الجيش النظامي من ابن إلى عدو(2) ..نظرة من الداخل..
الجيش النظامي من ابن إلى عدو(2) ..نظرة من الداخل..
● مقالات رأي ١ أغسطس ٢٠١٥

الجيش النظامي من ابن إلى عدو(2) ..نظرة من الداخل..

في الحلقة الأولى تحدثنا عن  الجيش و مرحلة الاهمال و الاستهزاء بعد انتهاء الحرب في لبنان، و عن وجود حالة من التململ من هذا الكهل.

ومع منتصف آذار 2011 انطلقت شرارة الثورة من درعا المليئة بالجيش من فرق و وحدات، وبعد شهر من اندلاع الثورة وعجز من يدعون أنهم يمسكون بزمام الأمور عن اعادة الثائرين إلى ديارهم ، تم اتخاذ القرار بزج الجيش لتخفيف الضغط على الأجهزة الأمنية، فالجيش ضخم و يعمل بما يشبه المجان و على مبدأ الاستفادة منه بدلا من جلوسه "عالة" .

تلك البدايات كانت بمثابة النافذة التي خرج منها المارد المريض نفسياً و المعقد من الاهمال واشاحة النظر، و وجد في هذا الخروج السبيل في العودة للحياة، لكن هذه العودة مع أمراضه المادية و المعنوية و النفسية، لم تكن محمودة و لا مرغوبة.

تم شحن العناصر وإدخال الأفكار وضخ السموم بأن من يقاتلوهم هم حثالة المجتمع، و يسعون لتدمير ما بناه النظام و قائده الخالد و المؤبد في الذاكرة، و طبعا تلك المؤامرة الكونية و... و..

في تلك المرحلة حصلت كثير من الأحداث و الأمور التي تعبر عن مدى حقد قادة و ضباط الجيش على عناصر الأجهزة الأمنية، و ازداد الأمر سوء بعد وضع الجيش في المقدمة و وقوف عناصر الأمن في الخلف، الأمر الذي تسبب بصدامات كلامية و آخرى بالسلاح تم اخفاؤها أو ارجاعها إلى أخطاء في التخطيط و التنسيق.

مع انتشار نور الثورة أرجاء سورية بات من الضروري على النظام أن يفك اللجام عن كتلة الأمراض ليخمد نور الثورة.

دخل هنا الجيش مرحلة مختلفة كليا عن كل ماشهده في تاريخه ،فالثورة في كل مكان و التركيبه الداخلية للجيش معقده كان يجمعها كذبه العقائدية، لتتكشف الحقيقة عن أنها خدمة مذهبية لطائفه معينه.

صحيح أن الأشهر الأولى لم تظهر فيها هذه الأمور ،إلا أن هنالك قلة ممن فهموا و قرروا ترك الخدمة ليتحولوا إلى منشقين ، الذين وضعوا اللبنة الأولى للجيش الحر.بعدما شاهدوه من مجازر ارتكبتها القوات النظامية والميلشيات التابعة لبشار الأسد وقصفها المدن والقرى والاعتقالات الهمجية والسرقات التي قاموا بها.

أمر الانشقاق كان شيء مستهجن لا لشيء ، و إنما لشدة الخوف الذي عاشه و يعيشه جميع المواطنين و عناصر الجيش منهم و على الوجه الأخص المجندين الالزاميين.

وكلما اتسعت رقعة الثورة كانت تتكشف الأمور أمام المجندين ، و باتت نسبة الانشقاق ترتفع أكثر فأكثر و تصل إلى أعداد مهولة.

لعب هاجس الخوف على الأسرة و العامل المادي دورهما في الابقاء على عدد كبير من الأفراد في صفوف الجيش النظامي، فقد تحول جميعهم تقريبا إلى عناصر تحت قائمة الاحتفاظ يستحقون راتب كامل بدلا من فتات المال و الطعام.

صحيح أن هذين العاملين لعبا دورا في تثبيت أقدام كثيرين، لكن الأمر لم يدم طويلا مع اتساع الانتشار العسكري وبدء الانتقال إلى استخدام الأسلحة الأثقل و الأفتك و ضرب كل المناطق التي ينتمي إليها الذين بقوا في الخدمة.

المصدر: شبكة شام الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ