تقرير لمجلة "أويل برايس" يسلط الضوء على خطط روسيا تجاه مشروعات الطاقة بسوريا
تقرير لمجلة "أويل برايس" يسلط الضوء على خطط روسيا تجاه مشروعات الطاقة بسوريا
● أخبار سورية ٢٣ سبتمبر ٢٠٢٠

تقرير لمجلة "أويل برايس" يسلط الضوء على خطط روسيا تجاه مشروعات الطاقة بسوريا

سلطت مجلة "أويل برايس" في تقرير للمحلل سايمون واتكينز، الضوء على خطط ومشاريع روسيا تجاه مشروعات الطاقة في سوريا، لافتاً إلى أن سوريا مهمة لروسيا لثلاثة أسباب رئيسية، في وقت باتت روسيا تسابق الزمن لتمكين قبضتها العسكرية والاقتصادية وعلى مستويات أخرى في سوريا بعد خمس سنوات من بدء تدخلها.


وذكر الكاتب هذه الأسباب فكان أولها أن سوريا تعتبر النقطة الغربية والأساسية للهلال الشيعي الذي يمتد من لبنان وسوريا وعبر العراق إلى إيران ومن ثم جنوبا إلى اليمن، وهو المحور الذي تقوم موسكو برعايته ولعدة سنوات كنقطة مواجهة لمجال التأثير الأمريكي ومركزه السعودية.

أما السبب الثاني وفق ترجمة موقع "عربي21" : لأن سوريا تمنح موسكو شريطا ساحليا طويلا تستطيع من خلاله نقل منتجات الغاز والطاقة الروسية لحلفائها (خاصة إيران) أو لمراكز الغاز الطبيعي في اليونان وإيطاليا أو إلى شمال وغرب وشرق أفريقيا.

والسبب الثالث: الأهمية العسكرية حيث تدير القاعدة البحرية في طرطوس وقاعدة جوية في اللاذقية وقاعدة تنصت أخرى خارج اللاذقية، في وقت تمتلك سوريا كميات مهمة من الغاز الطبيعي والنفط وقد تجنب روسيا الكلفة التي تتحملها كجزء من المناورات الجيوسياسية. وتعمل روسيا الآن على 40 مشروعا رئيسيا في هذا القطاع.

وبحسب يوري بوريسوف نائب لرئيس الوزراء الروسي تعمل روسيا الآن على إعادة تأهيل 40 منشأة للطاقة في سوريا كجزء من إعادة تأهيل قطاع الغاز والنفط ولكي يعود إلى العمل كما كان عليه قبل عام 2011.

وفهمت "أويل برايس" من مصادر روسية في صناعة النفط والغاز في موسكو أن المشاريع التي تحدث عنها نائب رئيس الوزراء الأسبوع الماضي هي عبارة عن مذكرة تفاهم معدلة وقعتها سوريا مع روسيا في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر 2017، ولا تشتمل على 40 مشروع طاقة فقط بل وأكثر.

وفي البداية سيتم التركيز على توسيع قطاع الطاقة بناء على الخطة الأصلية التي وقعها وزير الكهرباء في حينه محمد زهير خربوطلي ووزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، ويغطي الاتفاق عملية إعادة إعمار وتأهيل شاملة للمحطة الحرارية في حلب ومنشآت الطاقة في دير الزور وتوسيع قدرات محطات محردة وتشرين بهدف إعادة تفعيل شبكة كهرباء سوريا وإصلاح مراكز التحكم للشبكة حتى دمشق.

وإلى جانب هذه الاتفاقيات هناك تصريحات تعود إلى كانون الأول/ديسمبر 2017 وبعد لقاء نائب رئيس الوزراء الروسي ديمتري روغوزين مع الرئيس الأسد، قال فيها إن "روسيا هي البلد الوحيد الذي سيلعب دورا في إعادة بناء منشآت الطاقة السورية".

ويتزامن ذلك، مع إعطاء الأولوية لمشروع البنية التحتية وإصلاح وتقوية وتحديث مصفاة النفط في حمص (وكذا بانياس) التي تضررت في الهجوم في كانون الأول/ديسمبر الماضي، وتقود المشروع العملي شركة مابنا الإيرانية وعدد من الشركات الروسية بمرحلة إنتاج أولى 140 ألف برميل في اليوم. أما المرحلة الثانية فستكون 240 ألف برميل في اليوم وفي الثالثة 360 ألف برميل في اليوم.

ونقل "أويل برايس" عن مصدر مقرب من وزارة النفط الإيرانية قوله: "الهدف هو استخدامها لتكرير النفط الإيراني المنقول عبر العراق حال الحاجة وقبل نقله إلى جنوب أوروبا"، وتهدف روسيا إلى جعل سوريا ممرا لنقل النفط إلى أوروبا بعد نهاية الحرب.


وقال المصدر: "في مرحلة التخطيط لما بعد النزاع التي تقوم بها أمريكا وأوروبا وروسيا، سيكون هناك ثلاثة خيارات لسوريا على الطاولة". موضحا أن الخيار الذي تقوده أمريكا هو نقل الغاز من قطر عبر السعودية إلى الأردن ومن ثم إلى سوريا حيث يتدفق نحو تركيا وبقية أوروبا، مما سيخفف من اعتماد القارة على إمدادات الغاز الروسية.

أما الخيار الذي تفضله أوروبا وتشترك به قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة في سوريا فيقوم على إحضار خبراء الطاقة من مجلس الأمن الدولي وترك أنابيب الغاز تتطور مع مرور الوقت، سواء كان خط (قطر- سوريا- تركيا) أم خط (إيران- العراق- سوريا). وسيعطي دول الاتحاد الأوروبي الفرصة لكي تقوم مصادر الطاقة تدريجيا وبالتساوق مع خططها بتخفيف اعتمادها على الغاز الروسي.

ومن بين هذه الخيارات، الخيار الروسي وهو الباقي على الطاولة ويقوم على إنعاش خط إيران – العراق- سوريا. ونقل الغاز الإيراني ولاحقا الغاز العراقي من حقل غاز الشمال إلى سوريا ومن ثم إلى أوروبا.

وقال المصدر الإيراني: "سيشجع خيار كهذا على التعاون بين منتدى الدول المصدرة للغاز، ولكن الكتلة الأمريكية-السعودية والأوربية تعارض هذا الخيار لأن منتدى الدول المصدرة للغاز يتكون من 11 دولة في العالم تقود عملية إنتاج الغاز، وهي: (الجزائر، بوليفيا، مصر، غينيا الاستوائية، إيران، ليبيا، قطر، روسيا، ترينداد أند توباغو، وفنزويلا)".

وتسيطر المجموعة على 70 بالمئة من احتياطي الغاز في العالم و38 بالمئة من أنابيب تجارته و85 بالمئة من الغاز الطبيعي المسال مما يجعلها منظمة "أوبك للغاز بلس"، وتمثل تهديدا على أمريكا وأوروبا، كما يقول المصدر الإيراني.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ