لا تلوموا داعش
لا تلوموا داعش
● مقالات رأي ١ يونيو ٢٠١٥

لا تلوموا داعش

ليس من مصلحة تنظيم الدولة سقوط النظام السوري اذ إن هذا التنظيم دأب على استغلال التناقضات الموجودة على الساحة أمامه وإن سقوط النظام السوري سيخفف من حدة التناقضات الدولية التي اصطفت في معسكرين معسكر داعم للثورة ومعسكر داعم للنظام وسيعيد بشكل تدريجي كسر حدة التناقض بينها ليعود الكون باسره مسلمه قبل كافره ليصطف خلف المعارضة السورية لمحاربة داعش.
وبالتالي يتعين على الدواعش إثارة الغبار لتأخير جيش الفتح عن حلب والساحل إذ إن تحرير حلب كما كان مزمعا في الأيام القليلة القادمة سيكون بمثابة الضربة القاضية لدولة سوريا الأسد بعد الضربة التي تلقاها من فتح ادلب و هزت عرشه وسلطانه.


وما بعد التقاء الفتحين ( فتح ادلب وفتح حلب )  وتوجيههما طلائع الفتح للساحل إلا صعقا للخطة باء وهي دولة علوية أسدية في الساحل.
والظاهر أن تقدم داعش في ريف حلب الشمالي لن يكون بمثل الخطورة فيما لو تقدموا قبل انتصارات فتح ادلب، إذ إن الأمل في قلوب الملايين الذي أثمر بجهود فتح ادلب في إمكانية قيام مشروع سني قابل للحياة وقابل للانتصار كان بمثابة اللقاح الشعبي من فيروس داعش الذي قدم آمالا وأحلاما للبسطاء والسطحيين الذين يتوقف كل همهم عند شعار أو راية أو مظهر دون الولوج إلى التركيبة التي قام عليها داعش في هرمه.


ولن يكون دواء شافيا لهذه الأمة من سرطان داعش أنجع من إشراق مشروع سني ناجح يحقق الانتصارات ويرحم المستضعفين ولا يحمل الناس على دين الله كرها.


ولأن نجاح مثل ذلك المشروع سيكون الهدام الحقيقي لمشروع داعش فإنهم لا يألون جهدا في سحق مثل ذلك المشروع في مهده قبل الالتفات إلى أعداء الأمة التقليدين من الشيعة والنصيرين وهذا ما يفسر استشراس داعش على مثل تلك المشاريع الناشئة وترك كثيرا من خطوط التماس مع النظام السوري مجمدة.


ولم يسع الدواعش للإطاحة بهكذا مشاريع عن طريق القتال والقوة العسكرية فحسب بل سعت لأن تعتمد منهجا قديما انتهجته الأزارقة سابقا وانتهجه الماسونيون في القرن الماضي وهو محاولة قطع الارتباط بين الأمة ورموزها عن طريق بث الإشاعات التي تدمر الهالة والهيبة المحيطة بالرموز من علماء وقادة ووجهاء فيبقى الناس بهما لا كبير فيهم فإذا كان ذلك انحطت هذه الأمة لأدنى الدركات وتفشى  اليأس بينهم ومن ثم يبدؤون بالتطلع إلى منقذ لهم مما هم فيه فلا يجدوا إلا الظلام القادم من الشرق معتمدين على عصبيات تجذرت في العربي , وهذا ما يفسر دفاع بعض الشيوعيين الذين لا يؤمنون بالله عن داعش ومشروعها لأنهم رأوا فيها عزا لبني جلدتهم على أعدائهم ولو خالف منطلقاتهم الفكرية.

المصدر: شبكة شام الكاتب: صلاح الدين
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ