في "حلب" الموت و عذاباته يهينا كرامة البشرية و يلاحقان الصامتون المساندون
في "حلب" الموت و عذاباته يهينا كرامة البشرية و يلاحقان الصامتون المساندون
● مقالات رأي ٢٩ أبريل ٢٠١٦

في "حلب" الموت و عذاباته يهينا كرامة البشرية و يلاحقان الصامتون المساندون

ماذا يعني ان تكون محاطاً بكتلة غير متناهية من الركام بحيث يكون كل هدفك البحث عن بضع حبات من الأوكسجين

لتبقى تتنفس .. ما هو شعورك عندما تقف أمام كتلة عظيمة من التراب وأنت متيقن انه تحتها موتى ولكن تُكذب نفسك

وتقول ان أطفالي لازالوا أحياء .. كيف تُعبر وأنت تقف على باب غرفة يقال عنها أنها مركز طبي تنتظر يداً سحرية

تبعد شبح الموت عن طفلك أو زوجتك أو أمك المصابة ببلاغة.

أسئلة سيطرت على عقلي وقيدت مشاعري وجمدت عيوني طوال الأيام الثمانية الماضية؛ عجزت معها عن صياغة أي

شيء يعبر عن ما يحدث في حلب أو أحلل ما هي الخطة من وراء ذلك وأي لعبة يراد لعبها هنا.

حلب كما هي العادة تشهد الجنون الأكبر والحقد أشد عماءً من قبل كل أثم وقاتل وإرهابي, فالثلاثي يضرب بأعتى قوته

وأشد قذارته وأوغل حقده هذه المحافظة (ريف ومدينة) فهي القلب النابض لسوريا وميزانها وسندها ومشعل ثورتها

منها قد ينطلق النصر وفيها قد يؤد الحلم وعليها يعول كل من كلم وثكل وفقد أن يجد العوض.

نتابع الأخبار بشكل دقيق من تصريحات وبيانات, أشد ما لاحظناه هو غضب شديد من أمريكا وتنديد عنيف من الأمم

المتحدة وحنق من المعارضة, صمت مدقع من العروبة والإسلام بشكل كامل ومريب وغريب وقد يصل

إلى مرتبة (حقير) ، فجميع ما ذكر أنفاً شريك بشكل أو آخر سواء بفعل أو بانعدام رد الفعل.

اليوم نلملم أشلاء أجساد أطفالنا ونبحث عن قطعة قماش نستر بها عورات نساءنا, وببضع قطرات ماء نسمح دم جرحانا

والكثير الكثير من الصبر اللا محدود في انتظار ناج قد تبعث له الحياة مجدداً من تحت جبال الركام التي كانت قبل الأن

أبنيه وسكان.

حلب لم تنتهي ولن تنتهي ومر عليها الكثير ويمر عليها الأشد وبقيت صامدة محافظة على نفسها والأهم محافظة على ما تبقى لنا من كرامة وحياة.

من خان حلب اليوم سيخان في الغد ومن صمت اليوم سيلحقه العار إلى أبد الأبدين

حلب السلام ولكي السلام ولأرواحك الأمان.

الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ