“شام”عمل مسرحي لفرقة سورية في لبنان يحكي الوجع السوري
فرقتهم الحرب و جمعتهم الغربة ليأسسوا فرقتهم المسرحية "شام" مجموعة من الشبان و الشابات الذين لم تتجاوز أعمارهم ٢٢ عاماً ، بداية العام الماضي تجمعوا و انطلقوا بعملهم المسرحي الأول في مدينة طرابلس اللبنانية على مسرح الفنون وسط ترحيب كبير من أهالي المنطقة و السوريين الحاضرين .
قدمت الفرقة منذ تأسيسها 4 عروض عالجت من خلالها جانب من القضايا في المجتمع العربي عموماً و السوري بشكل خاص، كالرشوة و الواسطات و الظالم في الفروع الأمنية و غيرها من القضايا التي تعتبر شبح اسود لأغلب المواطنين و حاولت تقديم حلول خجولة لتلك المشاكل ، قدمت الفرقة عرضها الأخير بداية العام الجاري تحت عنوان التغريبة العربية سلطت فيه الضوء على واقع مخيمات السوريين و حاولت نقل همومهم ، و تجسيد أبرز المشاكل التي يعاني منها الاجئين في مخيمات الشتات فمن محسوبيات العمل الأغاثي إلى الحصار المفروض حتى واقع التدريس و الخدمات الطبية حاولت"شام" تقديم مجموعة من الحلول لتلك المشاكل .
سهيل البقاعي طالب دراسات إسلامية في سنته الثالثة ، من مدينة حمص ، هجرته ميليشيات حزب الله الارهابي من مدينته منذ أربعة أعوام، اختار العمل المسرحي ليكون وسيلته لإيصال صوته و صوت الاجئين و نقل معاناتهم و أسس الفرقة ليكون اقوى ، في حديثه عن الفرقة قال :" نتدرب يومان في الاسبوع في في مسرح داخل مدرسة سورية في طرابلس اسمها براعم الشام قدمته الأدارة بشكل مجاني كدعم معنوي للفريق ، عن الفرقة الوحيد هو إبراز نبل القضية السورية و نقل معاناة الاجئين السوريين ، من خلال تسليط الضوء على الظلم و المعاناة في المخيمات "
يحلم سهيل : " ان يغزو مسرحه يوما ما كل المناطق التي يتواجد فيها مخيمات للاجئين السوريين و غير السوريين ليتمكن و رفاقه من تجسيد معاناتهم من خلال أعمالهم المسرحية "
شهد مندو ابنت التسع اعوام ، العضو الأصغر في فرقة شام ، من أبناء مدينة القصير هجرتها قوات النظام و المليشيات المساندة لها منذ عام 2013 ، تحمل في داخلها الكثير من الهموم و كأنها كبرت قبل أوانها، متفوقة في دراستها قليلة الكلام تقول والدتها : " منذ ان خرجنا من الأراضي السورية و الطفلة تبدو عليها علامات الحزن طوال الوقت إلى أن تعرف عليها أعضاء فرقة شام و بدؤا يقحموها بالتدريبات بدأت الطفلة تخلع ثوب الحزن و بدت أكثر نشاطاً، تفاجئت بها عند ما شاهدت عملها المسرحي الأخير حيث كانت تلعب دور اليتيمة أبكتني و انا اتابعها "
بسام حلاوة مدرب الطفلة يقول :" رغم صغر سنها أصبحت شهد أيقونة لأعمالنا المسرحية ، داخل هذه الطفلة أشياء أكبر منها بكثير و لم تسطيع التعبير عنه الا من خلال خشبة المسرح ، و هذا الشيء كان يتضح في أدائها خصوصاً أمام الجماهير"
تحلم شهد ان تكمل دراستها و تصبح ممثلة مسرحية عالمية لتوصل صوتها و صوت كل المظلومين حول العالم .
يرو أعضاء فرقة شام انهم قادرين على تحمل المسؤولية و إعطاء أفضل ما لديهم ليقوموا بواجبهم باتجاه من هجروا ظلماً ليعيشوا في خيم اللجوء، و يتمنون أن يخففوا من معاناة الشعب السوري و ان يكونوا منبر لإيصال رسالتهم و صوتهم من خلال اعمالهم .