رسالة إلى الائتلاف : وجوهكم شاخت و بات التنسيق مطلب  .. سوريا تستحق الأفضل وحتماً غيركم
رسالة إلى الائتلاف : وجوهكم شاخت و بات التنسيق مطلب .. سوريا تستحق الأفضل وحتماً غيركم
● مقالات رأي ٢٩ مايو ٢٠١٦

رسالة إلى الائتلاف : وجوهكم شاخت و بات التنسيق مطلب .. سوريا تستحق الأفضل وحتماً غيركم

رغم كل سوداوية المشهد العام الذي يحيط بسوريا من كافة الجوانب، لايزال المشهد المتعلق بالمعارضة السورية التي نصبت نفسها كممثل عن الشعب السوري بتسلسل مزعج، يؤرق كافة مناحي الثورة و تسبب بإصابتها بعجز و عدم تمكنها من النهوض و مواجهة ما يحاك ضد الشعب، أو على الأقل أن تكون قادرة للدفاع عن نفسها أما انهزامها أمام الرأي العام السوري على الأقل ، و تغييبها التام في السياسة الدولية.

الائتلاف الوطني، في حلته الجديدة،  قرر انتهاج أسلوب مقتدر في التعامل مع الاعلام و المفكرين بان يكونوا في صف القضية السورية، و أن يقدموا رؤيتهم للحل و السبل الأفضل التي من الممكن سلوكها بغية تحقيق اختراقات في سلسلة العقد الغير منتهية في الملف السوري، و اعتمدت الخطوة على ورشة عمل جديدة ضمت أهل البيت و بعض الصحفيين و المفكرين الذين لهم باع طويل في السياسة، و لهم دورهم بارز في الصحافة العربية ذات الصبغة العالمية و طبعا غالبيتهم غير سوريين ، و لكن هل هذه خطوة جيدة أم سلبية.

أذكر جيداً الحوارات التي أجرينها كإعلام ثوري مع وفد الهيئة العليا للمفاوضات عبر الدوائر التلفزيونية، ومدى انعكاسها على سوية و أداء الاعلام الثوري المنهك من الإهمال و المصارع للبقاء في ظل الانتقائية و العبث الذي مورس ليكون هذا الجناح الأهم مهمشاً و مشككاً فيه، لكن تلك الفرحة لم تدم، فقمح البيت لا يعجب .

الغريب أن الائتلاف كما اعتاد في عبثيته و تهوره، و حرفياً "مراهقته"، يعمد على اللحاق خلف الأجنبي الذي يعرف و يفهم اللعبة و متقن لآلية أكل الكتف، و لكن هذا الأجنبي هو بعيد كل البعد عن تركيبة الشعب السوري و الأهم كيمياء الوضع الميداني، فتخرج قرارات و تصرفات الائتلاف و كل ما ينبثق عنه عبارة عن تغريد خارج السرب، و يبتعد الائتلاف عن الشعب أكثر فأكثر، و يتحول لغريب معاد له، في حين أن المفروض أن يكون عبارة عن ناطق باسمه و ناقل لألمه.

خمس سنوات من "التخبيص" المتواصل، خمس سنوات من مراهقة مجموعة من الشائبين (عمراً و فكراً)، كافية لأن يتولد لدينا مجموعة متجددة كلياً عن هذا الرعين، و الأهم من هذا مجموعة ولدت من رحم المعاناة، نالت الاعتقال و أخذت نصيبها من القصف و ذاقت طعم التشرد و لفحت وجوهها شمس المخيمات، و أَلِم قلبها لفقد أو لغياب معتقل أو شهيد.

خمس سنوات بغياب أي مشروع على الأرض .. حكومة مؤقتة فاشلة بقوة ، هيئة تنسيق لدعم ضائع و مشاريع هي لأحلام في الهواء، و لم يتمكن حتى من إيجاد فصيل واحد يمثله على الأرض و لو ببضع رجال.

خمس سنوات كافية لأن يترك اللاعبون في السياسة العائدة لشعب قدم الفاتورة الأعظم و لازال يقدم دون كلل أو ملل، خمس سنوات بحاجة لانقلاب كامل و شامل و لا يذر أحد، فالوجوه شاخت و ماتت و تحللت و لازالت تتصدر المشهد، و كأن سوريا عقمت و لم تعد تلد إلا تلك الوجوه ... سوريا و شعبها يستحق الأفضل و الأفضل ليس بينكم ..

المصدر: شبكة شام الاخبارية الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ