"خطاب الأردني" يتصدر قائمة الأكثر انتهاكاً لحقوق النشطاء بإدلب
"خطاب الأردني" يتصدر قائمة الأكثر انتهاكاً لحقوق النشطاء بإدلب
● أخبار سورية ١٣ ديسمبر ٢٠٢١

"خطاب الأردني" يتصدر قائمة الأكثر انتهاكاً لحقوق النشطاء بإدلب

أجرت شبكة "شام" الإخبارية، استطلاعاً للرأي، استهدفت فيه نخبة من نشطاء الحراك الثوري السوري في مناطق سيطرة "هيئة تحرير الشام"، بإدلب، في ظل التضييق الممنهج والممارس بحقهم، خلص الاستطلاع إلى تصدر "محمد نزّال" أو كما يُعرف بـ "خطاب الأردني" على قائمة الشخصيات الأكثر انتهاكاً لحقوق النشطاء بإدلب.

واستهدفت "شام" في الاستطلاع أكثر من 70 ناشطاً من نشطاء الحراك الثوري، من أبناء محافظة إدلب والمحافظات الأخرى العاملين في إدلب، وجرى بشكل سري يضمن عدم تعرض أي منهم لأي ملاحقة أمنية، تضمن الإجابة على عدد من الأسئلة وتبيان رأيهم في جملة من القضايا المتعلقة بعملهم، مع تعهد الشبكة بعدم نشر تفاصيل أسماء النشطاء وأي تفاصيل تكشف هويتهم.

وأجمع قرابة 90% بالمئة من النشطاء المشاركين في الاستطلاع على أن شخصية "خطاب الأردني" وهو أردني من أصل فلسطيني، هي الشخصية الأكثر انتهاكاً لحقوق النشطاء في إدلب، وهو من يقود الحملات المتعاقبة ضد النشطاء بشكل مباشر تارة وأخرى عبر أدواته متمثلة بمكتب مديرية الاعلام في حكومة "الانقاذ".

ويتبع المدعو "خطاب" وسائل عدة في التضييق على نشطاء الحراك الثوري، الرافضين لتوجهات الهيئة وحكومتها، تارة بالاعتقال وتارة بالتهديد والوعيد عبر الجهاز الأمني للهيئة، وتارة عبر تبليغات تصل للنشطاء لمراجعة مكتب العلاقات في حكومة الإنقاذ بسبب منشور ينتقد الحكومة أو الهيئة، مع اللجوء مؤخراً لتسجيل دعاوى ضد النشطاء ضمن قضاء الهيئة، بتهم عدة لترهيبهم والحد من انتقادهم.

ووفق استطلاع الرأي، فإن أغلب النشطاء يفضلون عدم الإفصاح عن الانتهاك المسجل ضدهم سواء بالاستدعاء أو التهديد أو طلب حذف منشور، من قبل جهات أمنية في "هيئة تحرير الشام"، بسبب التهديدات التي تؤكد على عدم إخراج الأمر لوسائل الإعلام، وأن الأمر متابع من قبلهم في حال قام الناشط بالإفصاح عن الانتهاك الذي تعرض له.

ورأى عدد كبير من النشطاء، أن "خطاب الأردني" مكلف من قيادة الهيئة في إدارة ملف الإعلام في مناطق سيطرة الهيئة، وأنه يعمل على تقوية الذراع الإعلامي للهيئة عبر شخصيات تم استقطابها لتكون واجهة إعلامية بمؤسسات واجهتها مستقلة وحقيقتها تبعية مباشرة للهيئة كـ شركة "Creative Inception"، إضافة لعدة برامج "ساخرة" يتم التسويق لها، مع نشر الذباب الإلكتروني للهيئة لترويج هذه المشاريع ودعمها، ومتابعة منشورات النشطاء في إدلب بشكل يومي.

وسبق أن نشرت شبكة "شام" عدة تقارير، كشفت فيها تسلط المدعو "خطاب" على نشطاء إدلب، وحملات التضييق التي يمارسها، و"محمد نزّال" أو كما يُعرف بـ "أبو أحمد خطاب" أو "خطاب الأردني" الاسم السابق إبان وجوده في "جبهة النصرة"، وهو أردني من أصل فلسطيني، وصل سوريا والتحق بجبهة النصرة عام 2012.

والمدعو "خطاب" مقرب من قائد هيئة تحرير الشام "أبو محمد الجولاني" وولاء مطلق له، وهذا أعطاه يد طولى في هيئة تحرير الشام، كان يعمل سابقاً ضمن المجال الإداري ولاحقاً الإعلامي، لحين تسلمه مكتب العلاقات الإعلامية في الهيئة، وهو يدير حسابات "عماد الدين مجاهد" و "تقي الدين عمر"، التي تعطي التصريحات للوكالات الإعلامية باسم الهيئة.

والمدعو "خطاب" يرتبط بشكل كبير بالجهاز الأمني في الهيئة ويتولى مع فريق كبير له عملية تتبع حسابات النشطاء عبر مواقع التواصل وغرف الأخبار، وتسجيل كل منشور أو حديث لهم ضد الهيئة، ليقوم برفع دعاوى قضائية ضدهم لاحقاً ضمن مؤسسات حكومة الإنقاذ التابعة للهيئة أساساً، والكلام للناشط.

وعمل المدعو "خطاب" مؤخراً على تكثيف اللقاءات مع النشطاء الإعلاميين في مناطق سيطرة الهيئة، وهو من ينظم الاجتماعات بين النشطاء وقيادات الهيئة والجولاني أيضاَ، ويشرف عليها، ويعمل على زرع الفتن بين النشطاء وشق صفهم لتسهيل عملية تتبعهم وملاحقة كل صوت ضد الهيئة.

ويقوم المدعو "خطاب" بإيهام النشطاء الإعلاميين بأن زملائهم على علاقة قوية مع الهيئة وبأنهم ينسقون معها، من خلال لقاءاته بالكثير منهم، كما يعمل على متابعة النشطاء الإعلاميين وإرسال تهديدات لهم مباشرة أو مبطنة، وقد يصل الأمر الى الايعاز للأمنيين لاعتقالهم، لاحقاً تولى مكتب علاقات الإنقاذ هذه المهمة.

وفي تقرير سابق نشرته "شام" سلط الضوء على تنوع الوسائل والأساليب التي تمارسها "هيئة تحرير الشام" وأدواتها ممثلة بـ "حكومة الإنقاذ"، للتضييق على النشاط الإعلامي في مناطق سيطرتها، في محاولة مستمرة لفرض هيمنتها على النشطاء والعمل الإعلامي ككل والتحكم به.

وتحدث التقرير عن قرارات متعددة أصدرتها ما يسمى مكتب العلاقات الإعلامية، سواء في "الهيئة أو الإنقاذ"، والتي تديرها شخصيات تستخدم أسماء وهمية منها شخصيات غير سورية، لتمارس الضغط وعمليات الترهيب على النشطاء، بعد إدراكها أن الاعتقال له عواقب كبيرة تحرك الرأي العام ضدها.

وخلال الفترة الماضية، عمل مكتبي العلاقات الإعلامية في "الهيئة والإنقاذ" بشكل متوازي على تتبع عمل النشطاء، حتى عبر صفحاتهم الرسمية، ووصل العديد من التنبيهات والإنذارات لكثير من النشطاء عبر أرقام وهمية ومنها رسمية، حول منشور على "فيسبوك او تويتر" ينتقد عملهم أو ينتقد أي جهة تتبع لهم.

وتعتمد هذه الكيانات على أسلوب الترهيب والتهديد للنشطاء، لاسيما العاملين مع مؤسسات إعلامية تخالف توجهات الهيئة، وربما تعارضها وتنتقد ممارساتها، بدعوى حرصها على العمل الإعلامي وخدمة مشروع الثورة السورية، لتقوم بتنبيه الكثير من النشطاء لضرورة ترك تلك المؤسسات، والضغط عليهم بين وعيد وتهديد بالمساءلة والملاحقة لتركها.

ولطالما استغلت "هيئة تحرير الشام" العديد من الشخصيات السورية لتنفيذ مشاريعها على حساب أبناء بلدهم، ولمع أسماء الكثير من الشخصيات بأسماء وهمية، شكلت رعب كبير للنشطاء، قبل الكشف عن هوية عدد من هذه الشخصيات، والتي تدار من قبل شخصيات غير سورية نافذة في الهيئة، تستخدم كل منها عدة أسماء للظهور الإعلامي، لتتخلى عن أي اسم وفق المصلحة والرؤية وتعاود الظهور باسم جديد.

المصدر: شبكة شام الكاتب: ولاء أحمد
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ