولا تحكى
 بعد دقائق وأنا مكبلة اليدين معصوبة العينين .

 لحارس :: "رئيس الفرع يريد أن يدردش معكي قليلا " إرتعشت قدماي وبدأت الأفكار السيئة تتضارب في مخيلتي اقتادني الى رئيس الفرع وهناك " من وين أنت يا بنتي  أنا من دوما سيدي أها كم عمرك؟ وشو عاملة وليش جايبينك لهون؟ ما عاملة شي يا سيدي ولو عاملة شي ماكنت أجيت لهون برجلي كل القصة أني كنت بدي سافر لعند عمتي على تركيا ".


أنهى الحديث قائلا خدها شفلها شي محل فاضي بين ما نتحقق من أعمالها.

هنا عاد السجان بي إلى زنزانة تسمى المنفردة طولها لا يتجاوز المتر الواحد وعرضها أصغر من ذلك بكثير جدرانها ملطخة بالدماء الباب من الحديد الصدء أرضيتها تحتوي جميع القاذورات فهي أشبه بببيت الخلاء وهنالك صنبور ماء مهترئ في زاوية الغرفة تتساقط منه قطرات الماء التي تسبب التوتر والقشعريرة ،الجو مظلم و الخوف سيد الموقف انهارت أعصابي وبدأت بالبكاء.


تراودني بعض الأفكار عن مصيري هل سأكون كـ زينب أم كـ طل ماذا سيحل بي هنا هل يخرجني النظام على إعلامه أني إرهابية أم يفتعلون بي الأفاعيل في هذه المقابر المخبأة تحت الأرض

أحد ما قادم يرمى لي بشي من نافذة أسفل الباب "كلي ,تسممي " نظرت وإذا بشيء من فتات الخبز اليابس وكأس  لبن وحبة من بطاطا مسلوقة .. قلت له لا أريد طعاما "لا أريد فقط أخرجوني من هنا"

يرد الحارس بلهجته الخاصة : لساتك جديدة معك معك بتتعودي وبتجوعي وبتاكلي .. وبعض الكلمات النابيه وبالنسبة لموضوع الطلعة  أنسيه أنت بضيافتنا.


مضى على وجودي ثلاث أيام في هذه الزنزانة العفنة لا أحد ينظر في أمري تكاد الروح تخرج من بين أضلعي مرهقة تعبة لا أكاد أقوى على الكلام يأتي السجان وفي يده نفس الطعام كل يوم استجمعت قواي صرخت في وجهه إلى متى سأظل هنا لماذا  أتيتم بي إلى هنا ماذا  تريدون مني؟ متى ستبدؤون بالتحقيق معي فتعرفون إن كنت مذنبة أم لا.


بالكثير من البرودةا " دعي ربك يلتكشو فيكي ويحققوا معك في غيرك آلاف وصرلن شهور ماحدا عرف فيهم "

لوهلة من الزمن صوت قادم "دانيا ع التحقيق لبسي وديري وشك ع الحيط "

الخوف من التحقيق فالقليل من المساجين ينجو من أيدي هؤلاء القتلة المسمون بالمحققين بدأنا نعد الطوابق داخل الأرض فقاعة التحقيق  في أسفل هذه المقابر وأذكر أننا نزلنا مايقارب الطابقين إلى جوف الأرض.
وصلنا القاعة وأنا مغطاة العينين لا أعرف من يتكلم معي.

 صوت قادم من أمامي .. أنت ناشطة إعلامية وعم تساعدي الإرهاب . هكذا كانت تهمتي لديهم

أنت تقومين بشتم الجيش العربي السوري والقائد المفدى بشار الأسد على صفحتك في فيس بوك

والدك وأحد إخوتك منضمان للمسلحين في ريف دمشق .. على الفور أنا لم أرى والدي وأخي منذ عدة أشهر فانا كنت متواجدة في العاصمة ولا أستطيع الدخول إلى بعد أن حاصرها الجيش السوري ولاذنب لي إن كانوا من المسلحين.


بلكمة غير متوقعة يخرسني أحد العناصر .. وبسخرية المحقق :: "وطالعة على تركيا تشتغلي مع الإئتلاف وتوصلي معلومات وتخوني الوطن".


والله ياسيدي أنا طالعة زيارة لعند عمتي ومالي بحدا وبالتزامن مع رده بـ  كلمة " كذابة"  انهالت اللكمات والعصي على جسدي أيقنت أنه يوجد أكثر من أربعة عناصر في هذه القاعة فالعصي كثيرة والضربات لا تتوقف وأنا أختلس بعض النظر من تحت " الطرماش"  (الشريط الذي تغطى به الأعين ) في محاولة بائسة لأرى أحدهم أو أعرف عددهم لكن محاولاتي باءت بالفشل.


مع هذا الكم الهائل من الضربات أسقط أرضاً والدماء تسيل من فمي ولا أشعر بأنحاء جسدي الأخرى.


المحقق باللهجة العامية والتي يفتخرون بها : احكي وريحي حالك .. ما عندي شي أحكي يا سيدي .. لا باينتك بدك تعذبينا وتعذبي حالك .. لو عندي شي كنت حكيته وخلصت حالي من الضرب لأن ما تعودت إنضرب من حدا فيرد :  .. لسا ما شفتي شي
يأمر أحد العناصر  "هاتولنا الأخضر الإبراهيمي  " لم أعلم ماهو في بداية الأمر لكن بعدها شرح لي أحد السجناء أنه عبارة عن أنبوب ماء بلاستيكي أخضر اللون .. فضربني حتى فقدت الوعي.


أيقظوني بعد أن سكبوا الماء البارد علي وأوقفني السجان  رغما عني قائلا أعطينا حساباتك على الفيس بوك وجيبوا  خبير النت

مجبرة أعطيتهم ما يريدون ومع كل كلمة ضد الأسد على حسابي كان هناك الكثير من اللبطات والنعرات التي تنهال علي وبدؤوا يضربونني عشوائيا حتى سقطت مرة أخرى هذه المرة بأيديهم وأرجلهم وبعد أن شارفت على الموت أمر المحقق بإعادتي إلى الزنزانة.


ضعيفة منكسرة الجناح لا أكاد أستطيع التنفس حرارتي مرتفعة جدا رموني في زنزانتي المنفردة لا أحد يضمد لي جراحي لا أحد من أهلي يعلم بحالتي أستعين بالله على ما أصابني وأرتجي منه الفرج

كل ما شارفت جراحي على الالتئام أحضروني ليكملوا التحقيق وفي كل مرة أسلوب جديد من التعذيب ، هذه المرة العصي الكهربائية والتي يليها السخان الكهربائي فالماء البارد في الجو البارد

"الشبح"  الحلقة الأصعب عبر تعليقي من معصم اليدين ورفعي عن الأرض، شيء لا يحتمل أتوسل إليه أن ينزلني وأعترف له بأي شيء يريد سماعه لكنه يأبى بعد مضي الساعة على حالتي هذه أغمي علي فالوجع لا يحتمل ، والوحوش لاتعرف معنا الإنسانية لا يوجد في قلوبهم ذرة رحمة

بعد كل تحقيق وتعذيب كنت أقضي بضعة أيام من المرض الشديد أصل فيها أحيانا الى درجات الموت

 النوم يتطاير من عيني منذ اللحظة الأولى لي في هذه الزنزانة الموحشة المليئة بالخوف والرعب ،الحشرات القارضة الصغيرة كل شي هنا يشير إلى أن الموت أرحم بكثير من البقاء على قيد الحياة

داخلي لا يستقبل الطعام أو الشراب والمياه ملوثة لا تشبه الماء الذي نعرفه أبدا والطعام أشبه بالطعام الذي يقدم للحيوانات الأليفة في الأزقة

يحاول السجان إجباري على تناول الطعام أمتنع فيصرخ أنت تتمردين حتى داخل المعتقل هنا كل شيء سيسير حسبما نشاء نحن، ستأكلين غصبا عنك فأراوغه ببعض اللقيمات ريثما يخرج فهنا لغة التعذيب هي السائدة.


التعذيب النفسي أشد وطأة علي من التعذيب الجسدي يخرجوني من زنزانتي بين الحين والآخر لأرى كيف يتم تعذيب الشباب وأحيانا التعذيب حتى الموت ،تعذيب النساء وبعض الأطفال كل هذه المشاهد محفورة في ذاكرتي أحاول جاهدة أنا أتناسها لكنهم نجحوا تماما في زرعها بالجزء الأكبر من مخيلتي عبر الوحشية التي أظهروها لي.


في اليوم التالي يطلب مني السجان تجهيز أغراضي و يصطحبني إلى مدير السجن لأمضي على أقوالي كي أعرض على القاضي ف استبشرت خير وقلت علني أخرج من هذا الكابوس

نقف مقيدين بسلسة واحدة تضم عشرات السجناء ليتم نقلنا إلى فرع الأمن العسكري في حمص فقد كنت مطلوبة لأكثر من فرع على حد قولهم مكثت هناك حوالي أربعة أيام بحجة العرض على القاضي

بعدها اصحبونا مع مجموعة من الشباب يتجاوز عددهم الستين  بالإضافة إلى ثلاثة فتيات إلى محكمة الإرهاب في سجن عدرا ونحن في الطريق يلتفت إلي السجان ويقول أنت لن تذهبي، يوجد مذكرة باسمك للفرع(( 235 فرع فلسطين

تجمدت الدماء في عروقي من الخوف فـالدخول إلى هذا الفرع الذائع السيط أمر ليس بالحسبان فهناك كان يعذب أبي وهناك مات الآلاف من السوريين

وصلنا متأخرين إلى فرع الإرهاب في عدرا بتنا ليلة من الخوف بعد محاولة أحد العناصر التحرش بزميلتي لولا أن رآه أحد الضباط ومنعه

في اليوم التالي نقلوني إلى كفر سوسة ومن بعدها إلى فرع فلسطين عندما رأيته خيل إلي أنه مدينة مهجورة تسكنها الوحوش والأشباح أشكال العناصر مخيفة جدا والمكان مكتظ بالزنزانات المليئة بالمعتقلين

كل من يلمحنا يهيئ نفسه لاستقبالي عبر ضربة من دبوسه الخشبي أو حذائه العسكري والقليل منهم اكتفى ببعض الشتائم والكلمات النابية

بعدها اقتادونا إلى الضابط المناوب وهناك أخذوا أغراضي جميعها حتى الحجابات أمرونا بخلعها

بعد ذلك أمر بأخذنا إلى الزنزانة وكانت عبارة عن غرفة صغيرة وضعت فيها أنا وما يقارب 33 فتاة يكاد النفس يضيق علينا فنحن نتقاسمه جميعا

في الزاوية تجلس امرأة كبيرة في العمر تتجاوز ال 50 عاما ومعها عدد من النساء الأخريات وفتيات صغيرات

في اليوم التالي ولا أدري صباحا كان أم مساءا  فالعتمة هنا تطغى على كل شيء ولا نكاد نعرف الليل من النهار

يصيح السجان باسمي وكما هو المعتاد التحقيق والتعذيب والأسئلة نفسها ، والأجوبة لاتقدم ولا تؤخر ، فقط مايريده السجان يحصل فهنا مملكة الرعب التي يتربع على عرشها

هذه المرة هناك جثة لأحد الشباب الذين استشهدوا  تحت التعذيب في منتصف الممر و الدماء في كل مكان نصل لقربها فيأمرني السجان أن أدوسها بقدمي فلا أستطيع فيجبرني بقوة ، قدماي لاتحملانني وهو لا يكل يضربني و يجبرني أن أضع قدمي على الجثة ومن ثم أكملنا المسير
كل خمسة أيام كان يعاد نفس التحقيق حتى أنهيت الشهر وخمسة عشر يوما  في فرع فلسطين.


المرض لايفارقني، منهكة ومتعبة بكل ماتحمله الكلمة من معنى ولكني لازلت على قيد الحياة

بعدها صدر الأمر بإحالتي إلى سجن عدرا المركزي أنا وبعض من زميلاتي فشعرنا  ببعض الطمأنينة فهو سجن مدني وفيه بعض المقومات التي تساعدنا على البقاء أحياء حتى إنهاء فترة الاعتقال التي لانعلم مدتها إلى هذه اللحظة

كانت نهاية الشهر الثاني عشر كانون الأول وصلنا السجن المركزي سُمح لي أن أتواصل مع أهلي لأعلمهم بمكان تواجدي  وضعونا في جناح يسمى جناح الإيداع ،الجناح الذي ننتظر فيه استدعائنا من قبل قاضي التحقيق في محكمة الإرهاب

مكثنا حوالي شهر قبل أن يتم استدعائي إلى المحكمة بعدها اصطحبوني أنا ومعتقلين آخرين وعددنا سبعة فتيات وما يقارب الثلاثين شابا إلى المحكمة

أنتظر دوري في الصف و أستمع للشتائم الموجهة لنا من قبل العناص ،يذاع اسمي أتوجه إلى قاضي التحقيق الخامس وكان اسمه "حسام مخلوف" سألني عن التهم الموجه لي أنكرت وقلت أنه تحت التعذيب  فكتب ذلك في أوراقه ومضيت على ما كتب

طلب مني الخروج من الغرفة خرجت أنتظر الحكم من ذلك القاضي بعد برهة يسيرة من الزمن يأتي أحد العسكر ويقول لي أنت موقوفة حاليا اتصلي بوالدك إذا كان لديه معارف هنا أو فليعرض المال على القاضي ضمن ما يسمونه كفالة

اتصلت بعائلتي و أخبرتهم أني موقوفة وأنه يتوجب عليهم تعيين محامي والمحاولة عن طريق دفع المال لتخليصي من المعتقل حاول والدي بشتى الوسائل المتاحة لكن النتيجة لم تكن سريعة

لقد عادوا بي إلى السجن الكبير هنا تستطيع التمتع ببعض الميزات ولكن يجب أن تكون بحوزتك الكثير من النقود.


بإمكانك شراء كل ماتحتاجه من أدوية ومواد غذائية لكن بأسعار باهظة الثمن ولايمكن للحر أن يتأقلم مع السجن والسجان هذا من المستحيلات فالذل والإهانات  هي الجزء الأكبر الذي يسيطر على الحياة هنا.


كما يتواجد من هو أبشع قذارة من السجانين ألا وهم الجواسيس المتواجدون بيننا في مهاجعنا ينامون معنا يتعرضون للإهانات ولكنهم لم يتخلصوا من العبودية بعد
 
العقيد المسؤول عن السجن وكان اسمه عدنان محمد السليمان كان قد زرع بيننا الكثير منهم.


اكتملت فترة سبعة أشهر على توقيفي في سجن عدرا المركزي لم يترك والدي بابا أو طريقة لإخراجي وقد عرض على القاضي  مبلغ مليون وثمانمائة ألف ليرة سورية ناهيك عن المبالغ المدفوعه للوسطاء والضباط والمحاميين لإقناع القاضي

بعد الهجمات المتتالية على محيط سجن عدرا توارد إلى أسماعنا أنه يوجد بعض الأشخاص الذين سيتم إخلاء سبيلهم لم أكن أتوقع أني بين أولئك الأشخاص.


حتى استدعاني العقيد وأخبرني أن اسمي بين تلك الأسماء ال 21 التي سيفرج عنها وأنه يتوجب علي أن اجمع أغراضي

في اليوم التالي وضعونا صفا واحدا بطريقة السلسلة الموحدة وأرسلونا إلى فرع المخابرات العامة (أمن الدولة) الفرع 85

عدنا إلى قصتنا الأولى وهذه المرة بشكل أفظع فهذا الفرع أمره رهيب يوازي فرع فلسطين عناصره من أغلظ العناصر وكل مافيه يدب الرعب في قلوبنا.


جمعونا في غرفة صغيرة وبدأنا بعد الأيام حتى تجاوزت شهرين طالبنا بأن نرى رئيس الفرع فنحن من ضمن الأسماء التي صدر بحقها إخلاء السبيل أتى ألينا وكان وجهه يصب قذارة وبدأ بتوبيخنا أخبرناه بأننا ممن أخلي سبيلهم  فقال ساخرا : علمونا شغلنا كمان كل وحدة فيكم إذا كبرت أو صغرت عيارها بطانية ورقم وختم ومنزتها بزبالة ..خرسوا.


ثم ذهب إلى مكتبه و بعد بضعة أيام تم إخلاء سبيلنا من فرع المخابرات العامة في كفرسوسة

ورميت على قارعة الطريق منهكة لا أدري ماذا أفعل وكأني خرجت من القبر للتو.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ