استأنفت هيئة تحرير الشام فجر اليوم الجمعة، معركة ريف حماة الشرقي التي بدأتها في التاسع عشر من شهر أيلول الماضي، ثم أوقفتها دون توضيح أي أسباب، حيث تركز الهجوم اليوم على قرية "أبو دالي" الخاضعة لسيطرة ميليشيات الشبيحة التابعة لعضو مجلس الشعب "أحمد الدرويش".

بدأت المعركة بتمهيد ناري مكثف على قرية أبو دالي والقرى المحيطة بها، حيث أن الفصائل تطوق أبو دالي من ثلاث محاور، تلا ذلك اشتباكات بين الطرفين لساعات عدة، دون إحراز أي تقدم لتحرير الشام على أي محور، وسط غياب الأخبار عن أي نتائج ملموسة للمعركة.

اللافت في المعركة الحالية هو غياب الطيران الحربي الروسي عن مؤازرة قوات الأسد والميليشيات بالقصف الجوي، واقتصار الغارات الجوية التي طالت المدنيين في ريفي إدلب وحماة على الطيران الحربي التابع لقوات الأسد، وسط تساؤلات عن سبب غياب الطيران الروسي هذه المرة، حيث ارتكب الطيران مجزرة في مدينة خان شيخون، وأوقع شهداء في سنجار وفي مخيم للنازحين في منطقة الهلبة بريف إدلب الشرقي.

المعركة التي تأتي في توقيت حرج تمر فيه محافظة إدلب، لاسيما أن المعركة الأولى خرقت اتفاق خفض التصعيد وطال إدلب خلال 12 يوماً قصف جنوني وهستيري للطيران الروسي خلف قرابة مئتي شهيد، علماً أن معركة تحرير الشام كانت ليوم واحد، واكتفت بالمراقبة والصمت حيال ما تعرضت له المناطق المدنية من قصف طيلة مدة الحملة، وما إن هدأ القصف وعاد الهدوء من جديد باتفاق جديد غير معلن حتى عادت تحرير الشام لاستئناف المعركة وكأنها توجه رسائل للدول الضامنة بأنها ستضرب بأي اتفاق يخص إدلب، ولو على حساب دماء المدنيين.