ناقوس الخطر يدق.. السُنة في سوريا أقلية بعد عامين
ناقوس الخطر يدق.. السُنة في سوريا أقلية بعد عامين
● بحوث ودراسات ٢٦ أغسطس ٢٠١٥

ناقوس الخطر يدق.. السُنة في سوريا أقلية بعد عامين

حسب أخر إحصائية رسمية لعدد السكان في سوريا في عام 2013 فقد بلغ عدد السكان 22 مليون وثمانمائة وخمسون ألف نسمة من جميع الطوائف، وتم حساب أن عدد السنة العرب وحدهم بشكل تقريبي يقدرون بـ 14 مليون وثلاثمائة وخمس ألف تقريبا أي ما نسبته 63% من العدد الكلي دون حساب الكورد والتركمان، أما باقي الطوائف فعددهم يقارب الـ8 مليون ونص.


شكل الإجرام بحق السنة من قبل النظام السوري منعطفا خطيرا جدا فقد نزح مئات الالاف منهم الى مناطق أخرى ولجئ الملايين الى دول الجوار ، فالأردن لجئ اليها أكثر من مليون ونصف، وتركيا لجئ اليها نفس العدد تقريبا أما لبنان فقد لجئ إليها أكثر من مليونان، ما مجموعه 5 مليون نسمة كلهم من السنة، أضف الى ذلك اللاجئين في العراق ومصر والسودان ودول أوربا وأمريكا، وإذا ما حسبنا عدد الذين قتلوا على يد النظام المجرم والذي يتجاوز الثلاثمائة ألف سوري سني، نجد أن التركيبة السكانية بدأت تهتز بشكل صارخ وجلي.


وبحساب بسيط نجد ان السنة قد أصبح عددهم داخل سوريا ما يقارب 8 مليون ونصف فقط، أي أن العرب السنة أصبحوا جميعهم يساوون جميع الطوائف، وعليه دق ناقوس الخطر، فإذا ما استمر هذا الإجرام بحقهم والتهجير الممنهج والمقصود من قبل النظام السوري فبعد عامين لن يبقى سوى 6 مليون وربما أقل من العرب السنة لنكون بذلك أقلية!!!.


منذ العهد الأول لبناء الدولة السورية وبعد معاهدة سايكس وبيكو كان السنة هم الأكثرية في التركيبة السكانية وكانوا العصب الاقتصادي الأساسي أيضا فالمصانع والشركات الكبيرة والمحلات التجارية يملكها سوريين سنة، وحتى أنهم كانوا المسيطرين على الحياة السياسية، الى أن جاء حافظ الأسد واستولى على الحكم وبدء بالتغيير الديمغرافي للمنطقة وإحلال الطائفة النصيرية (العلوية) مكان السًنة في الساحل السوري وإفراغ القرى النصيرية من سكانها وإسكانهم في المدن الساحلية كطرطوس واللاذقية والتي كانت قبل حكم البعث ذات طابع سني كامل، وأيضا مدينة حمص والتي كانت 100% سنية الى أن خصص للعلويين فيها أحياء كبيرة.


بدء نظام البعث والأسد بالعمل منذ استيلائهم على الحكم عام 1970 م على التغيير الديمغرافي للسكان وتهجير السنة من مناطقهم، فمنذ أحداث الثمانينات وأحداث مدينة حماة والتي قتل فيها أكثر من 40 ألف من السنة وهروب الألاف منهم الى خارج سوريا، مع عدم السماح بالعودة لهم ولأطفالهم، فقد كانت القبضة الحديدة للنظام البعثي شديدة على أغلب السوريين ولكنها كانت الأشد على السنة، ما جر الكثير من التجار والسياسيين والعلماء السنة الى التزاوج مع هذا النظام ليتشكل نظام في الظاهر هو نظام يكفل حقوق الجميع وفي الباطن يسعى دائما لكبح جماح السنة.


بعد الثورة السورية في 18 اذار 2011 ، عمل النظام بشكل قوي على تمييع هذه الثورة وحصرها في السنة فقط وعلى أنها ثورة يقودها "التكفيريون"، وعمل بشكل ممنهج على تدمير أي حاضنة شعبية لهذه الثورة بكل السبل، وقام بتدمير مدن السنة في حمص وادلب ودرعا وحماة وديرالزور وحلب وريف دمشق والحسكة والرقة، ما أدى لحركة نزوح ولجوء وصفتها الأمم المتحدة بأنها الأكبر على مر التاريخ الحديث، وعليه فإن الرسم الديمغرافي في حالة تغير دائمة في كل ساعة وثانية سينقص مواطن سني إما موتا تحت القصف وفي المعارك أو هربا الى دول العالم، بعد عامين سيكون السنة أقلية !!!!.

المصدر: شبكة شام الكاتب: أحمد الرشيد
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ