صورة شبكة شام
صورة شبكة شام
● أخبار سورية ٢٢ أبريل ٢٠٢٤

لم تشفع إصابته وقتاله في صفوف الهيئة.. الكشف عن ضحية جديدة في مسالخ "الجـ ولاني" البشرية

علمت شبكة "شام" من مصادر محلية بريف حلب الجنوبي، أن عائلة الشاب "عبيد الفاضل الشيحان"، تلقت خبر إعدامه في سجون "هيئة تحرير الشام"، بعد اعتقال دام قرابة ثلاث سنوات، تعرض خلالها لصنوف متعددة من التعذيب في مسالخ "الجولاني" البشرية، في وقت لايزال مصير مئات المعتقلين المغيبين مجهولاً.

وقالت المصادر، إن العائلة تلقت بلاغتاً من إحدى الجهات الأمنية في الهيئة، تفيد بتنفيذ حكم القصاص بحق الشاب، بتهمة (الانتماء لتنظيم داعش وقتل المجاهدين)، في حين رفضت تسليم جثته لذويه وأخفت مصيرها في جريمة أخرى تضاف لجرائم القوى الأمنية التابعة لهيئة تحرير الشام.

ووفق معلومات "شام"، فإن الشاب المنحدر من ريف حلب الجنوبي، كان من أوائل الملتحقين بالحراك الثوري، وحمل السلاح مبكراً وقاتل في صفوف القوى العسكرية ضد النظام، قبل التحاقه بـ "جبهة النصرة سابقاً (هيئة تحرير الشام حالياً)" عام 2014، وقاتل في صفوفها في ريف حلب الجنوبي وشرقي سكة الحديد ضد النظام وداعش.

وأفادت مصادر "شام" أن الشاب، تعرض لعدة إصابات، سببت له شلل مؤقت في قدميه ويده، ولم تمنعه إصابته من مواصلة العمل في صفوف الجبهة، لنتقل للعمل في المكتب الدعوي في بلدة الغدفة بريف إدلب الشرقي، قبل تسلمه مضافة في منطقة الحص التابعة لقاطع البادية في "جبهة النصرة".

وجرى اعتقال الشاب قبل ثلاثة أعوام، على خلفية التحاقه بـ "الحزب الإسلامي التركستاني" ومشاركته في الرباط في صفوفهم، في الفترة التي كانت تعمل "هيئة تحرير الشام"، على ملاحقة كوادر الحزب ضمن عملية تفكيكه وسحب أسلحته بريف إدلب، وكانت فشلت في اعتقال الشاب لأول مرة بعد نصب كمين له غربي مدينة إدلب، إلا أنه قامت بتعقبه واعتقلته في وقت لاحق بعد تركه فصيل التركستان بأشهر.


ووفق المعلومات، فقد تعرض خلال سنوات اعتقاله لصنوف متعددة من التعذيب، وفق ماأعلم بها عائلته التي سمح لها بزيارته لمرات عدة في سجن حارم، حتى أنه جرى بتر إحدى أصابع قدمه خلال التعذيب، وأبلغت الهيئة عائلته بتنفيذ حكم الإعدام بحقه "القصاص"، دون أن تسلم جثته، وأعلمتهم أن التنفيذ حصل قبل عدة أشهر.

ولمرة جديدة، يتكشف الوجه الحقيقي لأجهزة "الجولاني" الأمنية، التي أمعنت في ممارسة التعذيب في السجون التي تشرف عليها في "حارم - الشيخ بحر - الزنبقي - باب الهوى - سرمدا - مدينة إدلب  ... إلخ"، وسابقاتها التي اشتهرت بالمظالم والبطش أبرزها "العقاب" في جبل الزاوية، لم يتم التحقيق في أي لجنة قضائية مستقلة في آلاف القضايا التي غُيب مصير أصحابها، إذ لم يكن هناك فصيل عسكري يطالب بالتحقيق ويضغط لكشف ملابساتها كما حصل اليوم.

وفي 23 شباط المنصرم، أبلغت الهيئة عائلة الشاب "أبو عبيدة الحكيم" التابع لـ "جيش الأحرار"، وفاته خلال التحقيق معه خلال فترة اعتقاله، ووفق مصادر "شام" فإن الشاب سلم نفسه للهيئة قبل تسعة أشهر، بعد ورود اسمه في التحقيقات مع معتقلين من الهيئة في قضية ترتبط بالعمالة، وأن الشاب كان واثقاً من براءته لذلك سلم نفسه للتحقيق.

وفي أول شهر آذار، كشفت عائلة الشاب "عثمان هنو"، المعتقل في سجون "هيئة تحرير الشام"، عن تلقيها بلاغ من "جهاز الأمن العام" التابع للهيئة، يفيد بوفاة الشاب في المعتقل، بعد أشهر من المماطلة في الإفصاح عن مصيره، وفق ماأكد نشطاء من محافظة حماة.

وفي السابع من آذار، كانت تلقت عائلة الشاب ""محمد جلغوم"، المنحدر من بلدة تلعاد، خبراً من جهاز الأمن العام، يفيد بتصفيته في سجون "هيئة تحرير الشام"، ليفصح عن جريمة جديدة من جرائم القتل والتصفية في "مسالخ الجولاني البشرية"، في لايزال المئات من المغيبين مجهولي المصير منذ سنوات.

وأفادت مصادر "شام" أن عائلة الشاب، تلقت بلاغاً من "جهاز الأمن العام" يعلمها بتصفية الشاب المنحدر من قرية تلعاد بريف إدلب الشمالي والمعتقل لدى الهيئة منذ قرابة ثلاث أعوام، ولم يفصح عن سبب وتاريخ الوفاة، كما أنه رفض تسليمهم الجثة، ولم يكشف مكان دفنها.

وسبق أن نشرت شبكة "شام" الإخبارية تقريراً بعنوان (روايات صادمة عن التعذيب في سجون "هيـ ـئة تحـ ـرير الشـ ـام" وهذه أبرز أشكالها)، تطرقت فيها عما كشفته الأحداث الأخيرة المتعلقة باعتقال المئات من كوادر "هيئة تحرير الشام"، بتهم العمالة بينهم قادة بارزون، ومن ثم الإفراج عنهم، لتكشف عن استمرار النهج لدى الذراع الأمني في الهيئة، في تطبيق شتى أنواع الممارسات في تعذيب المعتقلين، حتى عناصر الهيئة أنفسهم لم يسلموا منها.

وتحدث التقرير عن روايات متعددة وصلت لشبكة "شام" عبر عدد من المفرج عنهم من كوادر "هيئة تحرير الشام" في قضية العملاء، أكدوا تعرضهم للتعذيب والإهانة بأصناف شتى، من قبل أمنيين في غالبيتهم مجهولي الهوية، خلال فترة اعتقالهم، كما كشفت المقاطع التي روجت لاستقبال المفرج عنهم من قيادات عدة، عن تعرضهم للضرب والتعذيب، وهذا ما أقره أيضاً "أبو محمد الجولاني" وقال إن هناك أخطاء حصلت في التحقيقات.

ليس الضرب والشبح وحده، والاحتجاز في ظروف غير إنسانية فحسب، بل هناك أصناف عديدة مورست بحق المعتقلين من قيادات الهيئة وعناصرها منهم قادة كبار معروفين، وفق ماقال أحد المفرج عنهم لشبكة "شام"، متحدثاً عن ضرب وتعنيف بالكرباج والشبح والسلاسل، بالتوازي مع إهانات لفظية تطعن في الدين والأعراض، وتهدد بالقتل والتنكيل حتى الموت، أو الاعتراف.

وفي تقرير حقوقي سابق، قالت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، إن الهيئة تمكنت من ابتكار أساليب تعذيب مميزة، وسجلت 22 أسلوب تعذيب، وقد يتعرض المحتجز غالباً لأزيد من أسلوب تعذيب واحد، وزعتها الشبكة إلى ثلاثة أصناف رئيسة وهي( 13 من أساليب التعذيب الجسدي - 8 أساليب تعذيب نفسي - أعمال السخرة).


وأشارت الشبكة إلى أن "هيئة تحرير الشام" تستخدم أساليب تعذيب متعددة ضمن مراكز الاحتجاز التابعة لها، مؤكدة أنها تشابهت إلى حدٍّ ما مع أساليب التعذيب التي يمارسها النظام في مراكز احتجازه، وأن هناك تشابهاً حتى ضمن استراتيجية التعذيب التي تهدف إلى إجبار المحتجز على الاعتراف، وتتم محاكمته بالتالي بناءً على اعترافات انتزعت منه تحت التعذيب.

 

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ