داعش "تغدت" بالثوار قبل أن "يتعشوا" بها ...
داعش "تغدت" بالثوار قبل أن "يتعشوا" بها ...
● مقالات رأي ١ يونيو ٢٠١٥

داعش "تغدت" بالثوار قبل أن "يتعشوا" بها ...

نعم استطاعت داعش أن تثبت صوابية توقعاتها ، وأن الإلهام الصادر عن الخليفة أبي بكر البغدادي هو كلام دقيق يدل عن عمق فكري سحيق ، و أن هناك تأييد رباني لقدارته على استقراء الواقع و اتخاذ التدابير حيال ذلك.

فمن بين المبررات التي يسوقها موالوا داعش عن الهجمة المستعرة باتجاه ريف حلب المحرر أن أمريكا ستعمل على فرض حظر جوي في شمال سوريا ليساعد جيش الفتح ، الذي أذل قوات الأسد و مليشياته في إدلب ، ليقوم بمحاربة داعش و القضاء عليها ، الأمر الذي استرعى حنكة و قدرة البغدادي و مستشاريه و جنده الميامين للانطلاق بغية "التغدي " بالثوار قبل أن "يتعشوا " بهم ، لم لا فهنا أرض الخلافة و هنا الرؤية الصواب و هنا نبع الإسلام و ما دونه هي عبارة عن نبع الأسنة و الفساد .

كلام الموالين هذا أخذ حيز كبير و انتقل و بدأ يحجز لنفسه مكاناً في صدر قائمة الأسباب التي دفعت جند الخلافة لتغيير الوجهة و التحول إلى ريف حلب المحرر و ترك النظام مرتاح و سعيد ، و يكون حينها متفرغ للانقضاض على الثوار جواً كداعم متين و قوي للقوات التي تمتد براً ، فالخلافة هنا تتفق مع النظام ، و هنا تبدأ السياسية الشرعية فعلها ، بأن التعاون جائز و واجب مع الشياطين لحماية الخلافة فوقت "العشاء" قد اقترب .

السبب الذي يسوقه موالوا داعش يدل على مدى عقم النقاش معهم من جهة و يدل على مدى تعمق الخيانة في ضمائرهم ، فعندما يقولوا ان الحظر الجوي هو سلاح ضدهم فيؤكدوا أن سلاح الجو معهم ، و عندما يقولوا أن "من يتفرغ طوال الأربع سنوات لتجارة البنزين و السلاح فإنه لن يصمد أمام أصحاب العقيدة " فهم يقصدون نفسهم من حيث يدرون و لا يدرون ، وهم من يضعوا ايديهم على 80% من نفط سوريا ، و يأتي أحدهم ليتسائل من أي يأتي النظام بالنفط و المحروقات ..!؟

يبدو أن فكرة الغداء و العشاء قد تتحول إلى العكس تماماً ليكون غداء للثوار و تحرير في المساء كـ"حلوان" القضاء على جناح الموت الثاني الأسد ، فالمعادلة اليوم بين الصائل و الجائل ، متوافرة ومتواجدة في الاثنين ، وكلاهما تلقى و يتلقى و سيلقى ما يردعه و يصيبه في مقتل .

الثوار اليوم على الأرض وحدهم بلا داعم و لا مساند و مؤازر إلا بعضهم البعض ، لا تحالف مصلحي و لا عربي ، و لا قوى معتدلة و لا بلاد صديقة ، فاليوم يوم الثوار في وحدتهم على كافة أشكالهم و انتماءاتهم و توجهاتهم و مشاربهم ، على تنوع الناظرين إليهم محلياً وشعبياً و دولياً ، فالمعركة اليوم لكسر الكماشة التي خنقت الثورة و الشعب و الوطن و الأمة على مدى سنوات طويلة .

المعركة اليوم بين سوريا الأمة الحق و بين الباطل المتلون كالحرباء ....  

المصدر: شبكة شام الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ