مع اقتراب "تنظيم" الدولة الاسلامية منها ، درعا بين الرعب و الترقب
مع اقتراب "تنظيم" الدولة الاسلامية منها ، درعا بين الرعب و الترقب
● مقالات رأي ٢٨ نوفمبر ٢٠١٤

مع اقتراب "تنظيم" الدولة الاسلامية منها ، درعا بين الرعب و الترقب


اجتاحت حالة من التخبط الإعلامي أوساط الثورة في درعا مع وصول أنباء عن أرتال كبيرة لـ”تنظيم” الدولة الاسلامية في منطقة بئر قصب في الجهة الشمالية للسويداء و درعا معاً ، فعاش الاعلام في درعا خلال اليومين الماضيين حالة من التشنج ما بين المترقب لمعرفة وجهة "تنظيم" الدولة الاسلامية جنوبا الى درعا او غربا باتجاه الغوطة الشرقية او ثباتا في المكان في الصحراء السورية و ما بين الداع لاستنفار مما يرونه خطر قادم باتجاه درعا التي تعتبر المحافظة الوحيدة التي لم تشهد أي تواجد لـ”تنظيم” الدولة الإسلامية منذ إعلان تشكيلها .
حتى ساعات قليلة اقتصر الأمر على التجاذب الإعلامي و ربما شهد مركز التنسيق العسكري الغربي (الموك) المسؤول عن العمل العسكري في الجنوب السوري حديثا في هذا الأمر كذلك ، إلى أن أعلنت مصادر في جبهة النصرة إرسالها تعزيزات عسكري وصفتها بالكبيرة إلى الحدود الشمالية الشرقية من منطقة اللجاة في درعا و المتاخمة لمنطقة بئر قصب التي تشهد تواجد لـ”تنظيم” الدولة الإسلامية حاليا ، و عللت النصرة الأمر بأنها ذاهبة لمواجهة قطاع الطرق و اللصوص الذين بايعوا الدولة هناك ، لينتقل الأمر فعلا من حدث اقتصر في درعا على الإعلام لما يبدو أنه تحرك سريع على الأرض قد يرسم ملامح مواجهة عسكرية وشيكة بل وشيكة جدا في الجنوب .

فما حقيقة هذا التحشيد ؟ و إلى أين يتجه ؟ و هل حقاً يريد "تنظيم" الدولة الإسلامية التمدد نحو درعا الآن ؟

بداية فمنطقة بئر قصب تشهد تواجدا لـ”تنظيم” الدولة الإسلامية منذ فترة طويلة و إن اقتصر الأمر فيها على عدد و عداد محدود ، كما أنها تشهد تواجد أوسع لجيش الإسلام ، شهدت المنطقة منذ عدة أيام اشتباكات بين الطرفين على خلفية مبايعة إحدى المجموعات الموجودة في المنقطة للدولة الإسلامية و التي تسمى بمجموعة "المكحل" قضى خلالها عدد من افراد جيش الإسلام و تم أسر أعداد اخرى منهم و من أحرار الشام كذلك بيد "تنظيم" الدولة الإسلامية و سيطرت الأخيرة على عدد من الأسلحة بينها دبابة لجيش الإسلام ، تلى ذلك تسارعا وصول أرتال لـ”تنظيم” الدولة الإسلامية قادمة من الشمال لتعزيز تواجدها في بئر قصب .

حتى هذه اللحظة لا يبدو أن درعا معنية بما يحصل على الرغم من أن هذه الأحداث تقع على تخومها الشمالية و على منفذها الوحيد باتجاه الشمال التي تسيطر على جزء منه "تنظيم" الدولة الإسلامية كذلك ، فـ"تنظيم" الدولة الإسلامية لم يبادر - أقلها حتى الآن - بالتقدم نحو مناطق درعا و لم تفتتح قتالاً مع فصائلها العسكرية .
فهل يجب على فصائل درعا أن تبادر هي لفتح جبهات القتال مع "تنظيم" الدولة الإسلامية تجنبا أن تبادرهم الهجوم ؟
الإجابة على هذا السؤال تحتم علينا معرفة وجهة "تنظيم" الدولة الإسلامية التالية بعد بئر قصب ، فإن كانت درعا وجهتهم فقد أصابت فصائل درعا بفتحها قتالا استباقيا لحماية نفسها من تمدد "تنظيم" الدولة الإسلامية و سنكون أمام معركة جديدة على الجبهة الجنوبية ، و إن لم تكن درعا وجهتهم فقد ارتكبت فصائل درعا الكارثة و " عاثت في عش الدبابير " الذي سيعطي للـ"تنظيم" فرصة و ذريعه فتح معركة الجنوب على أوسع أبوابها وسعيها لإنهاء ما بدأته في دير الزور !!

يبدو اليوم أن فصائل درعا تقف على حد السيف ، فهي تقاتل النظام في جبهة الشيخ مسكين و القنيطرة و بعض الجبهات الاخرى و أمام تحدي و خيار صعب بأن تذهب بنفسها لفتح جبهة جديدة مع "تنظيم" الدولة الإسلامية التي لم تعلن "رسمياً " نيتها التقدم نحو درعا حتى اللحظة مع وجود بعض الداعين لدخول درعا من قبل التنظيم .
خيار صعب قد يحدده معطيات عديدة على الأرض ، أهم هذه المعطيات و الذي علينا ألا نغفله أبدا هو جناح ابو ماريا القحطاني داخل جبهة النصرة في درعا فالأخير بعد انسحابه من دير الزور على وقع قتاله للدولة قد يجر جبهة النصرة في الجنوب نحو افتتاح مواجهة جديدة لا تملك فيها الأفضلية مطلقا وسط انحصار النصرة بين الآردن جنوبا و الدولة و النظام شمالا و يبدو فعلا أن هذا المعطى هو ما دفع النصرة إلى إعلانها الأخير .
أما النقطة الثانية فهو (الموك) نفسها ، فهل تريد ( الموك ) اليوم بدء فصائلها العسكرية في درعا بشكل أكبر لمواجهة "تنظيم" الدولة الإسلامية على غرار ما فعلته تركيا عبر تحريكها للعكيدي ؟ أم أنها ستقف مترقبة معركة بين النصرة و الدولة ينهي كلاهما الآخر على أبواب درعا و يمهد للفصائل التابعة (للموك) أن تبسط سيطرتها الكاملة وسط غياب الرايات السوداء بكافة اشكالها عن الجنوب وفي كلا الحالتين سيشكل الأمر تمهيدا للتحالف الدولي لبدء مهامه الجوية جنوبا .
و النقطة الثالثة تكمن في حالة من التخوف في صفوف فصائل درعا من حالات مبايعة جماعية لتنظيم الدولة الإسلامية قد تقوم بها مجموعات من الفصائل العسكرية فور وصول التنظيم للجنوب ولاسباب مختلفة


نحن أمام ساعات يقف فيها الجميع أمام برميل للبارود ، ففصائل درعا تمسك بفتيل و "تنظيم" الدولة الإسلامية بفتيل آخر و من يبدأ بإشعال فتيله سيفجر الجنوب كاملا ،

المصدر: الفيس بوك الكاتب: محمد قطيفان ( أبوالعزام )
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ