جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 07-10-2015
جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 07-10-2015
● جولة في الصحافة ٧ أكتوبر ٢٠١٥

جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 07-10-2015

• في تحليل مطوّل في صحيفة واشنطن بوست الأميركية، قال الكاتبان أندرو روث وثوماس غيبسون نيف إن روسيا دخلت الحرب في سوريا بنشوة المنتصر، وإنها تزيد من نطاق ضرباتها الجوية في البلاد، ولكن: ماذا يمكن لهذه الضربات الجوية الروسية المحدودة إنجازه على أرض الواقع في سوريا؟ وأوضح الكاتبان أن روسيا ربما يمكنها تأمين غطاء جوي لجيش الأسد المنهك من أجل محاولة رفع معنوياته، وأن هذا الجيش قد يحاول بدوره شن هجمات على مواقع القوات التابعة للمعارضة المعتدلة والجماعات الإسلامية وتنظيم "الدولة الإسلامية"، ولكن، إذا لم تعزز روسيا من تدخلها العسكري في الحرب بسوريا بشكل كبير، فإنه من غير المحتمل أن تتمكن موسكو من إحداث تغيير في مسار هذه الحرب المستعرة منذ سنوات، وأضاف الكاتبان أن الجيش الروسي بمعداته وتقنياته القديمة لا يجد في سوريا ما يعتمد عليه سوى جيش ضعيف التدريب وغير مؤهل يتمثل في قوات الأسد، كما أن الشعب الروسي لا يدعم بقاء قواته في صراع طويل المدى في سوريا، وأشار الكاتبان إلى أن روسيا تستخدم مقاتلات تعود إلى الحقبة السوفياتية، وأن بعضها غير قادر على شن غارات ليلية، وذلك لأن هذه الأصناف من المقاتلات تفتقر لأجهزة الاستشعار التي تمكنها من القيام بهذه المهمات، وأضافا أنه ليس بمقدور روسيا استعادة الأراضي السورية التي فقدها النظام، ولكنها قد تساعد في استعادة أجزاء بسيطة، ومن ثم العمل على إيجاد تسوية سياسية للأزمة السورية، وأما القاذفات الروسية فتتسبب في الكثير من الخسائر بين المدنيين لأنها تستخدم قنابل غير موجهة، مما يقلل من فاعلية التدخل الروسي برمته في المستنقع السوري.


• أعدت صحيفة ناشونال إنترست الأميركية تقريرا مفصلا بشأن عدد الطلعات الممكنة للمقاتلات الروسية في الأجواء السورية، إضافة إلى معلومات عن أنواع الطائرات الحربية المشاركة في الغارات على المناطق السورية، ويقول التقرير إنه بإمكان المقاتلات الروسية -التي تنطلق من مطار حميميم في اللاذقية- تنفيذ 96 طلعة جوية في اليوم في أحسن الأحوال، بشرط توفر الإمدادات اللوجستية اللازمة إضافة إلى أطقم الصيانة الكافية، لكن الأكثر واقعية هو أن تستطيع المقاتلات البالغ عددها 32 طائرة تنفيذ أكثر من عشرين طلعة جوية في اليوم الواحد، حيث ينقل التقرير عن طيار أميركي متقاعد أنه بإمكان 24 مقاتلة روسية فقط أن تنفذ طلعات في اليوم الواحد، وتابع الطيار المتقاعد أنه بإمكان كل طائرة مقاتلة تنفيذ ما بين طلعتين وأربع طلعات على الأكثر يوميا، وبالتالي فإن مجموع الطلعات سيكون ما بين 48 و96 طلعة في أحسن الأحوال، ويعتمد ذلك على الأحوال الجوية ووقت الغارات، ورأى أن تنفيذ الحد الأقصى من الطلعات اليومية سيكون مثيرا للاهتمام، واتفق مسؤول آخر في سلاح الجو الأميركي مع تقديرات الطيار المتقاعد، وقال إن هناك كثيرا من المتغيرات التي تحدد عدد الطلعات، من بينها عدد المقاتلات الجاهزة وآليات الصيانة المتوفرة وإمكانيات التزود بالوقود، وعدد الأطقم الجوية والمشرفين، إضافة إلى طبيعة الأهداف وعددها وبعدها وتحديدها مسبقا، واتفق مسؤول آخر في البحرية الأميركية مع سابقيْه في عدم قدرة المقاتلات الروسية في سوريا على تنفيذ عدد كبير من الطلعات اليومية، وقال إنه بالاعتماد على عدد الطائرات المشاركة في كل طلعة والجداول الزمنية المخصصة لذلك، فإنه بإمكان الطائرات الروسية أن تنفذ 15 طلعة جوية يوميا في سوريا، مع الأخذ بالحسبان عدد الطيارين المتواجدين وتوفر الصيانة اللازمة، كما اتفقوا على صعوبة تحديد عدد الطلعات بالضبط، لأن القدرات الروسية بالنسبة لهم لا يزال فيها الكثير مما يجهلونه، في ما يتعلق بكفاءة الصيانة والوقود وتوافر الأسلحة وقطع الخدمات اللوجستية وكفاءة الطيارين، وغيرها.


• نشرت صحيفة ذي كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية تحليلا كتبه بيتر اغرير تساءل فيه عما يفكر به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من وراء تدخله العسكري المباشر في سوريا، وعن أثر هذا التطور الخطير في الأزمة السورية على البلاد والمنطقة، وتساءل الكاتب: هل لدى بوتين تصورات حاسمة بشأن الأزمة في سوريا؟ وهل ستجبر الضربات الجوية الروسية في سوريا أميركا على تغيير خططها؟ وقال إن التدخل الروسي يُدخل سوريا في مزيد من الفوضى التي أدت إلى تشريد الملايين وتفتيت البلاد إلى مناطق متنازعة، وأشار إلى أن إقدام موسكو على هذه الخطوة يزيد من تعقيد الجهود الأميركية لمحاولة إيجاد تسوية سياسية للأزمة، خاصة أن كلا من المقاتلات الروسية والأميركية تحلق في ذات الأجواء السورية، ولكن لأهداف مختلفة، وقال الكاتب: يبدو أنه ليس لدى إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما الكثير لتفعله، فإستراتيجيتها لبناء وتدريب وتسليح معارضة معتدلة تخبطت، بينما لدى روسيا مصالح حقيقية في سوريا يتمثل بعضها في إقامة قاعدة بحرية جديدة على ساحل المتوسط، وأضاف أن السياسة الأميركية في سوريا أوجدت مناخا مواتيا للتدخل الروسي، مما جعل الرئيس بوتين يدخل البلاد مختالا، ولكن الهدف الإستراتيجي الروسي بعيد المدى في سوريا والمنطقة ليس واضحا بشكل جلي بعد.


• رسمت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية ما أسمته "صورة التراجع الأميركي في سوريا" الذي قالت إن سياسة الرئيس الأميركي باراك أوباما هي المسؤولة عنها، وأوضحت أن سوريا تكشف فوضى العالم الذي غابت عنه القيادة الأميركية، وقالت الصحيفة في افتتاحية لها إننا نعيش اليوم في عالم لا تقوده الولايات المتحدة ونتيجة لذلك تعتقد الصحيفة أن الفوضى تفاقمت واشتدت الحرب في الشرق الأوسط إلى مستوى لا يمكن لإدارة أوباما نفسها تجاهله، وأصبحت سوريا مركزا جيوسياسيا للزلزال وأرضا لتوليد أجيال من تنظيم "الدولة الإسلامية" وملاذا جديدا للإرهاب، وحاضنة لصراع إقليمي متنام بين السنة والشيعة في الوقت الذي أطلقت فيه أسوأ أزمة لاجئين منذ الحرب العالمية الثانية، كما أصبحت ميدانا جديدا محتملا لصراع القوى الكبرى، وانتقدت الصحيفة سياسة أوباما اللامبالية في الشرق الأوسط والتي قالت إنها سبب في إقدام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتجرئه على التدخل العسكري في سوريا بالتحالف مع إيران، وأشارت الصحيفة إلى أن بوتين لا يهمه القضاء على تنظيم الدولة، قائلة إن أهدافه هي المحافظة على بقاء بشار الأسد في السلطة وإظهار أن روسيا شريك موثوق لدول المنطقة على عكس الولايات المتحدة التي تخلت عن العراق في 2011 ولم تحارب تنظيم الدولة بقناعة، بالإضافة إلى تعزيز مشاعر الشعب الروسي بأن دولتهم عادت مرة أخرى لاعبا رئيسيا في المسرح العالمي، وقالت أيضا إن بوتين لن يسقط في مستنقع سوريا كما يقول مؤيدو أوباما لأن روسيا تدخل حرب سوريا بألفي جندي فقط ولن يكون جنودها غذاء للمدافع لأن جنود "حزب الله" اللبناني هم الذين سيقومون بهذا الدور.


• كتب غيديون راكمان في صحيفة الفاينانشنال تايمز البريطانية مقالاً بعنوان "الدخلاء سيحترقون بنار سوريا"، وقال كاتب المقال إن ما يحصل في سوريا اليوم حرباً بالوكالة في ظل قصف الطيران الحربي الأمريكي والروسي على حد سواء لأهداف في البلاد بالإضافة إلى تدفق المقاتلين الأجانب إلى سوريا، ويضيف أن حرب الوكالة في سوريا تسببت في إطالة أمد الحرب أكثر فأكثر وجعلها أكثر دموية وأكثر خطورة على العالم كله ناهيك عن صعوبة إنهائها، وأوضح أن الحروب بالوكالة مدمرة للبلدان التي تدور الحرب على أراضيها، لكنها تشكل خطرا على الدول التي تؤجج الصراع، وقال كاتب المقال إنه لا يعرف كيف سيولد الصراع في سوريا هذا النوع مما سماه ضربة مرتدة، وأردف أن روسيا تعيش خطر تأجيج السكان المسلمين، مضيفاً أن تدخل موسكو في حروب أخرى في وقت الصراع في أوكرانيا، وأشار إلى أن كل هذه الأطراف تشعر أن نقاط ضعفها ستكشف في حال خسرت في سوريا، فهم يبدون أنهم غير قادرين على العمل على مصلحتهم المتبادلة بإنهاء الصراع الذي يهددهم جميعا.


• في صحيفة الشرق الأوسط نقرأ مقالا لطارق الحميد بعنوان "روسيا وورطة الجيش الحر"، الكاتب تطرق إلى تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التي قال إنها تناقض مع تصريحاته الأولى عن الجيش الحر، حيث حاول لافروف استدراك تصريحه الذي اعتبر فيه الجيش الحر ليس بجماعة إرهابية، من خلال تشكيكه بوجود الجيش الحر أصلا، حيث قال لافروف: "إن أحًدا لم يرد علينا، ولم يمدنا بأي تفاصيل عن هذا الجيش، أو أي وحدات أخرى لما يسمونها المعارضة المعتدلة"، واعتبر الكاتب أن هذه التصريحات المتناقضة تؤكد أنه ليس لدى الروس خطة في سوريا، مبرزا أن موسكو استشعرت خطورة تصريح لافروف الأول بعدم اعتبار الجيش الحر تنظيما إرهابيا، وأنه يجب أن يكون ضمن العملية السياسية، خصوصا أن تصريح لافروف الأول لم يكن نتيجة خطأ بالترجمة، ولم يخرج عن سياقه، بل كان في مؤتمر صحافي، ونقلته أيضا وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية، ورأى الكاتب أن الروس في ورطة جراء هذه التصريحات المتناقضة حول الجيش الحر، داعيا إلى استغلال هذه الثغرة جيدا، وشدد على ضرورة أن يكون هناك دعم حقيقي للجيش الحر، تدريبا، وتسليحا، وتمويلا، والسعي لفرض مناطق آمنة يحظر الطيران فيها وذلك لمعالجة أزمة اللاجئين، وحماية للمدنيين، وعزل "داعش" على الأرض، وضمان ألا يستعيد الأسد ما فقده من الأراضي التي لن تصان إلا برحيله، وخلص كاتب المقال إلى أن دعم الجيش السوري الحر هو مفتاح الحل في سوريا، وهو ضمان أن تصغي موسكو للمجتمع الدولي هناك.


• نطالع في صحيفة النهار اللبنانية مقالا لموناليزا فريحة كتبته تحت عنوان "السوخوي لن تصنع سلام سوريا"، الكاتبة أشارت إلى أن سماء سوريا زادت تلبدا مع التحذير الذي وجهه حلف شمال الأطلسي إلى موسكو، بعد انتهاك إحدى مقاتلاتها المجال الجوي التركي، وسلطت الكاتبة الضوء على إعلان "الإخوان المسلمين" بأن جهاد الدفاع ضد ما وصفوه بـ"الاحتلال الروسي السافر لسوريا"، فرض على كل قادر على حمل السلاح، ومعهم أيضا استحضر 55 داعية سعودياً ذكرى الغزو السوفياتي لأفغانستان للتعبئة ضد الوريثة الصليبية الأرثوذكسية التي تغزو سوريا، ملوحين لها بمصير شبيه بمصير سلفها البولشفي، ولفتت الكاتبة إلى أن موسكو تضغط عسكرياً لإيصال نظام الأسد إلى طاولة المفاوضات، واعتبرت أنّ ذلك قد يضطرها إلى ما هو أكثر من سرب مقاتلات سوخوي، منوهة إلى أن مشاهدي التلفزيون الروسي هم فقط من يصدقون أن "الحرب المقدسة" في سوريا رحلة خاطفة ومباركة للقضاء على الإرهاب.


• في مقاله بصحيفة العربي الجديد أشار الكاتب علي أنوزلا إلى أن موسكو تسعى من خلال تدخلها العسكري في سوريا إلى إيجاد موقع قدم لها على خريطة الشرق الأوسط المتحولة، ورأى الكاتب أن الهدف الروسي من هذا الاستعمال المفرط في القوة هو إيجاد ورقة ضغط، وفي أقرب وقت، لمساومة الغرب، ودفعه إلى غض الطرف عن ابتلاع الدب الروسي جزيرة القرم، ورفع حصاره القاسي على الاقتصاد الروسي، مبرزا أن بوتين يسعى إلى إعادة إحياء مجد الإمبراطورية السوفييتية البائدة، واعتبر الكاتب أن من شأن التدخل الروسي، اليوم، في سورية أن يوحّد صفوف المعارضات المسلحة على أرض الواقع التي ستجد نفسها أمام احتلال أجنبي مباشر، وأوضح أن القوى الخارجية الكثيرة المتدخلة في الصراع في سورية ستكون مجبرة على دعم جبهة موحدة للتصدّي للأطماع الروسية في المنطقة، تماماً كما فعلت مع الفصائل الأفغانية التي كانت متناحرة فيما بينها، فوحدها القتال ضد الاحتلال السوفييتي والدعم الخارجي لها الذي كان هدفه الإيقاع بالدب الروسي في المستنقع الأفغاني.


• قالت الدستور الأردنية، في مقال لها، إن مفاتيح الحل السياسي للأزمة السورية تبدو، أكثر من أي وقت مضى، في جيب بوتين، إذ بقدر ما حشدت روسيا من قوات ضاربة على الأرض وفي الأجواء السورية، بقدر ما تتفاقم مسؤوليتها أمام المجتمع الدولي، لقيادة جهود دبلوماسية للوصول إلى حل سياسي توافقي، يراعي الحد الأدنى من حسابات ومصالح اللاعبين الكبار على المسرح السوري، ورأى كاتب المقال أن سورية ما بعد التدخل الروسي لن تظل حجر الرحى في إطار ما يعرف بـ"محور المقاومة والممانعة"، ولن تكون على خصومة مع موسكو وطهران، مضيفا أن سورية الجديدة لم ترتسم معالمها بعد، ومن السابق لأوانه الإسراف في توصيفها، لكن المؤكد أنها ستكون على غير الصورة التي عرفت عنها وتميزت بها.

المصدر: شبكة شام الكاتب: شبكة شام
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ