جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 08-02-2015
جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 08-02-2015
● جولة في الصحافة ٨ فبراير ٢٠١٥

جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 08-02-2015

• في صحيفة الصنداي تايمز البريطانية، نطالع مقالا لجيمس روبين، المساعد السابق لوزير خارجية الولايات المتحدة في عهد الرئيس بيل كلينتون، بعنوان "الأردن منح الغرب فرصة لدحر الجهاديين"، ويرى روبين أن تصعيد الأردن مشاركته في الحملة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" - بعد مقتل طياره معاذ الكساسبة - يمنح الغرب فرصة لابد من استغلالها، ويقول المسؤول الأمريكي الأسبق إن الإدانة واسعة النطاق في العالم الإسلامي للتنظيم بالتأكيد هي أكثر تطور مشجع في الصراع الأشمل ضده، لكنه يتساءل عن غياب أو ضآلة دور دول عربية معتدلة يشيطنها ويستهدفها تنظيما القاعدة والدولة الإسلامية، ويضرب أمثلة على هذه الدول بالسعودية والإمارات، مضيفا إليها تركيا، ويرى كاتب المقال أن غياب مثل هذا الدور يشير إلى أن الغرب بالغ في قدرته على إقناع العالم الإسلامي المعتدل في الانضمام إلى الصراع مع القاعدة و"الدولة الإسلامية"، ويستطرد روبين: أن الدول لا تغير سلوكها حتى تشعر بأنها مهددة، ويضرب على ذلك مثلا بالسعودية التي يقول إنها تسامحت لسنوات طويلة مع مواطنيها الذين يمولون تنظيم القاعدة أو يلتحقون به، وإنها لم تتحرك إلا في عام 2003 الذي شهد أعمال قتل في الرياض، ومع تصعيد الأردن مشاركته بعد مقتل الكساسبة، يرى الكاتب أن ثمة فرصة ينبغي على الدول الغربية استغلالها من خلال تعزيز جهدها في مواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية"، كما يعرب عن اعتقاده بأن دولا أخرى قد تحذو حذو الولايات المتحدة إذا عززت الأخيرة مشاركتها ربما من خلال نشر قوات خاصة على الأرض في سوريا، ويختتم الكاتب بدعوة بريطانيا إلى تعزيز مشاركتها مشيرا إلى أنها تتحمل مسؤولية هذه الفوضى الجيوسياسية من خلال تقسيم سوريا والعراق بعد الحرب العالمية الأولى.


• في صحيفة الأوبزرفر البريطانية، نطالع افتتاحية تدعو الولايات المتحدة وبريطانيا إلى بذل جهد أكبر وأكثر إبداعا من أجل كبح جماح المتطرفين الإسلاميين، وتقول الصحيفة إن تنظيم "الدولة الإسلامية" قد يكون في حالة تقهقر، لكن المشكلات الأعم التي يمثلها ويتغذى عليها مازالت بعيدة عن الحل، وترى الصحيفة أن هذه المشكلات هي انتشار الأفكار الإسلامية المتطرفة، والشقاق الممتد عبر المنطقة بين السنّة والشيعة، وفشل حكومتي بغداد ودمشق، ففي العراق، لا توجد استراتيجية غربية موحدة لتشكيل حكومة ديمقراطية وشاملة بشكل حقيقي، وذلك بالرغم من مضي 12 عاما على الغزو الأمريكي البريطاني، وفق الاوبزرفر، وبالنسبة لسوريا، ترى الصحيفة أن الولايات المتحدة وبريطانيا نسيتا في ما يبدو عملية جنيف للسلام وتنازلتا عن المبادرة بشأن الأزمة السورية لروسيا، وتخلص الافتتاحية إلى أن المطلوب الآن هو استراتيجية سياسية دبلوماسية عسكرية متكاملة للتعامل مع المشكلات المرتبطة ببعضها في العراق وسوريا وإيران، وترى الصحيفة أن على الولايات المتحدة وبريطانيا إدراك أن هدف إطاحة بشار الأسد لن يتحقق، وتمضي الصحيفة إلى القول إن التواصل المحدود من جديد مع النظام في دمشق يبدو السبيل العملي الوحيد لوقف الكارثة الإنسانية التي تتسبب فيها الحرب الأهلية، مشيرة إلى أن إيران لديها القدرة للتصدي لتنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا والعراق إذا تم الاعتراف بمصالحها الأمنية والاقتصادية.


• في صحيفة الشرق الأوسط نقرأ مقالا لعبد الرحمن شلقم تحت عنوان "«داعش».. من أحرق؟" أشار فيه إلى أن "داعش" قد صنع في شهور قليلة، نمطا بشعا ومرعبا للإسلام، ورأى أنه لو أنفق أعداء الإسلام والعرب مليارات الدولارات على إنتاج كتب وأفلام لتشويه صورة العرب والمسلمين لما استطاعوا أن يحققوا هذه الجرعة المركزة من التنميط البشع الذي فعلته تلك الدقائق من المشهد الناري الذي احترق فيه الكساسبة، واحترق معه تاريخ وموروث حضاري عربي تحقق عبر سنوات من الإبداع والمساهمة الإنسانية والفكرية والإبداعية التي أضافها العرب والمسلمون للحضارة، وبعد أن لفت إلى أن التلفزيون، هو أيقونة العصر الحديث، والصورة لها قوة الإعجاز في صناعة النمط، والصورة ليست قطعة من الحجر في متحف جامد، لكنها كبسولة كيمياء حية، تستقر في الرؤوس وتفعل وتتفاعل في النفوس، نوه الكاتب إلى أنه بهذه الفعلة وكلما تذكر كلمة مسلم، ستطفو على صفحة ذاكرة الملايين صورة القفص إلى أمد بعيد، الذي يقف فيه إنسان يرتدي لباسا برتقاليا، إلى جانبه غول، وحش، يرتدي بزَّة الرعب، في يده شعلة ثبتت في عصاة طويلة، يوقد الموت في الحياة، وخلص الكاتب إلى أن الكساسبة، سيكون عنوان مرحلة طويلة من الزمن، ستكتب عنه الكتب، وستنتج أفلام، ستحرق صفحات لا حصر لها من التاريخ، وترسم الصورة (النمط): "داعش" يحاول حرق الإسلام والمسلمين.


• نطالع في صحيفة العربي الجديد مقالا لبرهان غليون بعنوان "صناعة الإرهاب: سورية المثال والضحية"، تطرق فيه إلى فشل المجتمع الدولي، الممثل بالأمم المتحدة، وتجمع أصدقاء سورية الذي ضم أكثر من مائة دولة، في الوفاء بالتزاماته تجاه قضية الشعب السوري، مشيرا إلى بروز أصوات متزايدة، هنا وهناك، تحاول استغلال الكارثة التي يمثلها صعود تنظيم الدولة، لدفع العالم إلى التخلي عن مسؤولياته تجاه السوريين، والسعي إلى إعادة تكوين نظام الأسد في ما يسمى بالحرب على الإرهاب، وهي إعلان حرب يهدف إلى التلاعب بالإرهاب، أكثر من العمل الجدي لإنهائه، وبعد أن أكد أن الرأي العام الدولي، الرسمي والشعبي يعرف، اليوم أكثر من أي وقت سابق، أن الأسد لا يمكن أن يكون شريكاً في الحرب ضد الإرهاب، بعد أن كان المصنع الرئيسي له، ولا يزال يستخدمه في حربه ضد شعبه، شدد غليون على أن الرأي العام الدولي يدرك أيضاً، أن أي مشاركة للأسد في مثل هذه الحرب سوف تكون أكبر هدية يقدمها التحالف الدولي لتنظيم "داعش"، بمقدار ما يقضي على نفسه كتحالف يستمد شرعيته من رفض الإرهاب، وما يثيره من رد فعل واعتراض عند ضحايا إرهاب الأسد أنفسهم، وخلص غليون إلى أن مصير سورية مفتوح، اليوم، على كل الاحتمالات، لكن، لن يقرر مستقبل سورية إلا شعبها، صاحب الأرض، متى ما نجح في التحرر من منطق الخوف والانقسام والتهديد والقتل، وارتفع إلى مستوى منطق الحق والقانون، وأحلَّ روح التفاهم والاتحاد محل منطق الانتقام والاحتراب الذي يتغذى من سياسة تمديد أمد الحرب الإقليمية، وحرمان جميع السوريين من الأمل والأمن والسلام.


• تحت عنوان "القاعدة في الحضن الأردني"، تناول سميح صعب في صحيفة النهار اللبنانية الموقف الأردني من الأزمة السورية، وأشار إلى أن الموقف الأردني الرسمي المعلن يتسم بالكثير من التحفظ حيال مسألة إسقاط النظام في سوريا أو على الأقل لا يطالب بذلك علناً على ما فعلت دول الخليج العربية وتركيا والولايات المتحدة ودول أوروبية، لافتا إلى أن الأردن كان من دول عربية قليلة لم تقفل السفارة السورية لديها، وبعد أن أبرز بأن الخطاب الرسمي الأردني كان يراد به الايحاء بأن المملكة تسعى جاهدة إلى عدم التورط مباشرة في الحرب السورية لعدم إثارة الحساسيات الداخلية الدقيقة، أوضح الكاتب أن الوقائع الميدانية في الأشهر الأخيرة تظهر انخراطاً أردنياً أمنياً في تدريب وتسليح ودعم فصائل سورية معارضة أبرزها "جبهة النصرة" الفرع السوري لتنظيم "القاعدة"، مبينا أن هذه الفصائل تمكنت بفضل الدعم الأردني والخليجي والغربي عموماً من احراز تقدم ملحوظ في مواجهة "الجيش السوري" في إطار ما بات يعرف بـ"الجبهة الجنوبية"، التي يراد منها أن تشكل عامل ضغط رئيسياً على العاصمة دمشق، وخلص الكاتب إلى أن  المطلوب من الأردن الآن أن يكون رأس حربة الائتلاف في حربين: من جهة دعم المعارضة السورية المسلحة حتى لو كانت "جبهة النصرة" لمقاتلة "النظام السوري"، ومن الجهة الأخرى زيادة المساهمة العسكرية في إطار الائتلاف الدولي ضد "داعش"، وأنهى مقاله قائلا: إن هذا الدور يثير تساؤلات عن قدرة الأردن على القيام به من دون المجازفة باستقراره الداخلي.


• طالعتنا صحيفة عكاظ السعودية تحت عنوان "بربرية ووحشية داعشية .. كفى"، قائلة إن بربرية تنظيم داعش بلغت ذروتها بإحراق الطيار الأردني معاذ الكساسبة حتى الموت في مشهد وحشي بشع غير إنساني لا يمت للدين الإسلامي بأي صلة، لأن الدين الإسلامي هو دين السماحة واليسر ويرفض الإرهاب والتشدد، ونوهت الصحيفة إلى أنه كما رفض المجتمع العربي والإسلامي والعالمي هذه البربرية وحدث اصطفاف كامل حيال استنكار هذا العمل البربري فعلى التحالف الدولي المشكل لمكافحة الإرهاب إعادة النظر في استراتيجية ضرب "داعش" في سورية والعراق، خاصة أن الضربات الجوية التي تشنها قوات التحالف الدولي ضد "داعش" لم تحقق الأهداف المرجوة منها حتى الآن، موضحة أن التنظيم الإرهابي لا يزال قادرا على ممارسة القتل والحرق والتحرك بحرية في المدن التي يسيطر عليها، وبدا أن الحرب الجوية ضده حققت بعض أهدافها إلا أنها لم تؤثر كثيرا في قدرات وإمكانات التنظيم الذي لا يزال يعيث في الأرض فسادا وطغيانا، واعتبرت أن هذا الأمر هو ما دفع رئيس أركان الدفاع السابق والجنرال في القوات المسلحة البريطانية ديفد ريتشاردز إلى القول: "إن هذه ليست عملية مكافحة إرهاب، هذه حرب تقليدية ضد عدو يمتلك مدرعات ودبابات ومدفعية، وهو غني ويسيطر على أراض وينوي الدفاع عنها، ولذلك يجب علينا النظر لهذه الحرب على أنها حملة عسكرية تقليدية".


• علقت صحيفة الوطن السعودية بعنوان "داعش.. الثقافة قبل التنظيم"، أنه بعد جرائم القتل المتنوعة وألوان وطرائق التعذيب والإرهاب الوحشي التي لن يكون آخرها حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة، تتوالد أسئلة الجدل بخصوص التطرف والإرهاب وثقافة العنف: هل استوعبت -حقا- جميع الأنظمة والمجتمعات العربية خطر "داعش" وكل التنظيمات الإرهابية المماثلة له؟ أو بصيغة أكثر واقعية، وأكثر عمقا: هل استوعبت الأنظمة والمجتمعات العربية خطر التطرف باسم الدين؟، وأشارت الصحيفة إلى أن جذور الإرهاب لا تزال عميقة في بيئاتنا الثقافية من المحيط إلى الخليج، في المدرسة والمسجد والجامعة، وهناك قصور واضح فاضح في نهج استئصال هذه الثقافة من جذورها، فالإسلام في خطر، والإنسانية في خطر، والأوطان في خطر، ما دامت أفكار الطائفية وأدبيات التكفير والإقصاء تتصدر ثقافة المجتمعات المسلمة، وألمحت إلى أن النخب الدينية اقتصر دورها على استنكار الجرائم الوحشية لـ"داعش" والبراءة منها، غير أن هناك تقصيرا في البحث عن أسباب التطرف والتكفير والطائفية والإقصاء، موضحة أن هذه الإشكالات الكبرى التي تعد أبوابا مشرعة للدخول في تنظيمات ثقافة الموت، فقط تم تشذيبها وتعديلها، وفقدت الإرادة القوية لاستئصال تلك الإشكالات الثقافية التي أنتجت جيلا كجيل "داعش" وقبله "القاعدة"، والله يعلم أي أجيال أخرى وأي تنظيمات أخرى يخبئها لنا مستقبلنا العربي باسم الإسلام، وخلصت الصحيفة إلى أنه إن لم تتفق كل النخب والأنظمة على ضرورة مواجهة الثقافة الداعشية قبل التنظيم الداعشي، فإن مواجهة الإرهاب ستطول أكثر مما نتصور، والخاسر الأول هو الأوطان العربية.

المصدر: شبكة شام الكاتب: شبكة شام
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ