"لبيك يا حسين".. تمهد لـ"لبيك يا زينب" في سوريا
"لبيك يا حسين".. تمهد لـ"لبيك يا زينب" في سوريا
● مقالات رأي ٢٦ مايو ٢٠١٥

"لبيك يا حسين".. تمهد لـ"لبيك يا زينب" في سوريا

انطلقت اليوم عمليات تحرير الأنبار العراقية من قبضة داعش على مستوى كبير و بقرار دولي بغية إنهاء أي خطر قد يهدد بغداد أو النجف أو كربلاء وبالتالي إيران ، و تحمل العمليات اسم "لبيك يا حسين" ، حملة لا صبغة طائفية فيها مطلقاً ولا أي شيء سلبي و إنما الأمن و السلام تفيض من جنباتها ، الأمر الذي يستدعي دعم "لبيكِ يا زينب" لتكون الجزء المستنسخ في سوريا .

تؤكد التطورات أن ما يجري على الأرض من عمليات هنا و هناك ، تعتمد بشكل فعلي على نسق طائفي و استنصار لطائفة على أخرى ، فامريكا متيقنة أن مواجهة المد المعادي لمصالحها ، لا يكون إلا باستخدام سلاح سري تملك مفاتيح توجيهه وعجلة قيادته و إيقافه في الوقت الذي يحقق مصالحها.

بلغة صريحة ، لا يمكن أن تضبط أي تطور للسنة إلا من خلال عمالة "الشيعة" و مساندتها سراً ، ففي القلمون مع تأكيد أن أمريكا تقوم بتقديم المعلومات الإستخباراتية لمليشيا حزب الله الإرهابي ، لتحقيق التفوق على الأرض ، ليمهد الطريق  في الأيام القادمة من تطور على مستوى أوسع مع إقتراب تشكيل حشد شعبي جديد في سوريا تحت مسمى "لبيك يا زينب" ، لمواجهة داعش و التطرف الإسلامي "السني" الذي لا يتناسب و خططها و برامجها .

فالشعارات المغذية للنفس "الشيعي " محللة و مباحة و يقدم لها الدعم و المساندة ، في حين أي ظهور لأي مكون سني فإن سمة "الإرهاب" حاضرة قوة و ليتم حصارها ووأدها و إنهاء أي تطور لها ، سواء بالحرب عليها بشكل مباشر أم بزرع الطوابير لتنخر بها من الداخل .

لا يكاد يمر اليوم حتى نسمع عن تكرار لكلمة داعش مئة مرة ، و لايمر نفس اليوم حتى يكون "الإرهاب" ملاحق لكل تفصيل من تفاصيل الثورة السورية و السعي بكل الجهود لإصباغها بهذه الصبغة ، والسبب معروف تماماً أن أمريكا لم تجد في الثوار مساندة فعالة في مواجهة داعش ، وليس لرفض الثوار هذه المواجهة أو مواجهة اي فكر متشدد ، بل لأن لدى الثوار أولوية أهم أو موازية لهذه المواجهة ألا و هي النظام الذي يمعن في القتل و يوغل في الدم أكثر فأكثر.

الاختلاف في ترتيب الأولويات جعل من أمريكا تركز جهودها بشكل مفضوح نحو المكون "الشيعي" ليكون أداة الطيعة في يدها و تحقق مآربها ، و بنفس الوقت يبقى الحال على ماهو عليه في سوريا ، ويبقى نظام "الممانعة" موجوداً حارساً أميناً للمنطقة بالشكل المطوب و يزيد عن ذلك.

الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ