تقرير شام السياسي 20-03-2016
تقرير شام السياسي 20-03-2016
● تقارير سياسية ٢٠ مارس ٢٠١٦

تقرير شام السياسي 20-03-2016

المشهد المحلي:

جدد محمد علوش كبير مفاوضي المعارضة السورية، مطالب المعارضة بضرورة رحيل الأسد في أي عملية سياسية، مؤكدا أن المعارضة لن تقبل بحل وسط في مفاوضات جنيف،وجاءت تصريحات علوش على وقع مظاهرة أمام مبنى الأمم المتحدة في جنيف السبت، حيث تعقد المفاوضات بين وفدي المعارضة والنظام، لإيجاد حل للأزمة السورية،علوش الذي شارك في تلك المظاهرة، اتهم نظام الأسد بتحويل الشعب السوري إلى شعب لاجئ،فقد تظاهر العشرات أمام مبنى الأمم المتحدة، مطالبين برحيل الأسد، ومرددين شعارات لا لتقسيم سوريا ومعارضين أي فكرة قد تطرح في المفاوضات بهذا الشأن.

اتهمت المعارضة السورية نظام بشار الأسد بالمناورة لكسب الوقت لإعادة ترتيب صفوفه بدل الدخول في محادثات جنيف بشكل جدي، بينما توقعت قيام موسكو بالضغط على دمشق للتوقف عن المماطلة والتسويف،وقال كبير مفاوضي وفد المعارضة السورية بجنيف محمد علوش إن النظام عندما يرسل وزير الخارجية وموظفيه "فهذا دليل على أنه لا يريد الحل بل يريد كسب الوقت لإعادة ترتيب صفوفه"،واعتبر علوش أن وزارة الخارجية لا تملك قرارًا في سوريا "إنهم موظفون معتمدون، ولو كان النظام يريد الحل لأرسل ضباطه الأمنيين الكبار". وأشار إلى أن النظام "قدم ورقة كأنه يقول فيها أنه لا يريد تطبيق الحلول التي تؤدي لما يرغب به الشعب، وأدخل نقاطا ليست ضمن إطار التفاوض"،وحول موقف المعارضة، قال علوش إنها أثبتت حسن النية "وقدمنا رؤية لهيئة حكم انتقالي تدير البلاد، وقمنا بما علينا، والدور على الأمم المتحدة". وطالب بإجابات موثقة "من النظام وليس من الموظفين"،وأضاف أن وفد المعارضة كان متجاوبًا ومتفاعلًا بشكل كبير وإيجابي لإيجاد حل عادل يحقن دماء السوريين ويحقق الهدف الذي خرجت الثورة من أجله، مع المحافظة على مبادئها وأهدافها،وأكد علوش أن فصائل المعارضة المسلحة كانت مرنة لإعطاء فرصة للحل السياسي "ولكن العراقيل بدأت من النظام، وبدا واضحًا أنه يضيق من جهته على فرص الحل"،وذكّر بأن الجميع شاهد عودة المظاهرات التي خرجت تؤيد الثورة وترفع السقف أكثر من ذي قبل، حيث رفع المحتجون شعارات تطالب بإسقاط النظام وتدعم موقف الهيئة العليا للمفاوضات،واعتبر كبير مفاوضي وفد المعارضة أن خروج الروس خطوة إيجابية كانت بسبب التكلفة الباهظة "ولكننا نرى أنها مناورة وليست انسحابا"،وحول سير الهدنة قال علوش إن قادة الفصائل يعيدون تقدير الموقف يوميا، ومن حقهم الرد على كل خرق وبحزم وبقوة "ويمنعون النظام من التقدم في بعض المحاور الإستراتيجية، ومن حق الثورة الرد بأي وقت"،ومن جانبه توقع المتحدث باسم وفد المعارضة السورية  إلى مفاوضات جنيف سالم المسلط أن تمارس روسيا ضغوطا على النظام للتوقف عما أسماه التسويف والمماطلة في التعاطي مع المحادثات بجدية،وأشار المسلط إلى أن المعارضة السورية تتطلع إلى علاقات أفضل مع موسكو، بعد "الموقف الإيجابي الذي اتخذه الرئيس الروسي بسحب قواته من سوريا".

قال كبير مفاوضي وفد المعارضة السورية في جنيف، محمد علوش، إن لحيته "مرخصة من وزارة الأوقاف السورية"، وذلك ردا على تصريحات رئيس وفد النظام السوري في مفاوضات جنيف، بشار الجعفري، الذي طالبه بحلق لحيته كشرط للجلوس معه على طاولة التفاوض،وفي حوار مع وكالة الأناضول، قال علوش: أنا معي رخصة من وزارة الأوقاف بأنه يحق لي إطلاق لحية، فانظروا للتناقض بين موظفي النظام في الأوقاف والخارجية،وبيّن أن "النظام يتّبع طرقا في الكبت الأمني على المواطنين، ولو أراد أحد إطلاق لحيته، فيحتاج إلى رخصة من الأوقاف، ثم الذهاب إلى الفروع الأمنية من أجل اعتماد الرخصة بإطلاق اللحية"،وأكد أن النظام تعوّد على التدخل في خصوصيات الناس، حتى أن حفلات الزفاف وتسجيل المواليد والعمل في أعمال النظافة تحتاج إلى موافقة أمنية،وتابع "أقول للجعفري وأمثاله، بأن تلك الحياة انتهت، ولم يعد عليك سلطة للشعب، بأن تأمر وتنهى كما تشاء، يمكنك أن تأمر من لا يزال يأتمر بأمرك من العبيد عندك، أما نحن فانطلقنا إلى زمن حرية، لا سلطة لكم أبدًا عليها، ولن تعود لكم السلطة مهما طال الزمن"،وكان الجعفري، الذي يرأس وفد دمشق إلى مفاوضات جنيف، قد هاجم الأربعاء الماضي نظيره المعارض علوش قائلا إنه لا يشرفه الجلوس مع من وصفه بالإرهابي،وأضاف "لن تكون هناك محادثات مباشرة ما لم يسحب (علوش) تصريحه من التداول ويعتذر ويحلق لحيته". ولم يكشف الجعفري عن فحوى ذلك التصريح الذي طلب بسببه الاعتذار.

المشهد الدولي:

ستأنف مفاوضات جنيف صباح غدٍ الاثنين بلقاءين بين ستيفان دي ميستورا وكل من وفدَيْ النظام والمعارضة، وعلمَت "العربية.نت" أن المبعوث الأممي يعمل حالياً على إعداد ورقة مبادئ مشتركة يستوحي بنودها من الورقتين اللتين قدمهما له الوفدان الأسبوع الماضي، وستكون اجتماعات الأيام الثلاثة المقبلة مفصلية لناحية حصول دي ميستورا على أجوبة مفصلة حول أسئلة محددة وجهها لأعضاء الوفدين، وفي حال حصوله على هذه الأجوبة فهو سيُصدر إعلاناً يتضمن الورقة المشتركة بحلول الأربعاء أو الخميس أي في اليوم الختامي للجولة الحالية، وسيكون الإعلان بمثابة "إنجاز" دي مستورا الذي سيكون قد جنب هذه الجولة مصيراً مشابهاً لمصير الجولة السابقة التي انهارت قبل أن تنطلق بالفعل،وقال مشاركون في المفاوضات لـ"العربية.نت" إن الورقة المشتركة ستتضمن مبادئ عامة جداً وستتجنب الدخول في القضايا الخلافية التي ستُرحّل إلى الجولتين المقبلتين اللتين سيُحدد نجاحهما أو الفشل مصير خارطة الطريق التي قال المبعوث الأممي إنها ستكون بمثابة تفاهم الحد الأدنى الذي يمهد للشروع في مفاوضات حول عملية الانتقال السياسي وهي "أم القضايا الشائكة" كما سماها دي ميستورا،ويقول مفاوضون إن البنود الأساسية في الورقة المشتركة هي النقاط التي يلتقي حولها طرفا الأزمة، وأبرزها:وحدة سوريا وسلامة حدودها ورفض الفدرالية وعودة اللاجئين وإعادة الإعمار. وتقول مصادر مطلعة على ما يجري في كواليس التفاوض إن الورقة ستتضمن نقاطاً مشتركة أخرى تحتاج إلى نقاشات مطولة حولها قبل إقرارها وهي:- مكافحة الإرهاب، وهنا يختلف الطرفان حول تعريف مفهوم الإرهاب

- رفض التدخل الخارجي، وهنا يعتبر كل من الطرفين أن التدخل الخارجي المرفوض هو تدخل الجهة الداعمة لخصمه- الحفاظ على مؤسسات الدولة، وهنا قال لـ"لعربية نت"مصدر دبلوماسي أوروبي مشارك في الاجتماعات الدولية حول سوريا إن المؤسسات، خصوصاً الأمنية، التي استُخدِمت لقمع السوريين والتي يتنافى دورها مع مبادئ حقوق الإنسان يجب تفكيكها وهو ما تطالب به أيضاً المعارضة السورية،ويأمل المبعوث الأممي أن تشكل جولة التفاوض المقرر عقدها الشهر المقبل بداية المفاوضات حول الانتقال السياسي، ويبقى موعد هذه الجولة محور تكهنات، ففي حين توقع دبلوماسيون أن تنعقد في الرابع أو الخامس من الشهر المقبل قالت أوساط قريبة من وفد النظام إنها لن تنعقد قبل الرابع عشر منه وذلك لإتاحة المجال أمام أعضاء في الوفد للمشاركة في الانتخابات البرلمانية التي قرر النظام إجراؤها في 13 أبريل،وبدءاً من الاثنين سيلتقي المبعوث الأممي يومياً وفدَيْ النظام والمعارضة كلاً على حدة بعد أن كان يعقد الأسبوع الماضي جلسة مع أحدهما تعقبها جلسة مع الوفد الآخر في اليوم التالي قبل أن يعتمد بدءاً من يوم الجمعة الماضي وتيرة اللقاء بالوفدين في اليوم نفسه ولكن كلاً على حدة،ولم يستبعد دي مستورا أن تتحول المفاوضات غير المباشرة حتى الآن إلى مفاوضات مباشرة بدءاً من الشهر المقبل إذا توفرت أرضية مشتركة كافية للبناء عليها.

كتب المحلل العسكري للقناة الإسرائيلية العاشرة ألون بن دافيد أن الرئيس الروسي أراد إظهار زعامة حقيقية حين قرر دخول سوريا والخروج منهاغرد النص عبر تويتر بناء على رغبته الشخصية، رغم الأضرار التي لحقت بروسيا في العالم السني بسبب قتلها للسوريين، لكنه في النهاية حقق ما أراده منذ البداية، وهو تحديد مستقبل سوريا،وقال إن بوتين نجح بدخول سوريا دون أن يتوقع أحد، وأوقف عملية سقوط النظام السوري، ثم فاجأ الجميع مجددا بالإعلان أن المهمة قد انتهت، وبدأ بإعادة قواته إلى بلاده "وهو ما أخفق فيه الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش عام 2003 في العراق، وفشلت إسرائيل بتنفيذه عام 1982 في لبنان، عقب طرد منظمة التحرير منه"،واعتبر أن عودة الطائرات الروسية إلى بلادها، ومغادرة الشرق الأوسط، بما فيها منظومة الدفاع الجوي "إس 400" هي أخبار سارة لإسرائيل "لأن إيران التي أبقت سبعمئة فقط من كوادرها في سوريا، لا تبدو كما لو كانت في بداية الحرب السورية، وكذلك حزب الله الذي يبقي في سوريا سبعة آلاف من مقاتليه يقاتلون بجانب الأسد"،وختم حديثه بالقول إنه في ظل الواقع القائم في سوريا، فإنه ليس لدى الجيش الإسرائيلي مشكلة عملياتية بإرسال فرقة عسكرية أو كتيبة ميدانية إلى العمق السوري لتنفيذ مهمة ما، مضيفا أنه وبعد مرور خمس سنوات على الحرب في سوريا، فإن الدرس الأهم أمام إسرائيل أن أي نظام ليس محصنا من الثورات.

قال الرئيس النمساوي هاينز فيشر، “لا يمكنني بناء علاقات صداقة مع بشار الأسد”، مؤكدًا أنه “لم يتفاجأ من تصرفاته”، في إشارة إلى تطورات الأوضاع في البلاد والحرب فيها.

وكان فيشر زار دمشق عام 2007، ورد الأسد الزيارة لفيينا عام 2009،وأضاف فيشر في تصريحات صحفية الأحد، نقلها التليفزيون الرسمي (أو.أر.إف)، أن الاتحاد الأوروبي “أظهر ضعفاً أمام الأزمات وخاصة أزمة اللاجئين”، لافتًا أن موقف الاتحاد “كان الأضعف منذ 20 عاماً”،وحذّر فيشر من “التدخل المتسرع في الوضع المتفجر في الشرق الأوسط، الذي خلف حتى الآن أكثر من 300 ألف قتيل في سوريا”،وتابع “لا أريد أن أكون مثل الرئيس الأمريكي الذي يقرر التدخل العسكري من عدمه، فالناس يفقدون حياتهم في الحالتين”،وفي سياق آخر دافع المستشار النمساوي فيرنر فايمان، عن الاتفاق الذي تم بين الاتحاد الأوروبي وتركيا الجمعة الماضية لمواجهة أزمة اللاجئين، والذي دخل حيز التنفيذ الأحد،وقال فايمان في تصريحات صحفية الأحد، نقلتها الوكالة الرسمية (أ ب أ) “نحن نريد الحد من أعداد اللاجئين الذين يأتون إلى أوروبا بشكل غير قانوني، وذلك عن طريق القنوات القانونية بالاتفاق مع تركيا”،وأضاف أنه يجب أن يدرك المهربون أنهم “سيفشلون في المستقبل، وأن المهاجر الذي سيصل إلى اليونان بدءاً من اليوم سيعود إلى تركيا مرة أخرى”،وفيما يتعلق بسياسة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، بشأن اللاجئين، شدد فايمان أنه “لن تكون هناك طرقًا غير مشروعة بعد عبر بلغاريا وإيطاليا بعد إغلاق طريق البلقان”،وبشأن تحرير تأشيرات لدخول الأتراك إلى أوروبا، قال المستشار النمساوي، أن التأشيرة “لن تعطي بشكل تلقائي، بل سيكون هناك حاجة إلى متطلبات منها جوازات سفر غير مزورة”،وأكد على “ضرورة إنشاء مزيد من النقاط الساخنة، طالما هناك حرب وإرهاب، حيث السيطرة والمراقبة على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي”،وكانت النمسا قررت الحد الأقصى الذي تقبله كل عام بحوالي 37 ألف و500 لاجئ بدءاً من 2016، وطبقت السلطات في شهر فبراير/ شباط الماضي الحد الأقصى لقبول طلبات اللجوء بحوالي 80 طلب يومياً،وقبل إغلاق طريق البلقان نظمت النمسا قبل بضعة أسابيع مؤتمر البلقان الثاني، بمشاركة وزراء داخلية وخارجية تسع دول اتفقوا على نهج مشترك لمواجهة أزمة اللاجئين.  

المصدر: شبكة شام الكاتب: شبكة شام
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ