فكرة تسليح المعارضة السورية إلى المواجهة مجدداً...هل حسمت واشنطن أمرها؟
فكرة تسليح المعارضة السورية إلى المواجهة مجدداً...هل حسمت واشنطن أمرها؟
● مقالات رأي ١٤ أبريل ٢٠١٦

فكرة تسليح المعارضة السورية إلى المواجهة مجدداً...هل حسمت واشنطن أمرها؟

مرة جديدة، تطرح الإدارة الأميركية فكرة تزويد #المعارضة السورية مزيداً من الاسلحة لمواجهة #النظام_السوري ، فهل حسمت واشنطن أمرها هذه المرة أم أن الفكرة لا تتعدى كونها ورقة ضغط على النظام بالتزامن مع محادثات جنيف؟.

فمع انطلاق جولة جديدة من محادثات السلام لسوريا برعاية الأمم المتحدة، توالت التقارير الواردة من واشنطن عن خطة أميركية لتزويد المعارضة السورية المعتدلة مزيداً من الأسلحة الفتاكة، في حال انهيار الهدنة المعمول بها منذ ستة أسابيع والتي بدأت تترنح أخيراً.

وبموجب ما دأبت وسائل الاعلام الأميركية على تسميته "الخطة ب"، أعدت إدراة الرئيس باراك أوباما، لائحة بأسلحة ستسمح لحلفائها، أي السعودية وتركيا، على الأرجح بشحنها الى المقاتلين الذين يحاربون نظام الرئيس بشار الأسد، الا أن الخطة معلقة الى حين تحديد مصير وقف النار.

ونسبت صحيفة "وول ستريت جورنال" ومجلة "الفورين بوليسي" إلى مسؤولين أميركيين أن وكالة الإستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إي" وشركاءها الإقليميين، وضعوا خططاً لتزويد المعارضة المعتدلة في سوريا بأسلحة أكثر فتكاً إذا انهار اتفاق وقف الأعمال العدائية المستمر منذ ستة أسابيع.

وبحسب المجلة والصحيفة الاميركيتين تدعو الخطط الى شحن أسلحة يمكن أن تستهدف مقاتلات النظام ومواقع المدفعية التابعة له.

وكانت الصحيفة الأميركية أوردت في شباط الماضي أن القادة العسكريين والمستشارين الإستخباراتيين الكبار في إدارة أوباما يضغطون على البيت الأبيض لوضع "خطة ب" لمواجهة روسيا في سوريا. ومذذاك، وردت معلومات متفرقة عن طبيعة الأسلحة الجديدة التي يمكن نشرها بموجب برنامج سري.

اجتماع سري
وتمت مناقشة الإستعدادات في اجتماع سري لرؤساء أجهزة الإستخبارات في #الشرق _الأوسط قبل دخول وقف النار حيز التنفيد في 27 شباط الماضي وفي اتصالات لاحقة بين أجهزة الإستخبارات.
وفي تلك الإجتماعات، تلقى أعضاء في التحالف الدولي ضمانات أولية من وكالة الإستخبارات المركزية "سي آي إي" بأنهم سيحصلون على موافقة لتوسيع الدعم للمعارضة السورية المعتدلة. وقد وافق أعضاء التحالف على العناوين العريضة للخطة ب، إلا أنه لا يزال يتعين على البيت الأبيض الموافقة على لائحة الأسلحة المحددة قبل ادخالها الى الميدان الحربي.
وقال المسؤولون إن وكالة الاستخبارات المركزية كانت واضحة أمام الحلفاء بأن المعدات العسكرية، في حال تمت الموافقة عليها، ستمنح للمقاتلين إذا انهارت الهدنة والمسار السياسي الراهن الرامي إلى التوصل الى سلام دائم، وإذا اندلع قتال واسع النطاق.

تركيا والسعودية
ويشكل هذا التطور المتعلق بلائحة الأسلحة جزءاً من جهد أوسع خلف الكواليس تبذله إدارة الرئيس باراك أوباما لمنع شركائها في الإئتلاف الدولي الذين يدعمون المعارضة المعتدلة من أخذ الأمور على عاتقهم.
وأفاد مسؤولون أميركيون أن "الرسالة الخاصة التي نقلتها واشنطن إلى موسكو مفادها أن المعارضة السورية المعتدلة لن تتراجع، وأن عودة إلى القتال على نحو واسع يمكن أن يضطر السلطات الروسية إلى تعريض مزيد من الطيارين الروس للخطر مجددا".وأضافوا أن السي اي قدمت ضمانات لحلفائها في التحالف الدولي، بمن فيهم تركيا والسعودية بأن واشنطن ستسمح للتحالف المعارض للأسد بتزويد المعارضة المعتدلة مزيداً من الأسلحة ، وإن تكن حذرتهم من التحرك من دون موافقة أوباما وتزويد المقاتلين أسلحة منع الرئيس أوباما إدخالها الى الميدان حتى الآن.

Manpads
وتقول "الفورين بوليسي" أن "السي آي اي" سمحت أًصلاً بشحن صواريخ "تاو" المضادة للدبابات وصواريخ "غراد " الى المعارضة السورية ، لكن السعودية وتركيا تدفعان منذ فترة طويلة لشحن أسلحة أخرى ، بما فيها الصواريخ المحمولة على الكتف Manpads ، والتي تخشى الإدارة الاميركية و"السي اي اي" وقوعها في أيدي إرهابيين يستخدمونها ضد طائرات مدنية.

واقترح شركاء في التحالف تخفيف الخطر، بتعديل الأنظمة للحد من مدة بطارياتها أو تركيب أجهزة استشعار لها تمنع اطلاقها خارج المناطق المحددة في سوريا، إلا أن واشنطن لا تزال مترددة.

تحويل دفة الحرب
وقال رئيس" مجموعة "أروراسيا" ، وهي مركز أبحاث، الخبير الجيوسياسي أيان بريمر لموقع "بيزنس إنسايدر" إن "ثمة نقاشاً كبيراً داخل الادارة الاميركية في شأن سبل المساعدة لتحويل دفة الحرب السورية....وتشارك في هذا النقاش حفنة من الأشخاص المحبطين ، بينهم وزير الخارجية جون كيري".ولكنه لا يبدي تفاؤلاً كبيراً في هذا الشأن، لافتاً الى أنه سبق للرئيس اوباما أن أقر بأنه يسلّم الحرب السورية الى الرئيس المقبل.هو ليس سعيداً بما يحصل ولكنه لن يصعد كثيراً في الاشهر القليلة الباقية له في البيت الابيض".

وبدوره، لم يبد أندرو تابلر الباحث في معهد واشنطن المتخصص في الشأن السوري متفائلاً بتصعيد أميركي.
وقال للموقع نفسه:"سمعنا أموراً كهذه سابقاً، لذا دعونا لا نحبس أنفاسنا".

أما الاستاذ في كلية الاقتصاد في لندن فواز جرجس فقال إن "لا شيء سرياً في الخطة.المسؤولون الأميركيون يقولون علناً إنه اذا فشل جنيف، سيتحولون الى الخطة ب التي تعني تزويد المقاتلين السوريين أسلحة نوعية، بينها صواريخ محملة على الكتف".

ومع ذلك، قال إن تسريب بعض تفاصيل الخطة "يخدم هدفين...ممارسة ضغط على الروس وإعادة طمأنة المعترضين في الولايات المتحدة والمنطقة أن إدارة أوباما لم تتنازل عن المشكلة السورية لروسيا".
أما تابلر فيرى أن خططاً كهذه هي نتيجة المشاكل التي يواجهها ديبلوماسيون في جنيف".

المصدر: النهار اللبنانية الكاتب: موناليزا فريحة
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ