نشطاء يوثقون أساليب تعذيب مروعة في سجون ميليشيات "قسد" بديرالزور
نشرت شبكة "فرات بوست" المحلية اليوم الجمعة، 2 أكتوبر/ تشرين الأول، تقريراً تحدثت من خلاله عن اساليب التعذيب والتنكيل في سجون ميليشيات "قسد"، الإرهابية، التي تحوي على عدد كبير من المدنيين الموقوفين بتهم ملفقة، وفق ما وثقته الشبكة في تقريرها.
ووثق ناشطون في الشبكة أساليب تعذيب مروعة تطال المدنيين عقب تلفيق الاتهامات الموجهة إليهم، لا سيّما في معتقلات حقل العمر وغيرها المنتشرة في مناطق سيطرة ميليشيات "قسد"، الانفصالية، بأرياف دير الزور.
وأشارت إلى سلسلة من الجرائم والانتهاكات التي تمارسها "قسد"، بحق المعتقلين والمغيبين في سجونها، كما وثقت الشبكة جانباً من جرائم ارتكبها قيادي في الميليشا ويعرف باسم "إنكيل الجبل"، بحسب ما أوردته الشبكة.
وأوضحت أن القيادي المنحدر من أصول إيرانية يعتبر من القيادات الأكثر دموية لدى "قسد"، ما يؤكد على نهجها باختيار الشخصيات المعروفة بسجلها الإجرامي، ما يسهل تنفيذ سياساتها في المنطقة، وكان نطاق عمله تحديداً المنطقة الجغرافية الواقعة ما بين الطيانة والباغوز في ريف دير الزور.
وتضمن التقرير توثيق اتباع القيادي الميليشيا مختلف أنواع التعذيب والضرب المبرح وبشكل يحاكي ما يحصل في سجون نظام الأسد، مستخدماً خلالها العصي الكهربائية والهراوات والأدوات الحادة والصعق بالكهرباء، والدولاب وسجن المعتقل داخل حمامات صغيرة مليئة بالأوساخ، إضافة إلى ترك الجرحى والمرضى منهم دون إسعافهم وعلاجهم، ما أدى إلى وفاة العديد منهم.
وتؤكد الشبكة على أن غاية القيادي في الميليشيا من التعذيب هو إلحاق أكبر قدر من الأذى الجسدي والنفسي للمعتقل، مع التنويه إلى تعمده مواصلة التعذيب حتى يصل المعتقل إلى حالة الأغماء، ما يدفع بعض أهالي المعتقلين إلى دفع أموال طائلة في سبيل الإفراج عنهم، وانهاء معاناة أبنائهم.
يُضاف إلى ذلك توثيق اعتماد "الجبل"، يعمد في أغلب الأحيان لشرب الكحول والمنشطات والمخدرات خلال ممارسته التعذيب وارتكاب جرائمه داخل المعتقلات، وكذلك شتم العرب والدين الإسلامي، وتبريرها بأنها تستهدف "دواعش"، في إشارة إلى تنظيم "داعش" الذي تتخذه ذريعة لملاحقة معارضيها.
وفقاً لما ورد في التقرير، فإنّ "قسد" تتنصل من معاقبة منفذي تلك الجرائم وتكتفي بنقلهم إلى مناطق تخضع لها في محافظات أخرى، الأمر الذي جرى بعد كشف انتهاكات "الجبل"، أسوة بما فعلته مع مجرمين أخرين في صفوفها، ممن تمت أدانتهم في وقت سابق بجرائم عدة.
هذا واستندت الشبكة بتوثيق الانتهاكات على شهادات العديد من المعتقلين الذين كشفوا حجم مأساة ما يعانيه المعقتل من أصناف العذاب، مشيرين إلى هذه الجرائم طالت أبناء الجرذي والدوير وريف البوكمال بشكل خاص، بحسب التقرير.
ويأتي ذلك ضمن سياسات وممارسات قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، التي تهدف إلى التضييق على السكان في مناطق سيطرتها لا سيما سياسة التجنيد الإجباري، والاعتقالات التعسفية المتواصلة بحجج وذرائع مختلفة.
وتواجه "قسد"، حالة رفض شعبية واسعة، حيث خرجت عشرات التظاهرات بوقت سابق في مناطق سيطرتها احتجاجاً على سياسيات "قسد" وسوء الأوضاع المعيشية وسوء المعاملة والانفلات الأمني، كما يحتج المدنيون على سياسة التجنيد الإجباري، والاعتقالات التعسفية المتواصلة بحجة محاربة الإرهاب وخلايا داعش.