"هيئة تحرير وفتح الشام" أسماء فضفاضة استخدمها "الجولاني" لتمكين مشروعه على حساب "ثورة الياسمين"
"هيئة تحرير وفتح الشام" أسماء فضفاضة استخدمها "الجولاني" لتمكين مشروعه على حساب "ثورة الياسمين"
● مقالات رأي ٣٠ أبريل ٢٠٢٠

"هيئة تحرير وفتح الشام" أسماء فضفاضة استخدمها "الجولاني" لتمكين مشروعه على حساب "ثورة الياسمين"

"هيئة تحرير وفتح الشام" أسماء فضفاضة استخدمها "الجولاني" لتمكين مشروعه على حساب "ثورة الياسمين"منذ بدء تحولها وامتطائها الحراك الثوري السوري، عملت "جبهة النصرة" التي يقودها "أبو محمد الجولاني" مجهول النسب، على تغليب مصلحتها على حساب مصلحة الثورة السورية، مستغلة الشعارات الدينية التي جذبت الشباب ورائها وغامرت بسمعة الصادقين بتصرفاتها وسياستها المستمرة.

لـ "هيئة تحرير الشام" آخر الأسماء التي يخفي الجولاني خلفها مشاريعه، أو لنقل للصادقين في صفوف الهيئة، مشاركة فاعلة لا يمكن نكرانها في عمليات التحرير وقضى جلهم شهداء هم أولاً وأخراً من أبناء الشعب السوري والغيورين على ثورة السوريين، ولكن هناك من شوه صورة جهادهم بتغليبه مصالحه وبسياسته الأمنية التي لم تختلف عن سياسة النظام بشيئ.

رفعت "جبهة النصرة" منذ تأسيسها في في 24 كانون الثاني من عام 2012، شعار "النصرة لأهل الشام"، كذلك رفعت شعارات دينية مع تحولها لـ "فتح وتحرير الشام"، فكان اسم الشام وتحريريها سمة قائمة وكذلك الأقصى ولربما روما في شعاراتها التي رفعتها لتمكين ديمومتها واستمرارها وشد الشباب الثائر لصفوفها.

طيلة السنوات الماضية، أثبتت جبهة "الجولاني" أن المصلحة والمنفعة الخاصة للمشروع هو هدفها وديدنها، ولم تغلب مرة مصلحة الثورة والثوار والمدنيين السوريين لمرة واحدة على مصلحتها، فتخلت عن عشرات المناطق وفاوضت النظام وعقدت الاتفاقيات المشبوهة بصفقات سرية وعلنية، وكلها لم تكن في صالح المحرر.

من صفقة الراهبات للمدن الأربعة لصفقات جند الأقصى وحراس الدين والكثير من الصفقات مع النظام وحلفائه، أبرمتها "هيئة تحرير الشام" سراً وعلانية، كذلك صفقات الصحفيين الأجانب ونقل خيرات المحرر من معامل ومصانع وسكك حديدية وأثار لخارج الحدود، وعمليات التهريب المنظم وليس بأخرها المعابر التي أنهكت المدنيين، كلها عادت بالربح لهيئة تحرير الشام.

"هيئة تحرير الشام" اسم فضفاض بعد تكشف الغطاء وانجلاء الغبار، بات واضحاً أن للهيئة أهداف اقتصادية وأمنية للهيمنة على ماتبقى من مناطق محررة بمن فيها من مدنيين، وأن أهدافها في استعادة الأراضي و "تحرير الشام" ليس إلا شعاراً ينتهي عند حد معبر مع النظام تحقق فيه ملايين الدولارات لخزينتها.

ولعل حالة التفكك التي تعانيها "هيئة تحرير الشام" خلال الفترة الأخيرة، والفصل بين الجناح الأمني والاقتصادي من جهة، والجناح العسكري الذي بات ضعيفاً من جهة أخرى، يشير بشكل واضح لأن الهيئة خانت كل شعاراتها واستخدمتها لتمكين سيطرتها على المناطق المحررة، بل وتسليم مساحات كبيرة من تلك المناطق دون قتل.

ساهم "الجولاني" خلال مسيرته التي وزعها بأسماء مختلفة من التشكيلات رفعت رايات مختلفة كلها باسم "الشام"، في إضعاف فصائل الثورة السورية، وإنهاء عشرات الفصائل من الجيش السوري الحر، بحجج ودعاوى زائفة منها العلمانية والتعامل مع الغرب والعمالة لتركيا، ورفع شعارات تحرير "روما والقدس والشام" تكشف لاحقاً زيف هذه الادعاءات وكيف استغلها لتضليل الشباب السوري الثائر.

كما حارب "الجولاني" أبناء الحراك الشعبي ونشطائه، واعتقل من نجا منهم من قبضة النظام وحلفائه، وقتل العشرات منهم ولايزال الكثير منهم في السجون، كما حارب الفعاليات المدنية والمنظمات الإنسانية، عبر تمكين سطوة ماسمي بالمؤسسات المدنية، وامعانها في التضييق على عملها لتحقيق المكسب المالي من لقمة عيش المدنيين.


ويواصل الجولاني عبر "هيئة تحرير الشام" التحكم في الشمال السوري المحرر، آخر رقعة باقية للمدنيين لم يتم تسليمها بعد، محتفظاً بتاريخ حافل من عمليات البغي والصفقات المشبوهة، في وقت بات واضحاً تململ الحاضنة الشعبية ورفضها لتصرفاته، إلا أن استخدام القبضة الأمنية ضدهم وتسليطها بعمليات الترهيب والاعتقال تحول دون حراكهم.

الكاتب: بيان الصايغ
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ