تقرير شام السياسي 06-03-2016
تقرير شام السياسي 06-03-2016
● تقارير سياسية ٦ مارس ٢٠١٦

تقرير شام السياسي 06-03-2016

المشهد المحلي:

عقب انتخابه رئيسا للائتلاف الوطني السوري خلفا لخالد الخوجة رسم أنس العبدة، مرتكزات الفترة المقبلة من العمل داخل الائتلاف المعارض، وعدّ العبدة في أول حوار يجرى معه في مقره في إسطنبول، أن ما حصل هو "توافق عملي" ، مؤكدا أنه لا مكان لبشار الأسد في المرحلة الانتقالية أو في مستقبل سوريا، كما شدد على استمرار سوريا كدولة موحدة ورفض كل مشاريع التقسيم والفيدراليات، وقال لـ"الشرق الأوسط" إن تحديات كثيرة تنتظر الائتلاف والمعارضة في المرحلة المقبلة، مشددا على ضرورة العمل الجماعي للاستفادة من التحديات وتحويلها إلى فرص. ورأى أنه على الائتلاف أن يعمل بصفته فريقا متجانسا، مشددا على "ثوابت" عمل المعارضة المرتكزة على "إعادة إحياء مفهوم الوطنية السورية، وإبقاء سوريا دولة موحدة".

وعن عنوان الفترة المقبلة من رئاسته للائتلاف أجاب العبدة أن هناك عنوانين أساسيين، الأول هو إحياء مفهوم الوطنية السورية كحاضن أكبر للثورة السورية، والثاني هو التمثيل الفعال للثورة السورية والعمل السياسي الفاعل لخدمة هذه الثورة. مضيفا أن هناك تحديات كبيرة تواجه هذه الثورة داخليا وخارجيا، وهذه التحديات يمكن أن نتعامل معها كفرص ونترجمها إلى نجاحات إن أحسنا التعامل معها واستثمارها بالشكل المناسب، وهذا له آليات واضحة وهي العمل كفريق داخل الائتلاف ومع الهيئة السياسية وهذا سر النجاح الأساسي،وبخصوص تحديات الائتلاف، أكد المتحدث أن "هناك تحديات داخل سوريا وتحديات إقليمية ودولية، وكلها تضعنا في موقف صعب وتفرض علينا أجواء غير اعتيادية، ويجب أن نتعامل معها بحنكة بالغة وبحصافة سياسية".

وبشأن دور الائتلاف في المرحلة المقبلة، خصوصا مع وجود جسم جديد للمعارضة السورية هو الهيئة العليا للمفاوضات، رد رئيس الائتلاف أن لديه قناعة بأن الائتلاف هو أحد الأعمدة الأساسية للهيئة العليا للتفاوض، ولهذا ستلاقي هذه الهيئة دعما كبيرا من الائتلاف في عملها وتحركاتها، سواء على مستوى الهيئة أو على مستوى الوفد المفاوض، مردفا أنه سيضع كل الإمكانيات من أجل نجاحها في الوصول إلى حل سياسي عادل للقضية السورية يحقن الدماء ويجعلنا ننطلق نحو مرحلة جديدة من تاريخ سوريا بناء على ثوابت "جنيف1" وثوابت الثورة السورية، بما يعني أن لا مكان لبشار الأسد في المرحلة الانتقالية أو في مستقبل سوريا، كما في حرصنا الشديد على استمرار سوريا كدولة موحدة ورفض كل مشاريع التقسيم والفيدراليات، وعودة اللاجئين إلى بيوتهم وإعادة بناء سوريا بدعم من الأشقاء والأصدقاء، وعن توقعاته للمرحلة المقبلة بعد سريان الهدنة، أوضح أنس العبدة أن الثورة السورية تتعرض لهجوم غير مسبوق من قبل دولة عظمى هي روسيا، كما من قبل جيش النظام والميليشيات المحلية والأجنبية، وأيضا تتعرض لإرهاب من قبل تنظيم داعش ما يجعل من حجم التعقيدات كبيرا جدا، وتابع أن أجمل ما أبرزته الهدنة الهشة في سوريا هو عودة الشعب السوري إلى التظاهر رافعا شعار "واحد واحد واحد.. الشعب السوري واحد". مشيرا إلى أن هذا يظهر عدم نسيان الشعب السوري لما نزل من أجله قبل خمس سنوات ولا يزال يحتفظ بشعار "سوريا ستبقى دولة واحدة وشعب واحد". وأضاف قائلا إن الشعب السوري عاد ليتظاهر بمجرد أن أعطي الفرصة مثبتا أنه لم ينس المطالب الأساسية التي قام من أجلها وتتعلق بالحرية والكرامة ولم ينسها على الرغم من عملية التشويه الممنهج التي تعرض لها الحراك الشعبي السوري، وعلى الرغم من تهجير نحو نصف الشعب، مما يظهر أن الشعب قادر على التعبير عن مطالبه الحقيقية وتوجهاته الحقيقية بمجرد أن تتاح له الفرصة، رافعا شعارات لها علاقة بثوابت تحركه الأساسية، وفيما يتعلق بموقفه من مؤتمر جنيف الجديد اعتبر أن موقف الائتلاف هو نفسه موقف الهيئة العليا للتفاوض. وأن هناك محددات واضحة هي فك الحصارات وإطلاق المعتقلين ووقف استهداف المدنيين، وعن كيفية التعامل مع الاختراقات التي تحصل للهدنة قال العبدة إن هناك اختراقات كثيرة للهدنة من قبل النظام وحلفائه تم تحديدها، وأصبح من الواجب على اللجنة المختصة أن تحدد المسؤول عن خرق الهدنة والثمن الذي سيدفعه المتسبب بذلك. ومن بعدها يمكن الحديث عن مفاوضات على أساس منطقي، وانتخب "الائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة السورية" بالتزكية أمس، أنس العبدة رئيسا جديدا له، خلفا لخالد خوجة المنتهية ولايته، خلال اجتماع الائتلاف في مقره في إسطنبول، بأغلبية 63 صوتًا، وبغياب أي منافس له، وأعلن "الائتلاف" في بيان أصدره، أن أعضاء هيئته العامة توافقوا أمس خلال اجتماعهم المستمر منذ 26 فبراير الماضي، على هيئة رئاسية جديدة برئاسة أنس العبدة، وضمت كلاً من موفق نيربية وعبد الحكيم بشار وسميرة مسالمة نوابًا له، وعبد الإله فهد أمينًا عامًا. وواصل الائتلاف اجتماعه حتى مساء السبت لاختيار 19 عضوا في الهيئة السياسية.

رفضت المعارضة السورية بشكل قاطع ما وصفته بمحاولات الضغط عليها عبر توجيه الدعوة لأطراف جديدة لحضور الجولة القادمة من محادثات جينف، وشددت كذلك على رفض الحديث عن حكومة سورية جديدة بدلاً من الهيئة الانتقالية، وكشف وزير الثقافة السوري السابق والمتحدث باسم الهيئة العليا السورية للمفاوضات رياض نعسان أغا، في مقابلة مع قناة "الحدث" السبت، أن المبعوث الأممي إلى سوريا ستفان دي ميستورا يسعى للضغط على المعارضة من خلال دعوته أطرافا جديدة إلى المفاوضات في جنيف، وأوضح أن تلك الخطوة تحمل رسالة ضمنية مفادها أن هناك أطرافا أخرى مستعدة للتفاوض في جنيف، كما استغرب رياض نعسان أغا موقف دي ميستورا بشأن الانتخابات الذي قال إنها ستتم مناقشتها في جنيف، حيث أوضح أغا أن مثل هذا الطرح من قبل دي ميستورا سوف يعطِّل المفاوضات وربما سيؤثر على المعارضة بعدم الذهاب إلى جنيف. وشدد على أن الأهم في هذه المرحلة هو البحث في هيئة حكم انتقالية وليست الانتخابات.

المشهد الإقليمي:

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه تشاور مع نظيره الأميركي باراك أوباما حول بناء مدينة في شمال سوريا، بهدف استيعاب اللاجئين الفارين من النزاع الدائر في البلاد.

ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية عن أردوغان قوله إن بلاده تقترح إنشاء مدينة في شمال سوريا، مساحتها 4500 كيلومتر مربع، لاستيعاب النازحين السوريين، على أن تكون مجهزة ببنية تحتية كاملة، وذكر أردوغان أن هذه المدينة يمكن بناؤها على مقربة من الحدود التركية بمساعدة المجتمع الدولي، وأوضح أنه بحث الأمر مع أوباما، وحددت إحداثيات وموقع إنشاء المدينة، لكن عندما جاءت مرحلة التنفيذ "لم نجد خطوات إيجابية منهم"، وفقا لتعبير أردوغان، وتسعى تركيا التي تستضيف 2.7 مليون لاجئ سوري، منذ فترة طويلة لإنشاء ممر إنساني في سوريا، يكون محميا بمنطقة حظر جوي. ويبدو مشروع بناء المدينة خطوة في تحقيق مطلب المنطقة الآمنة من جانب آخر, أكد أردوغان في تصريحات مساء أمس الجمعة، بمناسبة أسبوع الهلال الأخضر التركي (منظمة معنية بمكافحة التدخين والكحول)، في مدينة إسطنبول، استمرار بلاده في فتح أبوابها أمام اللاجئين "خلافا لما تقوم به بعض الدول الأوروبية (لم يسمها) من إغلاق للحدود أمام طالبي اللجوء"، وأوضح الرئيس التركي أنه قال لرئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك إن على أوروبا مشاركة تركيا في تحمل أعباء اللاجئين، وأضاف "أكدت له أيضا أنهم مخطؤون في اعتقادهم أننا نفتح أبوابنا لإرسال اللاجئين إلى أوروبا"، وأشار إلى أن بلاده تحتل المرتبة الثالثة عالميا من حيث تقديم المساعدات الإنسانية، لكن عند مقارنة حجم المساعدات بالدخل القومي فستكون الأولى، وقال إن تركيا أنفقت عشرة مليارات دولار على اللاجئين، في السنوات الخمس الماضية، وتسعى تركيا منذ فترة طويلة لإنشاء ممر إنساني في سوريا، يكون محميا بمنطقة حظر جوي.

من مطار حميميم، حيث تنطلق الطائرات الروسية لتقصف مناطق المعارضة السورية، وهو القصف الذي تسبب بمقتل مئات المدنيين وتدمير البنية التحتية في مناطق المعارضة، قالت قناة "روسيا اليوم" إن المطار استضاف وفودا سورية في إطار مساع للمصالحة، وحسب "روسيا اليوم"، فإن ممثلين عن تيار "من أجل سوريا الديمقراطية" (تحالف كردي موال لموسكو، وزعيم حزب "المؤتمر الوطني من أجل سوريا علمانية" (المعارضة الداخلية المقربة من موسكو)، إضافة إلى شخصيات دينية، وممثلين عن فصائل المعارضة السورية المسلحة (فصائل موالية لموسكو)، التقت في حوار حميميم، ونقلت "روسيا اليوم" عن الناطقة باسم تيار "من أجل سوريا الديمقراطية"، ميس الكريدي، قولها: "لقد حل السلام أخيرا في أرضنا بدعم من الجانب الروسي، وقمنا أخيرا بالخطوة الأولى على مسار وقف إطلاق النار"، وأضافت: "بدأت أوضاع السوريين تتحسن منذ الـ27 من شباط/ فبراير الماضي. بلادنا بحاجة إلى دستور جديد، ما يحتم علينا حشد جميع القوى وسائر القادة الميدانيين ورجال الدين. علينا حشد الجميع باستثناء الإرهابيين الذين لا محل لهم في سوريا. وبعد المفاوضات سيصبح بوسعنا تبني دستور جديد وإجراء انتخابات وإصلاحات ديمقراطية وإرساء ثقة الشعب التامة بالسلطة"، يذكر أن الطائرات الروسية وطائرات النظام خرقت الهدنة أكثر من مرة، كما نقلت عن الشيخ صالح الحارب، الذي وصفته بالمعارض المعتدل، تشديده على أهمية الحوار السياسي بالنسبة إلى السوريين، وبغض النظر عن مكان استضافته إن كان في جنيف أو في فيينا، ونقلت عن الأمين العام لحزب "المؤتمر الوطني من أجل سوريا علمانية"، إليان مسعد، قوله إن من شأن الدستور الجديد حماية حقوق الشعب السوري وإطلاق الإصلاحات الدستورية، يذكر أن مطار حميميم أصبح قاعدة روسية تحت حماية الجيش الروسي، ومحظور على أي سوري عسكري أو مدني دخوله إلا بإذن من قياداته الروسية

المصدر: شبكة شام الكاتب: شبكة شام
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ