الأسد ينازل الغوطة .. الائتلاف ينازل السياسة
الأسد ينازل الغوطة .. الائتلاف ينازل السياسة
● مقالات رأي ٢٥ أغسطس ٢٠١٥

الأسد ينازل الغوطة .. الائتلاف ينازل السياسة

"إذا أردت أن تميّع قضية مهمة .. فشكل لجنة تحقيق" هي قاعدة ذهبية عمل عليها حزب البعث ، وأتقنها نظام الأسد على مدى جميع المراحل ، و مرت كل المجازر مرور الكرام ، و اليوم نشاهد ذات الإسلوب ولكن بلبوس "معارضاتي" .

على مدى الإسبوع الفائت الأشد دموية على الإطلاق ، والذي تعرضت خلاله الغوطة الشرقية عموماً ، و "دوما" على وجه الخصوص ، لعملية تفوق الإبادة ، بل هي إنهاء كل وجود لبشر أو حجر أو شجر ، فالمطلوب أن تكون الغوطة أرض ممهدة ، تصلح لزراعة "القمح" كما تعهد رفعت الأسد حماه في بداية ثمانينيات القرن المنصرم .

ليس وحده العالم دخل مرحلة الجمود و التغافل ، بل يشاركه بهذه الحملة من يتنسبون إلى المعارضة السياسية ، وكأن الغوطة وما يحدث فيها ، بحاجة لمؤتمر صحفي تنديدي ، و من ثم تشكيل لجنة تحقيق ، و الوعد برفعها للمحكمة الدولية ، في كذبة نعيشها منذ أربع سنين ، فلا محكمة تشكلت و لاتقرير رُفع ، لا نتيجة تم الوصول إليها ، اللهم بعض الثغاء الحملاني .

سعيت للوصول إلى تصريح يتعلق بالجهود الدبلوماسية التي تخوضها المعارضة السياسية و على رأسها الائتلاف ، للذود عن الغوطة المبادة ، لكن لم أصل لنتيجة ، و كل ماهنالك أن لجنة التحقيق تشكلت ، و الامر انتهى .

و من الممكن أن شهر أيلول ، المبارك سياسياً ، دفع بالمعارضة للصمت كيفياً أو بشكل مجبرة عليه ، حتى لاتختلط ورقة المواعيد و المؤتمرات التي ستعقد في بلدان عدة من العالم بحثاً عن الحل السياسي ، أما بالنسبة للمتواجدين على الأرض و يموتون في كل لحظة ، هم فرق عملة أو مسودة لأوراق الإتفاق الذي تعمل أمريكا و روسيا تطبيقه ، بوجود للأسد شاء من شاء و أبى من أبى ، و الحل للقبول في القتل بأشد عنف ممكن ، و الظهور بمظهر المنتصر ، و الجلوس على طاولة تكون فيها الشخص الذي لايعترض عليه أحد .

وفي العموم ليس هناك تعويل على المعارضة التي فقدت كل أوراق القبول الشعبي ، و حتى الدولي ، فالذي يصمت ولايحرك ساكناً على مقتل المئات خلال أيام ، و يكتفي ببيانات التنديد ، لن يكون له أي احترام من اي طرف و حتى من روسيا التي وصفت صراحة "صديقة الشعب السوي على مر التاريخ " و إنتقدت ضمناً بأن "المرحلة التاريخية قد تغيرت" لتحتاج لقارئ فنجان ليفهم أنه إنتقد روسيا ، بلد السوخوي و الميغ و الفراغي و بلد كل القذائف و مسببات الموت السورية ...

المصدر: شبكة شام الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ