صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
● أخبار سورية ٣ أبريل ٢٠٢٤

نظام الأسد يُطالب "الأمم المتحدة" بتحمل مسؤولياتها وإدانة اعتداءات "إسرائيل" المتكررة بسوريا

طالب "قصي الضحاك" مندوب نظام الأسد لدى الأمم المتحدة، المؤسسة الدولية، بتحمل مسؤولياتها، وإدانة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، في ظل تصاعد الإدانات الدولية على قصف القنصلية الإيرانية في سوريا، دون أي رد من نظام الأسد وإيران.

وقال الضحاك خلال اجتماع لمجلس الأمن عقد بطلب من روسيا، إن "مبنى القنصلية الإيرانية الذي تم استهدافه يقع في منطقة مكتظة بالمدنيين، ويبعد أمتارا قليلة عن مقرات بعثات دبلوماسية أجنبية ومنظمات دولية بما فيها برنامج الأغذية العالمي، إضافة إلى مشفى خاص، وكليات تابعة لجامعة دمشق، وعدد من المصارف والشركات الخاصة".

وأضاف: "كما يعبر هذه المنطقة الحيوية يوميا آلاف المدنيين باعتبارها شريانا أساسيا للتنقل في المدينة، وقد تعرض عدد من هؤلاء لإصابات بالغة جراء هذا العدوان الإرهابي الذي يشكل سابقة خطيرة وانتهاكا جسيما للمواثيق والأعراف الدولية التي تكفل حماية المقرات الدبلوماسية والعاملين فيها وحصانتها وحظر أي اعتداءات عليها، بما في ذلك اتفاقيتي فيينا للعلاقات الدبلوماسية والقنصلية، واتفاقية منع الجرائم بحق الأشخاص المحميين دوليا بمن فيهم الطواقم الدبلوماسية، والمعاقبة عليها".

واعتبر الضحاك أن "سلطات الاحتلال الإسرائيلي ما كانت لتقدم على هذا العدوان على مقر دبلوماسي محمي بموجب القانون الدولي، وعلى غيره من الأعيان المدنية من مطارات وموانئ وأحياء سكنية، لولا الدعم الأمريكي الأعمى الذي وفر لها، على مدى عقود، مظلة من الرعاية والإفلات من العقاب، ومكنها من ارتكاب أبشع الفظائع، وآخرها جريمة الإبادة الجماعية والجرائم الوحشية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني منذ ما يقرب من الستة أشهر".

وأضاف: "تحمل سوريا مجرمي الحرب في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، وشركاءهم في الإدارة الأمريكية، المسؤولية الكاملة عن تلك الاعتداءات وتبعاتها على السلم والأمن الإقليميين والدوليين، وتطالب الأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتها الأساسية في إدانة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة والتحرك بشكل فوري لوضع حد لها ومنع تكرارها ومساءلة مرتكبيها وضمان عدم إفلاتهم من العقاب".

وكانت اتهمت روسيا خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، "إسرائيل" بالسعي إلى "تأجيج" النزاع في الشرق الأوسط، محملة إياها مسؤولية الضربة "غير المقبولة" التي استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق الاثنين وأسفرت عن مقتل شخصيات قيادية إيرانية بارزة.

وطالب مندوب روسيا الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، المجتمع الدولي إلى إدانة الإجراءات الإسرائيلية التي تنتهك سيادة سوريا وحصانة المنشآت الدبلوماسية، وسبق أن أدانت خارجية روسيا استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق.

وقال نيبينزيا، في اجتماع لمجلس الأمن الدولي، يوم الثلاثاء، حول الغارة الإسرائيلية التي استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق: "إننا ندعو المجتمع الدولي إلى الإدانة غير المشروطة للأعمال المتهورة التي تقوم بها إسرائيل، والتي تنتهك سيادة الجمهورية العربية السورية وحرمة المنشآت الدبلوماسية".

وأضاف أن روسيا تعتبر أنه "من الضروري لجميع الأعضاء المسؤولين في المجتمع الدولي تقديم تقييم قانوني موضوعي للعدوان الإسرائيلي في منطقة الشرق الأوسط"، موضحا أن إسرائيل "لا تتجاهل أحكام ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة ذات الصلة فحسب، بل يتجاهل أيضا المبادئ الأساسية لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية والقنصلية".

وكان دان سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، خلال مباحثات مع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي أحمديان، الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية بدمشق.

وقال المكتب الصحفي لمجلس الأمن الروسي في بيان له: "أدان نيكولاي باتروشيف بشدة الغارة الجوية الإسرائيلية على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق". مؤكدا أن هذا العمل "محفوف بتصعيد للتوتر لا يمكن السيطرة عليه".

وندد السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبنزيا خلال جلسة لمجلس الأمن بـ"الانتهاك الصارخ" لسيادة سوريا، مؤكدا أن موسكو "ترى أن هذه الأفعال العدوانية من جانب إسرائيل تهدف إلى تأجيج النزاع"، مضيفا "أنها غير مقبولة على الإطلاق ويجب أن تتوقف".

ونفت الولايات المتحدة الأمريكية، على لسان منسق الاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض جون كيربي، تورطها أو أي علاقة لها في الضربة الإسرائيلية التي استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق، وقال كيربي بعدما طلب منه الصحافيون التعليق على تصريحات المستشار السياسي لخامنئي: "دعوني أكون واضحا. لاعلاقة لنا بالهجوم على دمشق. ولم نشارك فيه".

وذكر موقع "أكسيوس" نقلاً عن مسؤول أمريكي بأن واشنطن أبلغت طهران بأنها "ليست لها أي علاقة" أو علم مسبق بالضربة الإسرائيلية. وقال مسؤولان أمريكيان لشبكة "إن بي سي" إن الإدارة الأمريكية أُبلغت بالهجوم على القنصلية الإيرانية بدمشق حين كانت الطائرات الإسرائيلية تحلق ولم تكن تعلم بالهدف.

وكان قال علي شمخاني المستشار السياسي للمرشد الروحي الإيراني آية الله علي خامنئي، إن الولايات المتحدة مسؤولة بشكل مباشر عن الغارة التي شنتها القوات الجوية الإسرائيلية على القنصلية الإيرانية، والتي أسفرت عن مقتل عميدين من "الحرس الثوري الإسلامي".

وكتب على منصة "إكس": "الولايات المتحدة تظل مسؤولة مباشرة، سواء أكانت على علم بنية إسرائيل تنفيذ هذا الهجوم أو لم تكن"، وأعلن وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان أنه أرسل "رسالة مهمة" إلى الولايات المتحدة عبر القائم بأعمال السفارة السويسرية في إيران التي تمثل المصالح الأمريكية في ظل غياب العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

ولفت عبد اللهيان عبر منصة "إكس": "خلال هذا الاستدعاء، تم شرح البعد الإرهابي للهجوم ولجريمة النظام الإسرائيلي"، مضيفا أنه "تم التأكيد على مسؤولية الحكومة الأمريكية"، وعزا توجيه رسالة لواشنطن "إلى اعتبارها شريكا للنظام الصهيوني"، مضيفا أنها "يجب أن تتحمل المسؤولية".

في السياق، حثت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة مجلس الأمن الدولي على استنكار الهجوم "بأشد العبارات الممكنة". وقالت إن الهجوم "تهديد كبير للسلام والأمن الإقليميين"، مشيرة إلى أن طهران تحتفظ بالحق في "اتخاذ الرد الحاسم"، ووصفت الضربة بأنها "انتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي والمبدأ الأساسي المتمثل في حرمة المباني الدبلوماسية والقنصلية".

وكانت أدانت العديد من الدول العربية والإسلامية، والتشكيلات العسكرية، في بيانات متعددة، الاستهداف الإسرائيلي الذي طال مبنى قرب القنصلية الإيرانية وسط دمشق، والذي أدى لمقتل العديد من قادة الحرس الثوري الإيراني، ومتزعمي الميليشيات في سوريا ولبنان، في ضربة ليست الأولى ولكنها الأشد في موقعها ونتائجها.

ونعت ميليشيات "الحرس الثوري الإيراني"، الجنرال البارز "محمد رضا زاهدي" يوم الاثنين 1 نيسان/ أبريل، إلى جانب 6 عسكريين إيرانيين آخرين ممن أجرموا بحق الشعب السوري، نتيجة الغارة الجوية الإسرائيلية التي طالت القنصلية الإيرانية وسط دمشق.

وإلى جانب "زاهدي"، قتل نائبه الحاج رحيمي، و الجنرال حسين أمين الله، رئيس أركان فيلق القدس في سوريا ولبنان، ونعت ميليشيات الحرس الثوري الإيراني 5 آخرين هم: "مهدي جلالاتي، محسن صدقات، علي آغا بابائي، علي صالحي روزبهاني".

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ