هل ما تحتاجه سوريا وشعبها هو المعونات والتبرعات !؟
هل ما تحتاجه سوريا وشعبها هو المعونات والتبرعات !؟
● مقالات رأي ٣٠ مارس ٢٠١٥

هل ما تحتاجه سوريا وشعبها هو المعونات والتبرعات !؟

لم يعد يفصلنا عن إطلاق المؤتمر الثالث للمانحين الدوليين للشعب السوري سوى ساعات قليلة، ليعلن الانطلاق في الكويت، الانطلاقة التي تستوجب أن يكون هناك عدد لابأس من المليارات لكي تسد جزء من الكارثة الكبيرة التي تشهدها سوريا منذ أن أعلن الأسد حملة القتل و التدمير و التشريد بحق الشعب.

فيكفي أن تقوم بجولة بسيطة على التصريحات الأخيرة حول سوريا ، لتجد البروز و التنافس الحاصل بين الجميع ليحصل على جزء من هذه الأموال التي من المقرر جمعها لإغاثة الشعب السوري.

الأرقام كبيرة وتحت مسميات عديدة، منها خطط الاستجابة لـ لبنان والأردن لمواجهة اللجوء السوري وتصل لقرابة الـ5 مليارات دولار، ومليارات أخرى تطالب بها منظمات الأغذية و الصحة و التعليم و الطفولة و .... و .... العالميون طبعاً، و سيل الأرقام التي تعبر عن حجم الكارثة ، 18 مليون محتاج ، تتنوع الاحتياجات و تتلون لتشمل كل شيء ابتداءً من الماء و حتى تأمين قطعة أرض للدفن.

ولا شك أن المساعي لتلبية المطلوب و لو بجزء منه، شيء يُشكر عليه الجميع ابتداءً من الدعوة للمؤتمر و انتهاءً بتنفيذ الوعود بالتبرع، التي تصب في اطار السعي لرأب الصدع الحاصل نتيجة الحرب التي يخوضها الأسد و ميلشياته طوال السنوات الأربع الماضية ، والتي أحدثت من الأضرار ما يفوق حجم العقل البشري بكامل هيئاته و منظماته و مؤسساته التي بقيت عاجزة حتى الآن عن اصدار إحصائية لأي جزء من جبال الخسائر التي تعرضت لها سوريا و شعبها ، فالأرقام كتوقعات دوماً ، في أحسن الأحوال تقريبية.

و لكن هل ما تحتاجه سوريا و شعبها هو المعونات و التبرعات..!؟

مع يقيننا بأن الحاجة للإغاثة شيء لا مفر منه و لكن الإغاثة وحدها لا تكفي و لاتسمن و لا تغني عن جوع ، وإنما سوريا بحاجة لحل و حل حاسم و نهائي لمعضلة أربكت العالم بأسره، عالمٌ قرر جعلها ساحة تستقبل مفاوضاته و تكسير عظام بعضه البعض ، و يبدو أن لا يرغب بتسكيرها.

فسوريا التي لازالت و ستبقى معتمدة على ذاتها في كل المجالات ، مادياً و بشرياً ، تحتاج إلى الحرية فقط ، تحتاج لإزالة الدكتاتور ، تحتاج لتحريرها من الاحتلال الإيراني، تحتاج لأن تكف يد المتدخلين و العابثين، تحتاج لأن يترك الشعب يحكم نفسه، تحتاج لأن تُنهى الحرب، و أن نبدأ بالعودة من جديد، تحتاج لكل المخلصين، تحتاج لأن تعيش.

الإغاثة مهمة و لكن دون الحرية ، تكون بمثابة إطالة أمد الألم ، و تجديد التشرد و القتل و التدمير فترة إضافية.

سوريا بحاجة لإنهاء حاسم و حازم و سريع .. نفس المصطلحات التي يستخدمها الباحثون عن الدعم في مؤتمر المانحين3 .... والإنهاء المطلوب أن يكون حقيقي و ليس مجرد تصريحات و قرارات مكتوبة .. وإن كان الرغبة بأن يكون الدعم حالياً للإغاثة فنأمل أن يكون حقيقياً و ليس مجرد وعود كما حدث في المؤتمرات السابقة التي جمعت ورقياً المليارات و لم يتم دفعها على أرض الواقع.

الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ