عبر موانئ ليبيا ... نظام الأسد يصدر الكبتاغون لدول العالم ويحقق أرباح كبيرة
عبر موانئ ليبيا ... نظام الأسد يصدر الكبتاغون لدول العالم ويحقق أرباح كبيرة
● أخبار سورية ١٣ أكتوبر ٢٠٢٠

عبر موانئ ليبيا ... نظام الأسد يصدر الكبتاغون لدول العالم ويحقق أرباح كبيرة

نشر موقع "عربي21" تفاصيل بشأن تهريب النظام السوري الكبتاغون (المخدر) إلى ليبيا، لصالح اللواء المتقاعد في الشرق الليبي خليفة حفتر، مؤكداً عن مصادره أن نظام الأسد، يقوم بشكل مستمر بإرسال شحنات "عبر ميناء اللاذقية" إلى ليبيا، من الكبتاغون، واسمه العلمي فينيثايلين (Fenethylline) الذي يعد عبارة عن حبوب مدمنة جدا ومخدرة.

"تجارة الموت".. بهذا الاسم المرعب عبّر الكاتب السوري والدبلوماسي السابق في ليبيا، غازي دحمان، عن خطورة تصدير النظام السوري الكبتاغون، وكشف دحمان وفق ما صرح به لـ"عربي21"، أن النظام السوري يقوم بشحن الكبتاغون إلى بنغازي في الشرق الليبي، التي تقع تحت سيطرة قوات حفتر، التي تعد بالنسبة لنظام الأسد منطقة لوجستية تسهل تهريبه في الداخل الليبي وإلى خارج ليبيا كذلك.

وأوضح أن بنغازي الليبية بالنسبة للنظام السوري، تعد منطقة استهلاك وتوزيع، ولفت إلى أن النظام السوري يتعامل وفق آلية معينة لتصدير الكبتاغون إلى الخارج، إذ يقوم بتوزيع المناطق وفق الإقليم الواحد، من حيث التوزيع والاستهلاك، ويعتمد طريقين للتصدير، هما بحرا إلى مناطق معينة بشكل مباشر، وكذلك بحرا ولكن عبر موانئ أوروبية وسيطة، وجوا عبر طيرانه الذي يقوم أيضا بنقل مقاتلين من سوريا إلى ليبيا لصالح حفتر أيضا.

وأضاف وفق معلوماته التي استقاها من مصادر في ميناء اللاذقية، الذي تخرج منه شحنات الكبتاغون إلى خارج سوريا، أن نظام الأسد يستغل حالة الفوضى في ليبيا، ووجود أمراء حرب هناك، ويتخذ حالة عدم الاستقرار فرصة للتهريب، من أجل محاولة التغلب على الأوضاع المالية الصعبة في مناطقه التي يسيطر عليها في سوريا.

ولفتت إلى أن النظام عمد إلى ذلك فمن أجل تخفيف حدّة الأزمة الاقتصادية والمالية التي يعيشها النظام السوري، نتيجة العقوبات ونتائج الحرب المدمرة، وعن طرق التهريب إلى ليبيا أوضح أنها تتم عبر شحنات ترسل بطائرات إلى بنغازي، وشحنات عبر السفن بحرا.

وبين دحمان أن كميات كبيرة يتم إرسالها من سوريا إلى ليبيا بعد أن نشطت حركة الطيران بينهما
، ووفق ما اطلعت عليه "عربي21" فإن طائرات تسير بشكل مستمر بين دمشق وبنغازي وبالعكس، ضمن شركات طيران تابعة للنظام السوري، في مقدمتها "أجنحة الشام للطيران".

وأكد دحمان أن النظام السوري يستغل حركة إرسال روسيا مرتزقة من سوريا إلى ليبيا لصالح حفتر، ليرسل أيضا شحنات كبيرة من الكبتاغون، أما بحرا، فقال دحمان، إن التهريب عبر البحر، يتم بإرسال كميات كبيرة إلى ليبيا عبر موانئ أوروبية، وآخرها ما كشفت عنه السلطات الإيطالية مؤخرا، من شحنات الكبتاغون من سوريا التي تم ضبطها في موانئ إيطاليا.

ولفت إلى أن النظام السوري يستغل بنغازي كبؤرة إقليمية للتجارة في الكبتاغون للاستخدام المحلي والخارجي كمركز للتهريب إلى أوروبا أيضا، لفائدة نظام الأسد وقوات حفتر في الشرق الليبي.

وبحسب مصادر "عربي21"، فإن من بين أهم المناطق التي يقوم النظام السوري بإنتاج الكبتاغون فيها: مناطق اللاذقية وتحديدا في قرية البصة، التي يتواجد فيها مصنع يملكه كمال الأسد قريب رئيس النظام السوري.

وكذلك قرية الصنوبر في اللاذقية، بالإضافة إلى تحويل مناطق حدودية كبيرة بين سوريا ولبنان إلى مناطق إنتاج الكبتاغون، وفق ما أكده دحمان كذلك الذي يرصد حركات النظام السوري في ما يتعلق بتجارته هذه.

وأكد أن البضاعة يتم إنتاجها في مناطق حدودية، وكذلك في القلمون، ثم يتم إرسالها إلى مدينة حلب، حيث مصانع التغليف، ليجري تغليفها ثم يعاد إرسالها مجددا إلى اللاذقية وتحديدا إلى مينائها، بهدف تهريبها إلى الخارج.

وعن الكميات التي يقوم النظام السوري بتهريبها إلى بنغازي، أوضح دحمان أنه يحاول أن يهرب ما يقدر بنحو 10 أطنان بشكل دوري إلى خارج سوريا، بين فترات من شهر إلى ثلاثة أشهر، أي ما تقدر قيمته بأقل من مليار يورو لكل شحنة، بحسب تقدير مصادره.

وما يدعم هذه الأرقام التي قدمها، الشحنة التي تم ضبطها في مرفأ ساليرنو الإيطالي جنوبي مدينة نابولي، التي كانت عبارة عن 14 طنا من الكبتاغون المهرب من سوريا، وأكدت المصادر أن أسوأ نوعية من حبوب الكبتاغون تباع في سوريا بتكلفة دولار للحبة، في حين تباع في ليبيا بأكثر من ذلك حتى إن سعرها يصل إلى ثلاثة دولارات.

وأضافت: "في حين يقوم النظام السوري ببيع أسوأ الحبوب إلى الناس المعتادين عليها وسط حالة الحرب والدمار والقتل، فإنه يبيع نوعيات ذات جودة أفضل في الخارج"،ويعرف عن الكبتاغون أنه يكبت التعب والجوع والخوف، ويستخدم بين فئات مختلفة في سوريا، وليس بين المقاتلين فقط.

ومن أسمائه المتعارف عليها في سوريا وفق المصادر: "الشبح، والفدائي، والفلوجة، والليموني، والنووي، وأبو ريحة، والبرتقالة".

وحاول النظام السوري حينها أن يلصق التهمة بتنظيم الدولة، إلا أن المصادر في ميناء اللاذقية أكدت لـ"عربي21" ما كشفته صحف أجنبية عدة من بينها "دير شبيغل" الألمانية، أن الشحنة كانت للنظام السوري، الذي حاول أن يهربها عبر إيطاليا إلى ميناء بنغازي الليبي.

ونشرت مجلة "فورين بوليسي" تقريرا، قالت فيه إن الشرطة الإيطالية ألقت اللائمة في الاتجار في الكبتاغون من سوريا إلى دول أخرى حول العالم على تنظيم الدولة، لكنها أوضحت أن النظام السوري قد يكون المتاجر الحقيقي بها.

وسبق للشرطة في إيطاليا أن اعترضت في ميناء ساليرنو شحنات مؤلفة من 84 مليون حبة كبتاغون مقلدة، قيمتها مليار يورو، وهو ما يعتبر "أكبر مصادرة لمادة الأمفيتامين في العالم"، وأفادت الصحيفة بأن "الحكومة السورية لعبت دورا في تهريب المخدرات منذ بدايات تسعينيات القرن الماضي".

وأكدت مصادر تواصلت معها "عربي21" في بنغازي، انتشار هذه التجارة في المدينة، إلا أنه خوفا على حياتها لم تستطع توثيق صور من انتشار مادة الكبتاغون في شوارع المدينة وبدعم من قوات حفتر، وقالت إن المادة المخدرة منتشرة بشكل كبير بين المقاتلين وبين المدنيين أيضا.

وألمحت تحقيقات إلى وجود دور روسي في عملية تهريب الكبتاغون من سوريا إلى ليبيا، من خلال الضباط الروس الموجودين في الموانئ السورية، ويدعم هذا الاعتقاد أن ضباط الأمن الروس في سوريا يعرفون كل النشاطات الجارية على الأرض السورية، وخاصة في إطار حركة الموانئ، التي تقع تحت سيطرتها.

وعبر دحمان عن اعتقاده بذلك أيضا، وقال إن الروس لأسباب أمنية ذات علاقة بحماية القواعد والجنود الروسيين في سوريا يملكون كامل المعلومات عن النشاطات التجارية لدمشق.

يذكر أن الكبتاغون أو الـ"فينيثايلين" مادة مصنعة كيميائيا، وأحد مشتقات مادة الأمفيتامين، وهو مادة مخدرة ومنشطة في الوقت ذاته، ومحرم دوليا، وتحذر منه منظمة الصحة العالمية.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ