عندما يتحول العرس إلى مجزرة
عندما يتحول العرس إلى مجزرة
● تقارير إنسانية ٥ سبتمبر ٢٠١٤

عندما يتحول العرس إلى مجزرة

وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مجزرة وقعت في حي القابون راح ضحيتها العديد من المدنيين بين شهيد و قتيل حيث أعتمدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في إعداد هذا التقرير بشكل رئيسي على زيارة ميدانية لموقع الحادثة قام بها عضو الشبكة السورية لحقوق الإنسان في مدينة دمشق الدكتور “مجد المصري“ حيث اجتمع وعالج عدد من المصابين وهم ضحايا للقصف، وشاهد وعاين جثث القتلى.

في يوم الجمعة الموافق 16/حزيران/2014م, أقدمت قوات النظام السوري على استهداف يبدو متعمدا لحفل زفاف جماعي لاثنين من شباب الحي،حيث سقطت قذيفتا هاون من العيار الثقيل على مكان تجمع المحتفلين, مما تسبب بمقتل ثمانية منهم ,كما أصيب أكثر من 40 آخرين، تزامن ذلك مع قصف الحي بعدة حشوات B10 على الطريق العام لتخويف الأهالي، كما قام

القناص المتمركز فوق مبنى قيادة الوحدات الخاصة بإطلاق الرصاص بشكل عشوائي على مباني الحي.

أظهرت التحريات بأن قوات النظام السوري كانت على علم بشكل دقيق بمكان وزمان الحفل، فتعمدت استهداف المنطقة من أجل قتل وجرح أكبر عدد من أهالي الحي، ونشير إلى أن قوات النظام السوري قامت باستهداف حفل زفاف آخر في يوم الخميس 15 حزيران، حيث سقط بعض الجرحى، ولم نسجل سقوط قتلى. ويبدوأنمثلهذهالحوادثلإرهابوتخويفأهاليالحيلإجبارهمعلىالقبولبالهدنةوالمصالحةوفقالآليةالتييريدهاالنظامالسوري.

عضو الشبكة السورية لحقوق الإنسان الدكتور “مجد المصري” كان متواجدا في حي القابون في ذلك اليوم, وزار موقع الحادثة:

“توجهت بعد عصر يوم الجمعة إلى حي القابون برفقة أحد الأصدقاء، وفي طريق الذهاب رأيت سيارة تحمل فرقة “عراضة شامية “, وتبين لنا أنها كانت متجهة إلى حفل زفاف اثنين من شباب الحي بالقرب من الجامع الكبير. وعند خروجي من الحي عند غروب الشمس, رأيت العديد من السيارت تتجه نحو منطقة الجامع الكبير، ورأيت العشرات من الأشخاص تتجمع وهم في حالة فزع كبير, سألت عن الأمر فعلمت أن منطقة الحفل قد قُصفت بقذائف هاون، وقد تبين لنا فيما بعد أن مصدرها فرع الوحدات الخاصة الواقع على حدود حي القابون , وبعد قليل سمعنا دوي انفجار آخر تبين أنه ناتج عن سقوط قذيفة أخرى في ذلك المكان, اتجهت نحو المشفى الميداني وكان عشرات الناس متجمعين خارج المشفى, ثم دخلت المشفى فكان المنظررهيباً,الدماءمنتشرةعلىالأرضوعلىالجدرانوعلىالاسّرة,عددمنًالقتلىعلىالأرضمضرجينبدمائهم، والجرحىيعانونمنألم الإصابات,أحصيتبنفسيأكثرمنخمسةعشرجريحاموزعينعلىالأسّرةوعلىالأرض. سارعت لأتفقد حال المرضى فكانت إصاباتهم مختلفة, فاتجهنا لمعالجة الجرحى الأكثر خطورة: -كان هناك شاب ملقى على الأرض وهو فاقد الوعي قام أحد الزملاء بتنبيبه و قمت بإجراء الإنعاش القلبي الرئوي ولكن و بعد عدة محاولات فاشلة لاحظنا توسع الحدقة وتوقف القلب, فاستشهد ذلك الشاب وأصحابه حولي يحاولون الكلام معه و ينادونه باسمه علاء ولكن دون جدوى ...لقد فقدنا أول جريح. اتجهت إلى سرير آخر, وكان عليه جريح تنزف منه الدماء بشدة, فسألت الطبيب عن حالته, فأخبرني أنه قد فارق الحياة هو الآخر. ثم اتجهت الى جريح آخر عنده بعض الجروح في وجهه, قمت بإجراء الخياطة، وكان يشكو كذلك من عدة شظايا في جسمه, وبعد أن انتهيت, قمت بإجراء الخياطة لجريح آخر عنده بعض الجروح في وجهه وكانت رجله مكسورة و تنزف بشدة, حيث تم وضع رباط ضاغط على منطقة النزف. الجرحى كانوا يتوافدون كل خمس دقائق, ولم يبق مكان لاستقبال أي جريح, فقام المسعفون بوضعهم على الأرض. بعض الحالات كانت حرجة جداً، وقد وصل, بعد حوالي ساعة, فريق من الهلال الأحمر السوري, ونقل عدة حالات خطرة إلى مشافي أخرى . وساهم الأهالي والنشطاء بنشر الخبر و طلب المساعدة و النجدة، فقدم فريق طبي من حي برزة المجاور ليساعد فريق القابون الطبي، وتم تحويل عدة حالات الى طبية حي برزة، وكان مرافقو المرضى يحاولون مساعدة الأطباء بأي شي يستطيعون القيام به، فيمسكون معهم الشاش والسيروم ويحاولون تنظيف الجروح لأصدقائهم في الوقت الذي كان الناس يتوافدون للمشفى ليتبرعوا بالدم.

حاولت جمع معلومات حول تفاصيل الحادث من شهود عيان فسالت بعض الجرحى عما حدث ،فأخبرني الجريح “عبد الله”: “ كنت أسير في الشارع فسقطت قذيفة هاون تسببت في إصابة عدد كبير من الجرحى داخل الحفل، ركضت لمساعدتهم ،وأنا هناك سقطت قذيفة أخرى فوقنا، وأصبت بجروح، وأصبحت بحاجة إلى من يسعفني، ثم نقلوني الى المشفى.”

المصدر: شبكة شام الكاتب: شبكة شام
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ