“الزبداني” خالية من أهلها تماماً في مشهد هو الثاني بعد “داريا”
“الزبداني” خالية من أهلها تماماً في مشهد هو الثاني بعد “داريا”
● أخبار سورية ١٩ أبريل ٢٠١٧

“الزبداني” خالية من أهلها تماماً في مشهد هو الثاني بعد “داريا”

تتسع دائرة المناطق التي تتعرض للتغيير الديموغرافي في المناطق السورية لاسيما الجنوبية منها حول العاصمة دمشق، مع ازدياد وتيرة عمليات الضغط الذي تنتهجه قوات الأسد وحلفائها على المناطق الثائرة، من حصار وتجويع وتضييق بالقصف والقتل اليومي، لتوصلها لمرحلة قبول التسويات التي تفضي لإجلاء الثائرين وعائلاتهم وتسوية أوضاع من بقي في المنطقة والحاقه بميليشيات الأسد.

ومع تصاعد عمليات التهجير من العديد من المناطق أبرزها مضايا ووادي بردى ومعضمية الشام وسبقها خان الشيح والهامة وقدسيا والتل ومناطق عديدة تعرضت للتضييق والاجبار بالخروج للثوار وعائلاتهم أو بعض ذويهم، ومنها من قبلت التسوية لتجنب الخروج باتجاه الشمالي، يتغير الموقف في كل من داريا والزبداني بشكل كامل حيث تعرضت هاتين المدينتين لعمليات عسكرية كبيرة زجت بها قوات الأسد بكل قوتها الجوية والبرية، ساهمت في تدميرها بشكل شبه كامل، وإخلاء كل من فيها، حيث خرج جميع أهالي داريا من مدينتهم ولم يبق فيها إلا آثار الحرب التي شهدتها، واليوم باتت الزبداني خالية على عروشها بشكل كامل من سكانها بعد خروج آخر من بقي فيها باتجاه الشمال السوري.

وربما يعتقد المشهد في حال التطرق للمناطق التي أخليت من سكانها بشكل كامل كالقصير وأحياء بمدينة حمص، والتي أجبر سكانها على الخروج منها بدون تسويات، بعد معارك وحرب وملاحقات أمنية وتضييق كبير، عاد بعض سكان هذه المناطق من الشيعة والمسيحيين إليها، إلا أنها أخليت تماماً من سكانها السنة، مع اختلاف المشهد وتنوع الأيادي والطرق التي ساهمت بعملية التهجير.

أيضاَ لايغيب المشهد عن الأحياء الشرقية لمدينة حلب، وعشرات المناطق بريف الرقة ودير الزور والتي شهدت تغيراً كاملاً في التركيبة السكانية، وارغام لأصحاب الأرض على الخروج من ديارهم، ومنعهم من العودة إليها، إلا بالرضوخ لقوات الأسد أو شركائها في عمليات التهجير منهم قوات قسد وتنظيم الدولة.

ويختلف المشهد كثيراً في مناطق سيطرة الثوار حيث أنهم لم يجبروا أي من الطوائف الأخرى على الخروج من بلداتهم، كما في القرى الدرزية والمسيحية بريف إدلب والتي يبلغ عددها بالعشرات من القرى، مازال سكانها يعيشون فيها دون التعرض لهم، ورغم عدم مناصرتهم للثوار، حتى بلدتي كفريا والفوعة لم تجبر على الخروج بل عوملت بالحصار كما عامل نظام الأسد بلدات ريف دمشق، وسمح بدخول المواد الغذائية لها، واحترمت في التعامل معها بالاتفاقيات المنصوصة والتي خرقها نظام الأسد وحلفائه مرات عدة.

ولربما يطول الحديث إن تطرقنا لعمليات التهجير المنظمة التي مورست بحق أهالي القريتين وتدمر بريف حمص الشرقي وعشرات المناطق في البادية السورية والقلمون الشرقي والغربي، من قبل ميليشيات حزب الله وقوات الأسد وتنظيم الدولة، تشاركوا جميعاً على ارغام المدنيين على الخروج قسراً، بدون أي تسويات بل باتفاق سري بين هذه القوى، كما سجل نفس السيناريو في ريف حلب الشمالي على يد قوات قسد، وفي الريف الشرقي لحلب وريف الرقة ومناطق عدة أيضاَ.

سوريا اليوم باتت أمام تغير كبير في تركيبة بنيتها السكانية، حتى باتت إدلب هي المحشر لآلاف العائلات التي ترغم على الخروج من مناطقها، ضمن تسويات واتفاقيات أو قسراً، تتوسع فيها رقعة المخيمات، وتتزايد عمليات تجهيز مراكز الإيواء، مع صمت دولي مطبق عن عمليات التغيير في الديمغرافية السكانية في سوريا البلد الذي يتمتع بنسيج سكاني معقد، إلا أنه لم يظهر للعلن إلا بعد التوغل الطائفي الذي انتهجه نظام الأسد وزج بجميع الطوائف والمكونات في حربه ضد الشعب السوري الثائر مستخدماً إياها كورقة رابحة بيده، ساعدته ميليشيات الشيعة في تطبيق مايريد من تفريغ المناطق الرئيسية لنظام الأسد من كل ثائر ومعارض.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ