مصادر تكشف فحوى لقاء قائد "قسد" بجنرال روسي لإيجاد مخرج يجنبها التهديدات التركية
مصادر تكشف فحوى لقاء قائد "قسد" بجنرال روسي لإيجاد مخرج يجنبها التهديدات التركية
● أخبار سورية ١٨ يونيو ٢٠٢٢

مصادر تكشف فحوى لقاء قائد "قسد" بجنرال روسي لإيجاد مخرج يجنبها التهديدات التركية

كشفت مصادر كردية بارزة في حديث لصحيفة "الشرق الأوسط"، عن فحوى الاجتماع الأخير بين القائد العام لميليشيا "قسد"، مظلوم عبدي، وقائد القوات الروسية العاملة في سوريا الجنرال أليكسندر تشايكو، الجمعة 10 /حزيران)، في سياق المساعي الحثيثة لـ "قسد" لإيجاد مخرج يجنبها العملية العسكرية التركية المحتملة.


ولفتت المصادر إلى أن الاجتماع بحث قضايا عسكرية وملفات أمن الحدود والعرض الروسي بإدماج "قسد" في منظومة جيش النظام، إلى جانب نشر المزيد من قوات الأسد على طول الشريط الحدودي السوري - التركي، وتعزيز مواقعها في نقاط التماس الفاصلة بين "قسد" والمعارضة من الحسكة إلى ريف حلب.


كما تناول الاجتماع - وفق المصادر - دور القوات الروسية كضامن للاتفاقات الجانبية بين القوى الحليفة والمتصارعة بالمنطقة، وتثبيت عمليات وقف إطلاق النار والحفاظ على خفض التصعيد بين كل الجهات العسكرية.

وقالت المصادر، إن مظلوم عبدي أعاد تذكير الجنرال الروسي بأن قوات الأسد المنتشرة في مناطق سيطرة "قسد" كانت باتفاق وتفاهم بينهم وبين النظام بضمانة روسية، على أن يبقى قوام عددها كما هو متفق عليه، مشيرة إلى أن هذه القوات تتولى مهام الفصل مع الجيش التركي، كما تتولى حماية مخافر في المناطق الحدودية.


ولفتت إلى أن قيادة (قسد) أبدت استعدادها للتنسيق والقتال مع قوات النظام لصد أي تحرك تركي للشمال السوري، لكن (مظلوم عبدي) شدد على أنه لا حاجة لإرسال قوات إضافية للنظام، مشدداً على ضرورة استخدام جيش النظام أنظمة الدفاع الجوي ضد الطائرات التركية.


وطالب عبدي - حسب المصادر ذاتها- الجانب الروسي بتعزيز قواته في مدينتي منبج وعين العرب (كوباني) شرق حلب، وقالت المصادر إن عبدي "طالب القيادة الروسية، لكونها ضامنة للحفاظ على خفض التصعيد، بأن تمنع أي جهة في استغلال التهديدات لتحقيق مكاسب على الأرض"، في إشارة الى مساعي قوات الأسد لتعزيز قبضتها على كامل الأراضي السورية.

وفي تقرير سابق، علمت "شام" عبر مصادرها أن لقاءات عدة جمعت "مظلوم عبدي" قائد ميليشيا "قوات سوريا الديمقراطية" مع جنرالات روس منهم الجنرال "أليكسندر تشايكو"، إضافة لاجتماعات أخرى بين قيادات من النظام وقسد، تطرقت للخطوات التي يمكن العمل عليها لمواجهة العملية العسكرية التركية.

وأوضحت مصادر "شام" أن روسيا عرضت على "قسد" تسليم المناطق الرئيسية في "تل رفعت ومنبج" للنظام، ورفع أعلامه، والسماح بدخول أرتال النظام بشكل علني، إلا أن "قسد" أبدت تخوفها من دخول قوات كبيرة للنظام على مستقبل سيطرتها على المنطقة في حال لم تحصل العملية التركية، كون لايوجد اتفاق ملزم يجبر قوات النظام على الانسحاب لاحقاً.

ولفتت المصادر إلى أن "قسد" قبلت بنشر مخافر للنظام على الخط القريب من مناطق التماس مع الجيش الوطني والشريط الحدودي مع تركيا، ورفع أعلام النظام هناك، بينما رفضت السماح للنظام بالدخول للمدن الرئيسية كـ "منبج وتل رفعت"، والسماح بسيطرة النظام على الدوائر الرسمية وفرض سيطرته هناك.

وأكدت مصادر لشبكة "شام" دخول رتل عسكري للقوات الروسية إلى قاعدة السعيدية بريف منبج، وتوجه قسم آخر إلى قاعدة السبت في صرين، في وقت تقوم قوات سوريا الديمقراطية بحشد عناصرها على الجبهات القريبة من خطوط التماس مع النظام جنوبي منبج.

وجاء حشد "قسد" وفق مصادر "شام" من تخوفها أن يبادر النظام للتوسع على مناطق سيطرتها في المنطقة، مستغلاً ولاء بعض العشائر هناك للنظام، وإمكانية استمالتهم لصالحه، وبالتالي خسارة "قسد" لهذه المناطق لصالح النظام.

وكانت رصدت وكالة "الأناضول" التركية، مدينة تل رفعت المحتلة من قبل الميليشيات الانفصالية، والتي من المتوقع أن تكون هدفاً للعملية العسكرية التركية المرتقبة، في وقت تواصل الميليشيا تكتيك التخفي في المدينة التي تبعد 18 كم عن الحدود التركية وتشترك في خط الجبهة مع منطقة "درع الفرات" شمال محافظة حلب.

وأظهرت مشاهد التقطتها الوكالة، من نقاط مركزية خارج المدينة، الخميس، التنظيم الإرهابي يرفع علم نظام الأسد على تل المدينة الواقعة في ريف حلب، وكتب التنظيم على جانب التل المطل على المدينة اسم "بشار الأسد" بالحجارة، إلا أنه لم يُلاحظ وجود عناصر أو مليشيات تابعة للنظام وسط المدينة.

يأتي ذلك في وقت تعيش ميليشيا "قوات سوريا الديمقراطية"، حالة من التخبط والفوضى، في مدينة منبج الخاضعة لسيطرتها بريف حلب الشرقي، وسط معلومات تؤكد إخلاء سجون الميليشيا من المعتقلين، وتوقف عمل بعض المنظمات الدولية، علاوة عن هروب المئات من عائلات قيادات التنظيم باتجاه محافظة الرقة.

وتأتي حالة التخبط، مع استمرار التهديدات التركية بشن عملية عسكرية جديدة شمال شرقي سوريا، من المتوقع أن تستهدف مناطق سيطرة الميليشيا في تل رفعت ومنبج، حيث أكدت مصادر لشبكة "شام" أن القوى الأمنية التابعة للميليشيا بادرت لإخلاء مئات المعتقلين في سجونها ونقلهم باتجاه محافظة الرقة.

وتفيد معلومات "شام" بأن قوى الأمن الداخلي التابعة لـ "قسد" قامت بإخلاء المعتقلين في سجني "المالية والمركزي" في مدينة منبج باتجاه محافظة الرقة، كما قامت عائلات قيادات التنظيم بالهروب من المدينة خلال الأسبوع الفائت، في وقت أعلنت بعض المنظمات الدولية في المدينة وقف نشاطها في الوقت الحالي.

وفي تقرير سابق نشرته "شام"، قالت مصادر خاصة من مدينة منبج الخاضعة لسيطرة ميليشيا "قسد"، إن قوات "مجلس منبج العسكري" التابع للميليشيا، يقوم بحفر الأنفاق في المدينة، ضمن مركز السوق وعدة أحياء أخرى، تحسباً لأي عملية عسكرية تركية مرتقبة على المنطقة، إضافة لمآرب أخرى.

ولفتت مصادر شبكة "شام"، إلى أن الأنفاق امتدت من جانب مقبرة الشيخ في الجهة الجنوبية من مدينة منبج إلى السوق الرئيسية عند جامع العلائي، في وقت لاتزال تمتد تلك الأنفاق الى طريق حلب في الجهة الغربية من منبج.

ومنذ مطلع عام 2019، بدأت قوات سوريا الديمقراطية بحفر الأنفاق في محيط مدينة منبج، بريف حلب الشرقي، حيث حفرت أنفاقاً تتجاوز الـ ١٤٠ كم، موزعة من "دوار المطاحن جنوبي منبج حتى قرية تل أسود الواقعة غربي الخفسة بطول ٤٠ كم، والقسم الثاني من "سد تشرين جنوبي شرقي منبج  مروراً بناحية أبو قلقل جنوبي منبج، وانتهاء بمفرق أبو قلقل جنوبي منبج  بطول ٣٠ كم، والقسم الثالث من دوار المطاحن جنوبي منبج الى جسر قره قوزاق شرقي منبج ٣٥ كمـ أما القسم الرابع من منطقة الأربعة كيلو شمالي منبج حتى منطقة عون الدادات ٢٥ كم.

وتتصاعد حدة التصريحات التركية بشأن شن عملية عسكرية قريبة على مناطق سيطرة ميليشيا قوات سوريا الديمقراطية" بريف حلب الشمالي والشرقي، والتي تشكل منطقة "تل رفعت" ومحيطها هدفاً محتملاً، في وقت بات التخبط واضحاً في صفوف الميليشيا في تلك المنطقة التي سلبت بالغدر قبل أكثر من ستة سنوات وهجر أهلها منها.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ