رامي الدالاتي لـ شام: حل تحرير الشام ليس وارداً والجماعة في طريقها لـ "الاعتدال الأيديولوجي"
رامي الدالاتي لـ شام: حل تحرير الشام ليس وارداً والجماعة في طريقها لـ "الاعتدال الأيديولوجي"
● أخبار سورية ٢٣ مايو ٢٠١٨

رامي الدالاتي لـ شام: حل تحرير الشام ليس وارداً والجماعة في طريقها لـ "الاعتدال الأيديولوجي"

كشفت مصادر مقربة من "هيئة تحرير الشام" مؤخراً، عن بدء حركة تحول جديدة في مسيرة الهيئة وفقاً للمتغيرات التي طرأت على كافة الأصعدة السياسية والعسكرية والمتغيرات الإقليمية والدولية فيما يتعلق بالشأن السوري، وأنها باتت تخطوا باتجاه حل "لين" للهيئة بشكل فعلي وسط حديث عن انحلال عناصرها ضمن الفصائل الأخرى أو إمكانية بروز فصيل أو مكون جديد قد يكون المنحلون من الهيئة جزءاً منه، تلاحقها شكوك بأن هذه الخطوة محاولة التفاف جديدة استجابة لمتغيرات الوضع العسكري والمتغيرات الدولية.


شبكة "شام" قدمت جملة من التساؤلات لعدد من الشخصيات الثورية وعلماء ومشرعين وقادة عسكريين وباحثين، لاستطلاع رؤيتهم حول القضية الأبرز التي باتت تشغل الشمال السوري والتي يرى فيها جمهور العوام أن حل الهيئة بات ضرورة لتجنيب المنطقة أي صراع لاسيما بعد أن تحولت لموطن لجل الرافضين للتسوية مع النظام، في وقت رفض مسؤول العلاقات الإعلامية في الهيئة التعليق لـ"شام" عن الأمر بعد التواصل معه.

رأى الأستاذ "رامي الدالاتي" الخبير في الجماعات الإسلامية أن فكرة حل الهيئة نفسها وبقاء باقي الفصائل ليس وارداً، وإن ما يدرس ليس التخلص من الهيئة بحلها نهائياً، وإنما ذوبان جميع الفصائل في كيان عسكري كبير وفق تصور ما "حكومة أو إدارة أو أي كيان جامع" بحيث يذوب الجميع بينهم عناصر الهيئة الذين يشكلون إشكالية بالنسبة للمجتمع الدولي.

وأكد "الدالاتي" أن الهيئة بدأت تتحرك باتجاه واسع لافتتاح مكتب سياسي والخروج يتمثيل حقيقي، وأن الجماعة في طريقها لـ "الاعتدال الأيديولوجي" بعد أن قطعت شوطاً كبيراً في هذا الشأن، وأما بعض الممارسات الميدانية لعناصرها فهي ليست إشكالية حالية كونهم يعيشون بمنطق العسكر والضوء مسلط بشكل كبير على الهيئة.

ونوه الخبير في حديث لشبكة "شام" أن الهيئة انتقلت من التفكير بعقلية التنظيمات المغلقة إلى عقلية الحركات المفتوحة، فلم يسبق لحركة سلفية جهادية أن تفكر بافتتاح مكتب سياسي، في وقت بات للهيئة اليوم مكتب سياسي والذي يرأسه الدكتور "يوسف الهجر".

ورأي أن قيادة الهيئة تخلصت من الشخصيات القيادية التي تحمل بعد تكفيري مع بقاء بعض الأفراد من بقايا التفكير القاعدي القديم وهذا كان موجود لدى فصائل أخرى كأحرار الشام، ولكن الأفراد ليس لهم تأثير على السياق العام، وباتت تتغير الكثير من المصطلحات والمواقف لاسيما منها التعامل مع تركيا والتي كان يعتبرها البعض كفر وغير ذلك من التسميات.

وأوضح أن دخول القوات التركية لمناطق الهيئة مؤخراً وفق اتفاق بين الطرفين بدون أي اشتباك يقرأ نتيجة التغير الأيديولوجي وليس فقط براغماتية سياسية، على الرغم من رفض أشخاص كثر في الهيئة هذا الأمر.

وأضاف في حديثة لـ "شام" أن الهيئة باتت تفكر في فتح علاقات مع الدول، كما عملت على إنشاء حكومة وبرلمان وهذا مختلف عن تفكير الجماعات السلفية الجهادية وهذا كله يؤخذ بعين الاعتبار، وهي وقائع وقرائن حقيقية، لافتاً إلى أن الغرب يأخذ هذه التغيرات على محمل الجدية.

وأشار إلى أن مركز دراسة الأزمات في واشنطن أخذ هذه التغيرات على محمل الجدية، مستدلاً بأن الأمريكان ومنذ أكثر من عام لم يستهدفوا أي من قيادات الهيئة، وأن التغيرات في قضية البعد الأيديولوجي باتت واضحة بالنسبة لهم.

ولفت إلى التغير في خطاب الهيئة الصادرة عنها فلم تعد تحمل نفس القاعدة بالتهديد بأي عملية خارج الحدود السورية ولا حتى النفس الديني الذي يتحدث عن خلافة وتحكيم شريعة، وأنه بات هناك تغير واضح وملموس في أيديولوجية هذه الجماعة.

وأشار "الدالاتي" إلى استعداد الهيئة للانخراط في مشروع جامع في الشمال السوري، يكون فيه شكل من أشكال الحوكمة المدني في شمال سوريا، ينبثق عنه مكون عسكري كبير يذوب فيه جنود الهيئة كما غيرهم من عناصر الفصائل الأخرى، كون هناك تخوف كبير من الاندماج مع الهيئة.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ