"تحرير جرابلس" نقطة عودة سوريا الموحدة
"تحرير جرابلس" نقطة عودة سوريا الموحدة
● مقالات رأي ٢٤ أغسطس ٢٠١٦

"تحرير جرابلس" نقطة عودة سوريا الموحدة

لطالما نادى الشعب السوري منذ انطلاقة الثورة السورية بوحدة الأراضي والشعب السوري، لتغدو هذه الكلمات شعاراً يرددوه في كل جمع وكل مظاهرة وكل مقام ومقال ثوري، حتى جاء ما يبدد هذا الشعار ويحاربه بمشروع قديم جديد مدعوم من الغرب بكل أنوع الدعم السياسي والعسكري باسم وشعارات براقة لمحاربة الإرهاب.

هذا المشروع الانفصالي قديم حديث بدأ كحلم لتنظيمات عدة تنتمي لمكون معلوم في الداخل السوري، ومع بدء الثورة السورية بدأ الحلم يأخذ شكل الحقيقة ليتحول إلى واقع بعد أن عملت قوات "واي بي جي" و الـ "بي كي كي" الكردية على السيطرة على المناطق العربية في محافظة الحسكة وتهجير أهلها، تمهيداً لمشروعهم الكبير من الحسكة شرقاً حتى عفرين غرباً، مستغلة بذلك تغاضي قوات الأسد عن أفعالها في الحسكة، مقابل ضبط المحافظة وضمان عدم خروجها في وجه الأسد.

ومع دخول تنظيم الدولة من العراق إلى سوريا والذي كان الحجة الأكبر لتكوين هذا الكيان وتدخل الدول الغربية لمساندة الأكراد في ذلك رغم المعارضات التركية الدولة الجارة، إلا أن محاربة الإرهاب باتت الحجة الأكبر للدول الغربية لدعم المشروع الانفصالي في سوريا وتثبيت أركانه بالسيطرة على منطقة عين العرب، ثم التوسع شرقاً إلى تل أبيض وعين عيسى، لتبدأ مرحلة جديدة من الحراك السياسي باسم مكون جديد وهو "مجلس سوريا الديقراطية".

ولإعطائه الصبغة الشرعية وأنه يمثل مطلب السوريين ككل عملت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" على إدخال بعض المكونات العربية والتركمانية في الرقة كجبهة ثوار الرقة ضمن صفوفها وفي عفرين جيش الثوار، لتكون هذه المكونات هي رأس حربة إعلامية لا أكثر، تعطي لقسد دفعاً إعلامياً وحضوراً سياسياً كبيراً على أنها تمثل مكونات الشعب السوري، من عرب وكرد وتركمان، وتسعى لتخليص أرضهم من الإرهاب المتمثل بتنظيم الدولة.

ومع تسارع الأحداث في الشمال السوري واستغلال "قسد" لتقدم قوات الأسد في حلب وسيطرتها على بلدات ومدن ريف حلب الشمالي، ومن ثم السيطرة على منطقة حوض الفرات والتقدم غرباً في منبج ومناطق أخرى، بدأت ملامح المشروع الانفصالي تظهر للعلن على ألسنة قادة قسد ومكوناتها الكردية، وباتت أحلامهم تتحول لحقيقة فلم يبق أمامهم إلا منطقة جرابلس والباب وإعزاز فتغدو المنطقة الحدودية كاملة من عفرين غرباً حتى الحسكة شرقاً تحت سيطرتهم، وقد هجرها غالبية أهلها من المكونات العربية.

ولأن تركيا الدولة الجارة تعارض بشدة قيادة دولة انفصالية في الشمال السوري، ولأنها اصطدمت مرات عدة بالقرار الأمريكي الداعم لقسد، عملت في الآونة الأخيرة على بناء تحالفات سياسية وعسكرية جديدة ظهر فيها التقارب الروسي الإيراني التركي، ليكلل هذا الاتفاق خلال أسابيع قليلة ببدء عملية عسكرية واسعة النطاق في منطقة جرابلس، تستهدف السيطرة على المدينة، والتوسع في ريفها، وبذلك قطع الطريق على المشروع الانفصالي، وربما إعادة ترتيب الأرواق العسكرية على طول الحدود بما يجبر قسد للتراجع عن المناطق التي سيطرت عليها مؤخراً في شمالي حلب وريفها الشرقي وريف الرقة.

وجاء الإعلان عن عملية "درع الفرات" كصاعقة وضربة كبيرة لقسد في سوريا، وحلفائها في الغرب، إلا أن إصرار تركيا على دعم الجيش الحر ومساندته برياً بقوات ومدفعية على غرار المساندة الأميركية، قد أثمرت اليوم بالسيطرة على مدينة جرابلس، وربما تغدو هذه المدينة نقطة انطلاق لتحرير المنطقة، وبناء المنطقة الأمنة على طول الحدود السورية التركية، وبالتالي ضرب المشروع الانفصالي، وإعادة سوريا لما يريد شعبها حرة مستقلة موحدة.

المصدر: شبكة شام الإخبارية الكاتب: زين العمر
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ