"2020" كان وقعه ثقيلاً على السوريين ... تعرف على أبرز المحطات والتطورات التي حملها
"2020" كان وقعه ثقيلاً على السوريين ... تعرف على أبرز المحطات والتطورات التي حملها
● أخبار سورية ١ يناير ٢٠٢١

"2020" كان وقعه ثقيلاً على السوريين ... تعرف على أبرز المحطات والتطورات التي حملها

غادر عام 2020 مودعاً، بعد أن ترك حملاً ثقيلاً على العالم بأسره عامة، وعلى السوريين بشكل خاص، لما حمله في أشهره التي مضت، من عذابات وقتل وتشريد، إذ شهدت سوريا في العام الفائت، تغيرات عسكرية وسياسية واقتصادية ومن نواح أخرى، كان لها وقعاً كبيراً على ملايين المدنيين، آملين أن يحمل العام الجديد مايخفف عنهم ويحقق أمانيهم.

فقد استقبل آلاف المدنيين في سوريا، لاسيما مناطق شمال غرب سوريا، العام 2020 بالنار والجحيم، مع مواصلة قوات النظام وروسيا حملتهم العسكرية على مناطق ريف حماة وإدلب، وما خلفته الحملة من خسارة الملايين لمنازلهم وأراضيهم وتشريدهم في بقاع الأرض، علاوة عن حجم المأساة التي لاحقتهم من برد وتشريد ومعاناة في مناطق النزوح.

ولم يحمل العام 2020 أي انفراجة سياسية للسوريين، إذ واصل النظام المراوغة وتضييع الوقت خلال جلسات "اللجنة الدستورية" التي شهدت عدة اجتماعات في جنيف، لم تتوصل لأي نتائج، في وقت كان لانتشار وباء "كورونا" وقع كبير على السوريين في مختلف مناطق الوطن، إضافة للوضع الاقتصادي وانهيار الليرة، وتطورات أخرى.

فمع بداية عام 2020، كانت تشهد مناطق شمال غرب سوريا، معارك عنيفة، مع مواصلة قوات النظام وروسيا وميليشيات إيران، الحملة العسكرية على ريف إدلب الجنوبي والشرقي، بعد السيطرة على ريف حماة أواخر عام 2019، وخلال شهري كانون الثاني وشباط، تمكنت تلك القوى من إحكام السيطرة على كامل الطريق الدولي "أم 5" من خان شيخون جنوباً حتى عندان شمالاً، شملت السيطرة على معرة النعمان وسراقب وكفرنبل وبلدات ريف حلب الجنوبي والغربي.

وشهدت المنطقة مواجهات مباشرة بين القوات التركية بمساندة فصائل المعارضة، مع قوات النظام وروسيا وإيران على جبهات سراقب والنيرب وريف حلب، وإدلب الجنوبي، بعد استهداف روسيا لنقاط تركية عدة خلفت عشرات الشهداء أبرزها يوم الخميس 27 شباط، حيث استهدف الطيران الحربي الروسي نقطة تمركز القوات التركية في قرية بليون بجبل الزاوية خلفت مقتل أكثر من 33 عنصراً من القوات التركية.

تلا ذلك بدء القوات العسكرية التركية، بإرسال المزيد من القوات العسكرية المدعومة بالدبابات والمدافع، وبدأت طائرات البيرقدار التركية باستهداف مواقع النظام، خلفت تدمير العشرات من الأليات ومقتل المئات من العناصر، علاوة عن إسقاط عدة طائرات حربية للنظام وأخرى مروحية، وذلك تحت عنوان عملية "درع الربيع" التي أعلن عنها وزير الدفاع التركي خلوصي آكار يوم الأحد 1 أذار، بمناطق شمال غرب سوريا.

وفي الخامس من شهر آذار، أي بعد أيام قليلة من بدء العملية العسكرية التركية، أعلن الرئيسان الروسي بوتين والتركي أردوغان من موسكو، التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار على خط التماس شمال غرب سوريا، ابتداءاً من منتصف الليل، وسجل منذ 7 أذار العديد من الخروقات بقصف مدفعي للنظام بريف إدلب وحماة وحلب.

وخلفت الحملة العسكرية، وفق إحصائية لفريق منسقي استجابة سوريا، نزوح 1,041,233 مدني موزعين على 185,672 عائلة، منهم 632,453 مدني نزحوا من أرياف محافظة إدلب، و408,780 مدني نزحوا من أرياف محافظة حلب إلى مناطق درع الفرات وغصن الزيتون والمخيمات العشوائية والمناطق الحدودية مع تركيا.


وفي الخامس عشر من آذار، سيرت القوات التركية والروسية الدورية المشتركة الأولى على طريق "M4" في منطقة إدلب شمال غرب سوريا، اقتصرت المسافة بين مدينة سراقب والنيرب بريف إدلب الشمالي الشرقي، تزامن مع بدء اعتصام في بلدة النيرب على الطريق المذكور لرفض تسيير الدوريات المشتركة.

تلا ذلك تثبيت القوات التركية العديد من النقاط التركية على طول الطريق الدولي من سراقب حتى جسر الشغور، بعدها بدأ تسيير عدة دوريات وصلت لحدود 22 دورية على الطريق وصولاً لريف اللاذقية، في أذار ونيسان وأيار وحزيران، وكانت آخر دورية مشتركة للقوات الروسية والتركية يوم الثلاثاء 25 آب/ أغسطس، على الطريق الدولي "أم 4"، تعرضت لاستهداف بقذيفة "أر بي جي"، الأمر الذي نتج عنه إعطاب عربة روسية بالقرب من بلدة "أورم الجوز - القياسات"، بريف إدلب الجنوبي.

ولم تتوقف معاناة السوريين رغم وقف إطلاق النار النسبي، ففي يوم الأحد 22 أذار أعلن النظام عن تسجيل أول إصابة بفايروس "كورونا"، وفي 29 أذار أعلن عن تسجيل أول حالة وفاة بفيروس كورونا، وفي مناطق شمال غرب سوريا أعلن عن تسجيل أول حالة إصابة بوباء "كورونا"، لطبيب عائد من الأراضي التركية يوم الخميس 9 تموز.

وحتى نهاية عام 2020، وصلت الإصابات في الوباء بمناطق شمال غرب سوريا إلى 20270 حالة، فيما بلغ عدد الوفيات 340، وبلغت حالات الشفاء 12718 حالة، ووفق وزارة الصحة التابعة للنظام، فقد بلغ عدد الإصابات بمناطق سيطرتها إلى 11434 منها 5350 شفاء، في حين وصل عدد الوفيات إلى 711، وبلغت حصيلة الوباء بمناطق سيطرة "قسد"، 7,955 إصابة منها 271 وفاة و 1,130 شفاء.

وكبقية مناطق العالم، كان لوباء كورونا أثر بالغ على حياة السوريين عامة، بسبب ضعف الإمكانيات الطبية لمواجهة الوباء، علاوة عن انتشار المرض في مناطق المخيمات وبين النازحين المشردين في مناطق شمال غرب سوريا، والتي كان لها أثر بالغ على حياتهم وحالتهم الصحية.

وعلى صعيد آخر، فقد كثف طيران التحالف الدولي خلال أشهر النصف الثاني من عام 2020، من غاراته الجوية على مناطق شمال غرب سوريا، في وقت تراجعت تلك الغارات بمناطق شمال شرق سوريا حيث بؤر تنظيم داعش، وطال القصف شخصيات عسكرية من تنظيمات حراس الدين وداعش وهيئة تحرير الشام.


سياسياً، لم يحمل عام 2020 أي جديد للسوريين، مع استمرار انعقاد جلسات مجلس الأمن الدولي لعدة مرات بشأن التصعيد العسكري في سوريا، وبشان ملفات إنسانية أخرى، دون تقديم أي نتائج أو التوصل لأي قرارات تضغط على النظام وحلفائه لوقف المحرقة، وذلك بسبب الفيتو الروسي الصيني الذي عمل على تعطيل أي قرار دولي جامع.

وواصلت اجتماعات "اللجنة الدستورية" السورية، في جنيف والتي تأثرت بانتشار وباء كورونا، إلا أن الاجتماعات التي جرت خلال العام، لم تحمل أي بشرى للسوريين، فقد واصل النظام تعطيل عمل اللجنة والدخول في سجالات ونقاشات أخرى، في وقت بقي وفد المعارضة بخطابه الخشبي دون اتخاذ أي خطوة لمقاطعة تلك المسرحية الهزلية وفق ماوصفها الكثير من السياسيين والحقوقيين.

وفي الأول من شهر حزيران، دخل "قانون قيصر"، مرحلة التنفيذ بعد أنّ عدة مراحل سابقة منها مصادقة مجلس الشيوخ الأميركي وتوقيع الرئيس الأمريكي عليه، ويقضي القانون بفرض عقوبات جديدة على نظام الأسد وملاحقة المتعاملين معه لمسؤوليتهم عن جرائم الحرب التي ارتكبت في سوريا على يد ميليشيات النظام وحلفائها.

وشهد عام 2020 زخماً في فرض العقوبات الاقتصادية الأمريكية والأوروبية على النظام السوري وحلفائه، واستهدفت العقوبات الأمريكية والأوروبية كيانات ومسؤولين لدى النظام السوري ورجال أعمال موالين له، على خلفية الانتهاكات التي ارتكبتها السلطات السورية، ضد المدنيين منذ 9 أعوام.

إنسانياً، استخدمت روسيا والصين حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن، ضد تمديد آلية إيصال المساعدات الدولية عبر تركيا، وعملت روسيا في شهر تموز على تمرير مشروع قرار لـ "إعادة ترخيص معبر حدودي واحد فقط ، باب الهوى، لمرور المساعدات الإنسانية لمدة ستة أشهر" والذي رفضه مجلس الأمن، قبل أن يعتمد في 11 تموز قرارا قدمته ألمانيا وبلجيكا، تم بموجبه تمديد آلية المساعدات الأممية العابرة للحدود إلى سوريا من معبر واحد "باب الهوى" على الحدود التركية، لمدة عام.

ولعل عام 2020 كان الأشد وقعاً على السوريين من الناحية الإنسانية، سواء في مناطق سيطرة النظام التي انتشر فيها الفقر والجوع بعد انخفاض قيمة الليرة السورية لمستويات قياسية وصلت لحد 300 ليرة للدولار الواحد، مع مواصلة النظام وميليشياته سلب خيرات البلاد، وترك المدنيين لمصيرهم يلاحقون رغيف الخبز ويقفون بطوابير لعدة كيلوا مترات للحصول على الوقود.

وفي مناطق شمال غرب سوريا، كان للعام الفائت وقعاً كبيراً، مع نزوح أكثر من مليون إنسان وسلخهم من قراهم وبلداتهم ليغدو مشردين في مخيمات عشوائية، علاوة عن وجود ملايين عدة مشردين في مخيمات باتت موطناً بديلاً لهم مع استمرار خذلانهم من القوى العالمية، عانوا ما عانوه ولا يزالون من قساوة الصيف وبرد الشتاء وقلة الدخل وانتشار البطالة وغلاء الأسعار.

ويغادر 2020، بما حمله من مآسي وآلام للسوريين من مختلف النواحي، ويدخل عام 2021 على العالم بأسره وسط حالة شلل اقتصادية كبيرة بسبب استمرار انتشار وباء كورونا، في وقت يأمل السوريين كغيرهم من باقي الشعوب المستضعفة، الخلاص من الطغاة والعودة لمناطقهم التي هجروا منها بدون الأسد ونظامه، مؤكدين تمسكهم بثورتهم ومطالبهم التي صدحت بها حناجرهم منذ عشر سنوات ولم ينكسروا.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ