إدلب تدفع الفاتورة ... ملفات عالقة بين الضامنين تدفع للتصعيد وروسيا تراهن "من يتحمل الضغط أكثر"
إدلب تدفع الفاتورة ... ملفات عالقة بين الضامنين تدفع للتصعيد وروسيا تراهن "من يتحمل الضغط أكثر"
● أخبار سورية ٢٣ فبراير ٢٠١٩

إدلب تدفع الفاتورة ... ملفات عالقة بين الضامنين تدفع للتصعيد وروسيا تراهن "من يتحمل الضغط أكثر"

يزداد المشهد ضبابية وغموضاً في الشمال السوري المحرر ضمن منطقة خفض التصعيد الرابعة، مع تصاعد وتيرة العنف بالقصف المدفعي والصاروخي على المناطق المشمولة بالاتفاق "الروسي التركي" المتعلق بالمنطقة منزوعة السلاح، وتعديه ليشمل المدن الرئيسية في إدلب وحماة، أوقع عشرات الشهداء والجرحى خلال الأسبوعين الماضيين لاسيما بعد قمة "سوتشي" الرابعة بين الضامنين.

وبات السؤال الشائع بين المدنيين في المناطق التي تتعرض للقصف بشكل يومي عن دور الجانب التركي أحد الضامنين للاتفاق وسبب صمته على استمرار الخروقات المستمرة للاتفاق، ومدى قدرته على وقف القصف، في الوقت الذي يواصل فيه الجانب التركي تدعيم نقاط المراقبة التي تتمركز فيها قواته هناك.

مصادر عسكرية مطلعة أكدت في حديث مع شبكة "شام" أن مايحصل في إدلب ومحيطها اليوم هو انعكاس لتعثر التوصل لاتفاق نهائي بين الدول الضامنة في عدد من الملفات العالقة في الحل السوري، مشيراً إلى أن "إدلب تدفع الفاتورة" من دماء أبنائها.

وأوضح المصدر أن هناك ملفات معقدة يتم تداولها بين الدول الضامنة لمسار أستانة، منها ملف اللجنة الدستورية، والقرى المحتلة شمال حلب من قبل الميليشيات الانفصالية، وملف شرقي الفرات، وإعادة اللاجئين والتطبيع مع نظام الأسد، حيث تتباين مواقف الضامنين لاسيما الروسي والتركي حيال موقفها من تلك الملفات، ما عرقل التوصل لاتفاق نهائي بشأنها.

وتريد روسيا وفق المصدر أن تكون لاعباً أساسياً في شرقي الفرات الذي يتم التفاوض عليه بين تركيا والجانب الأمريكي، هذا بالإضافة لمساعيها في تمكين عودة اللاجئين، والدفع للتطبيع مع نظام الأسد، والخروج بصيغة مرضية لها في اللجنة الدستورية السورية، ولذلك تلجأ للضغط في إدلب.

وبين المصدر لشبكة "شام" أن روسيا وكعادتها تلجأ للانتقام من المدنيين، والضغط على الضامن التركي من خلال دفع النظام لتكثيف القصف، للحصول على مكاسب سياسية وأوراق ضاغطة أكثر خلال التفاوض، إضافة لأنها تحاول من خلال ذلك توسيع الفجوة بين المدنيين والفصائل في المحرر مع الجانب التركي.

وأكد المصدر العسكري أن روسيا تراهن اليوم على "من يتحمل الضغط أكثر"، مستشهداً بأساليبها في توسيع دائرة القصف التدريجي بريف إدلب من خلال التركيز على المناطق المدنية الأكثر اكتظاظاً، بدأت بجرجناز ووصلت لسراقب مروراً بخان شيخون ومعرة النعمان، في وقت تلوح روسيا – وفق المصدر – بالورقة الدائمة التي تستخدمها في كل مرة تريد تحقيق الضغط وهي "الاستفزاز الكيماوي" المزعوم، واستهداف حميميم بالمسيرات.

وأشار المصدر إلى أن روسيا لاتريد أن تقع في مواجهة مباشرة مع تركيا، وتريد أن تكسب الحليف التركي ولذلك لن تغامر بأي عملية عسكرية في إدلب، مشيراً إلى أن كل التصريحات السياسية عم نيتها الحسم العسكري ماهي إلا فقاعات إعلامية، وأن تركيا تدرك ذلك ملياً ولكنها لاتستطيع في الوقت الحالي تقديم التنازلات لأن فيه انتصاراً للطرف الروسي، ولهذا – وفق المصدر – تتجنب تركيا الخوض في تلك الحرب الإعلامية وتعي خطورة المرحلة وضرورة التصرف بهدوء حسب تعبيره.

وشدد المصدر على ضرورة تدعيم الموقف التركي في إدلب من قبل الفعاليات المدنية والشعبية والفصائل العسكرية، وعدم السماح لروسيا في تحقيق هدفها في خلق حالة من عدم الثقة بين الطرفين، معتبراً أن التصعيد لن يطول، ولكنه يحتاج لوقت لتجاوز بعض الملفات التي تحتاج لحسم بين الضامنين.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ