مخيم الركبان معاناة مريرة مستمرة ... ورايس ووتش تحمل الأردن مسؤولية إغلاق الحدود
مخيم الركبان معاناة مريرة مستمرة ... ورايس ووتش تحمل الأردن مسؤولية إغلاق الحدود
● أخبار سورية ٩ ديسمبر ٢٠١٧

مخيم الركبان معاناة مريرة مستمرة ... ورايس ووتش تحمل الأردن مسؤولية إغلاق الحدود

يعيش قرابة 75 ألف نازح من قاطني مخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية، معاناة مريرة منذ أعوام عدة، جراء ماتعانيه المخيمات من إهمال ونقص في المساعدات في بقعة صحراوية تفتقر لأدنى مقومات الحياة، أجبرتهم الحروب والقصف والموت الذي لاحقهم في مناطق عدة على اللجوء لهذه المنطقة لتكون الملاذ الأخير لهم بعد أن أغلقت بوجههم الحدود.

منظمة "هيومن رايتس ووتش" قالت إن آلاف السوريين يعيشون في مهملين في الصحراء لرفض بلد تلو الآخر تحمل مسؤولية سلامتهم، يعيشون في خيام متنقلة وأكواخ طينية في ظروف سيئة في مخيم غير رسمي يعرف باسم "الركبان" في منطقة صحراوية تقع شمال الحاجز الرملي الكبير أو "الساتر الترابي" بالقرب من الحدود العراقية السورية الأردنية، حوصروا هناك عندما أغلق الأردن حدوده بعد هجوم على جنوده هناك، ادعى تنظيم الدولة مسؤوليته عنه في يونيو/حزيران 2016.

وبينت المنظمة أن إغلاق الحدود الأردنية أعاق إيصال المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة، وحدّ من قدرة المنظمات الإنسانية على العمل هناك، إضافة إلى منع السوريين من الحق في طلب اللجوء. وفقا لـ"المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين" فإن آخر دفعة من المساعدات الجزئية كانت منذ 6 أشهر ووصلت 35 ألف شخص فقط.

وأكد جان إيغلاند، مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا، في بيان لوسائل الإعلام نُشر في 9 نوفمبر/تشرين الثاني، على تعقيد الوضع السوري. وقال بالنسبة لرفض الأردن التام لتقديم المساعدات عبر الحدود، إن الأمم المتحدة بمساعدة من روسيا والولايات المتحدة وضعت اللمسات الأخيرة على خطة من شأنها أن توفر المساعدات من داخل سوريا، "قريبا إن شاء الله".

وذكرت المنظمة أنه في 8 أكتوبر/تشرين الأول، أعلن الأردن إنهاء المساعدات الإنسانية المحدودة إلى الركبان من أراضيه، و قال وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي إن مخيم الركبان "لن يكون أبدا مسؤولية أردنية"، وأن المساعدات يجب أن تأتي من الجانب السوري، في الوقت الذي لم تقدم حكومة الأسد أي وعود لتقديم المساعدات إلى المخيم ولديها سجل طويل من منع المساعدات الإنسانية إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة مما يترك الناس هناك للجوع.

وأوضحت المنظمة أنه على الأردن ألا يرفض أي سوري يطلب اللجوء على حدوده ويعيده لمواجهة الاضطهاد أو ما هو أسوأ، من المفجع في هذه المرحلة، أن المسألة لا تتعلق بالمبادئ الأساسية، بل بما يجب على الأردن القيام به لمنع الوفيات في الصحراء، هناك حاجة ملحة للسماح للمعونة المنقذة للحياة بعبور حدوده إلى سوريا، إضافة للسماح للأفراد المعرضين للخطر والذين يحتاجون إلى الرعاية الطبية بالدخول، ينبغي أن تساعد خطة الأمم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا على العمل عبر خطوط التماس من دمشق على تهدئة أي مخاوف من أن يُترك الأردن ليتحمل مسؤولية الركبان وحده.

كما بينت أنه على البلدان الأخرى المعنية بالنزاع، مثل الولايات المتحدة وروسيا، مسؤولية في ضمان سلامة الأشخاص المعرضين للخطر. مع ذلك، فإن العمل الجماعي الدولي قد تخلله باستمرار تباين المصالح والتراجع عن الالتزامات، حتى بالنسبة للقضايا التي لا تحتمل الجدل مثل إمكانية الحصول على المعونة. سبّب هذا الفشل كارثة للناس، والركبان هو فقط مثال على سلسلة من الأمثلة المروعة.

وأشارت المنظمة إلى أن سكان الركبان بحاجة إلى مكان آمن – لا يتعرض فيه أطفالهم للهجوم أو للموت جوعا، وأنه على الولايات المتحدة والأردن وروسيا التوقف عن تجاهل المشكلة وحل الأزمة الإنسانية الخطيرة في مخيم الركبان الآن، وأن الضرورة الأولى والفورية هي أن يعيد الأردن تقديم المساعدات عبر الحدود ويسمح للمعرضين للخطر بدخول البلاد. غياب الإرادة السياسية الحقيقية والعمل الجماعي السريع يعرقل أي حل، والوقت يمر.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ