ترتكب يومياً جرائم بحق المدنين العزل في مناطق عدة وبأياد مختلفة منها سورية ومنها روسية وأمريكة وإيرانية ولبنانية وكل ينفذ اجندته على حساب دماء الشعب السوري الأعزل ولكن المثير للجدل تلك الأبواق الإعلامية التي تغاضت عن كثير من الجرائم راح ضحيتها الألاف من المدنين واستغلت الجريمة النكراء التي يرفضها كل حر بحق أكثر من خمسين مدنياً في حي الشيخ مقصود بمدينة حلب بالأمس بعد أن تعرض الحي لقصف مباشر تسبب بدمار عدة أبنية فوق رؤوس ساكنيها غالبيتهم من الأطفال والنساء اتهم الثوار بالقصف وتصاعدت حدة التوتر إعلامياً وعسكرياً بين متهم ومن ينفي هذا الأمر المنسوب له.

“الشيخ مقصود" بين القسد و الحر

حي الشيخ مقصود المعروف بانه يحوي عشرات الألاف من العائلات من انتماءات وتيارات مختلفة ومتنوعة بين عرب وكرد وتركمان شهد في الاونة الأخيرة صراعاً كبيراً بعد سيطرة مايسمى بـ " قوات سوريا الديمقراطية " عليه بعد أن كان يخضع لسيطرة عدة فصائل من الثوار تشاركت في تحريره من قبضة قوات الأسد، ليكون الحي ساحة صراع بين من سيطر على الحي ويسعى للسيطرة على طريق الكاستيلوا المنفذ الوحيد و الأخير للأحياء المحررة داخل مدينة حلب والقريب من الحي وبين من يسعى لوقف تقدم هذه القوات والحفاظ على المتنفس الوحيد للثوار والمدنين داخل المدينة لاسيما بعد أن ظهرت جلياً أطماع مايسميى" قوات سوريا الديمقراطية" في السيطرة على المناطق المحررة في شمالي حلب وبتنسيق واضح مع الطيران الروسي الذي مهد الطريق امامه بقصفه مناطق الثوار من مختلف الفصائل غالبيتها من الجيش الحر ومكن لـ " قوات سوريا الديمقراطية " السيطرة على هذه المناطق.

اتهام صريح لـ"الجيش الحر" و فصائل أخرى

اتهم "عماد داوود" رئيس المجلس المشترك لحي الشيخ مقصود ، في تصريح خاص لشبكة"شام" الاخبارية" ، كلاً من "كتائب ثوار الشام التابعة للجبهة الشامية وحركة أحرار الشام الإسلامية والفرقة 16 وحركة نور الدين زنكي" باستهداف حي الشيخ مقصود بقذائف مدفع جهنم مستعرضاً مقطع فيديو مصور يظهر فيه كتائب ثوار الشام وهي تستهدف مواقع "قوات سوريا الديمقراطية" بأكثر من خمسة مدافع دفعة واحدة كإثبات على استهداف الحي وارتكاب المجزرة.

وأوضح" داوود" إن القصف استهدف مباني سكنية في وسط حي الشيخ مقصود أسفر عن تدمير ثمانية منازل بمنطقة واحدة بعضها بطابقين وأكثر سقطت فوق رؤوس ساكنيها،خلفت 17 شهيداً أغلبهم من الأطفال والنساء انتشل أخرهم اليوم ستة من عائلة حميدي أم وأربعة أطفال بالإضافة لأكثر من 35 جريحاً ، حسب ما ذكر داوود .

وأشار الى أن المنطقة المستهدفة هي منازل سكنية لمدنين وأن مواقع جيش الثوار ووحدات الحماية الشعبية تتواجد على أطراف الحي ولاوجود لأي مقرات عسكرية لهم داخل الحي.

وختم حديثه بتوجيه رسالة عبر، شبكة" شام" الاخبارية ، قائلاً" رسالتي الى أصحاب الضمائر الحية من الثوار اننا سوريين ابتغينا الحرية لشعبنا ولن نتراجع في مقاومتنا .اننا لن نقبل ان يفرض علينا ما فرضه النظام البعثي خلال أربعين عاماً حتى ولو كان باسم الدين الحنيف ".

نفي قاطع و نقل التهمة إلى "قوات الأسد"

في المقابل نفى الناطق باسم الجبهة الشامية "العقيد محمد الأحمد " في حديثه لشبكة" شام" الاخبارية ، الإتهامات الموجهة لهم باستهداف المدنين داخل حي الشيخ مقصود قائلاً" إن الأسلحة التي يستخدمها الثوار بدائية ومحلية الصنع يأتي مدفع جهنم أكثرها تدميراً ولكن مدى هذا المدفع يتراوح بين 300 الى 500 متر على حد أقصى وهذا السلاح لايصل مدى قذائفه للمكان المستهدف وسط حي الشيخ مقصود ولايمكن أن يتسبب بكل هذا الدمار الذي شاهدناه"

وأضاف " الأحمد" "إن حي الشيخ مقصود ليس منطقة صغيرة بل هو يعادل حجم مدينة باتساعه وانتشاره ويتألف من أجزاء عديدة ومواقع تمركز الثوار في السكن الشبابي لاتمكنهم من استهداف وسط الحي بأي نوع من القذائف ، مشدداً على أن الاستهداف يتركز على مواقع جيش الثوار ووحدات الحماية الشعبية على أطراف الحي وأطراف طريق الكاستيلوا الذي تسعى قوات سوريا الديمقراطية للسيطرة عليه كما سيطرة على بلدات عدة بريف حلب الشمالي بدعم وغطاء جوي من الطيران الروسي".

وأكد أن الجبهة الشامية وجميع فصائل الثوار ضد أي استهداف للمدنين أياً كان انتمائهم "كردي أو عربي أو تركماني" أو أي مكون أخر ،وأن الحدث استغل إعلامياً من قبل جهات وأطراف عديدة سعت لتشويه صورة الثوار واتهامهم بقصف المدنين.

ووجه "الأحمد "أصابع الاتهام لقوات الأسد بارتكاب هذه المجزرة وأنه هو المستفيد الأكبر منها لتأجيج الصراع في المنطقة وهو يملك صواريخ أرض أرض تمكنه من قصف جميع المناطق وإحداث هذا الدمار الهائل ،كما اتهم وحدات الحماية الشعبية باستخدام المدنين كدروع بشرية ومنعهم من الخروج من الحي بالإضافة لاستهداف السيارات المدنية على طريق الكاستيلوا وايقاع إصابات في صفوف المدنين.

وختم " الأحمد" بأن وحدات الحماية الشعب تنتهج سياسة نظام الأسد في السيطرة على المناطق بحجة محاربة تنظيم الدولة وجبهة النصرة كما فعلت في ريف حلب الشمالي مؤكداً عدم وجود هذه التشكلات في المنطقة المذكورة.

قذائفنا بدائية لايتجاوز مداها الـ٣٠٠ متر

وفي وفي وقت سابق قال قائد كتائب أبو عمارة "مهنا جفالة أبو بكري" ، لشبكة "شام " الاخبارية ، أن القذائف التي يستخدمها الثوار لا يتجاوز مداها 300 متر وهي بدائية الصنع،و أن الثوار لم يدخلوا حي الشيخ مقصود بتاتا ولكن الوحدات استغلت انشغال الثوار بالمعارك فسيطرت عليه وأقامت حواجز ودشم وقطعت فيها أوصال الحي.

وأشار أبو بكري إلى أن من يستهدف المدنيين بقناصاته ورشاشاته هو من يزجهم في معارك الشيخ مقصود عنوة في إشارة إلى الوحدات الكردية.

مدنيون يؤكدون أن المصدر "النظام"

من جهته قال مسؤول المكتب الإعلامي في الفرقة 16 "رائد الشيخ" في تصرحه للشبكة " شام" الاخبارية ، أن " مدنيين من داخل حي الشيخ مقصود أخبرونا بأن الصواريخ التي استهدفت الحي جاءت من مناطق سيطرة النظام مشيرين إلى كبر حجمها واتساع دائرة تدميرها “.

وأوضح الشيخ : أن المرصد السوري اعتمد في تقريره على مصادر من الوحدات الكردية متهما إياه بالكذب وعدم الحيادية .