موجة حر وتقلبات مناخية ترفع أسعار الخضار والفواكه والمواد الغذائية في الأسواق السورية
تشهد الأسواق السورية منذ بداية شهر آب 2025 حالة من الارتفاعات السعرية في معظم المواد الغذائية والخضار والفواكه، وسط تفاوت كبير بين المحافظات، وتأثر واضح بموجة الحر الشديدة التي تضرب البلاد منذ أيام، إضافة إلى تقلبات سعر الصرف، وارتفاع تكاليف النقل والإنتاج الزراعي.
وفي التفاصيل ارتفع سعر كيلو لحم الغنم ليبلغ 110 آلاف ليرة سورية، فيما سجل كيلو الفروج 16 ألف ليرة، وسط مخاوف من استمرار الارتفاع. أما البيض، فقد شهد زيادة متلاحقة في أسعاره، ليصل سعر الصحن سعة 30 بيضة بوزن 1850 غراماً إلى 34 ألف ليرة، مقارنة بـ 22 ألف ليرة قبل نحو شهر ونصف، وبأقل من 20 ألفاً قبل ذلك.
وسجلت أسواق الخضار بمدينة دمشق تراجعاً في الكميات الموردة بنسبة تتراوح بين 40% و50% نتيجة جفاف مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، ما انعكس مباشرة على الأسعار. فقد بلغ سعر الكوسا (النخب الأول) 8 آلاف ليرة، والخيار 7 آلاف، والبندورة 3 آلاف، والبطاطا 4 آلاف، والباذنجان 3 آلاف، والفليفلة الخضراء 5 آلاف.
وتكرر المشهد في حماة مع أسعار مقاربة، حيث بيع الخيار والكوسا بـ 7 آلاف ليرة، والبندورة بأكثر من 3 آلاف بعد أن كانت دون 2500 ليرة، والبطاطا بـ 4 آلاف، والباذنجان بـ 3 آلاف كما ارتفع سعر الفليفلة الحمراء إلى ما بين 5 و6 آلاف ليرة، وسجل الخوخ 7 آلاف ليرة، والدراق ما بين 7 و10 آلاف، والتفاح بين 4 و5 آلاف.
وأما في حمص، فقد عادت أسعار البندورة للارتفاع بعد فترة من الانخفاض، لتسجل بين 4 و5 آلاف ليرة، والخيار بين 4,500 و6 آلاف، والباذنجان 3 آلاف، والبامياء بين 12 و15 ألفاً، والبطاطا 4 آلاف، والفاصولياء 11 ألفاً، والبقدونس 1,500، والكوسا 7 آلاف، والبصل اليابس 4 آلاف.
كما سجل ليتران من الزيت النباتي 33,500 ليرة، وكيلو السكر بين 7 و7,500، والطحينية 40 ألفاً، ورب البندورة 12 ألفاً، وكيس المحارم المضغوط بين 9 و13 ألفاً، والأرز من 8 آلاف فأكثر حسب النوعية.
وتفاوتت أسعار الفواكه والخضار في طرطوس، بشكل كبير بين المحال التجارية، حيث بيع العنب بين 10 و20 ألفاً، والإجاص بين 12 و20 ألفاً، والبندورة بين 4 و5,500، والبصل 4,500، والخيار بين 7,500 و11 ألفاً، مع شكاوى مواطنين من غياب الرقابة على الأسعار وبيع بعض التجار بأسعار “فلكية” مقارنة بالأسواق الشعبية وأوضح تجار أن الفروق تعود لاختلاف النخب والجودة، إضافة إلى ارتفاع أجور النقل والعمال وأجار المحال التجارية.
وفي دير الزور، كانت الأسعار أكثر استقراراً مقارنة ببقية المحافظات، إذ سجل كيلو البامياء بين 5 و7 آلاف، والبطاطا بين 3 و5 آلاف، والفاصولياء بين 10 و13 ألفاً، والكوسا بين 3 و4 آلاف، والباذنجان بين 1,000 و1,500، والفليفلة الخضراء بين 2,500 و3 آلاف، والفليفلة الحمراء بين 4 و5 آلاف، والبصل بين 2,500 و4 آلاف، والخيار والبندورة عند حدود 3 آلاف، والملوخية المقطفة بين 6 و8 آلاف، والليمون 25 ألفاً، والثوم 20 ألفاً.
في حين ارتفعت أسعار بعض المواد الغذائية بنسبة بين 10% و12%، في محافظة درعا، حيث تراوح سعر كيلو السكر بين 7 و8 آلاف، والزيت النباتي 20 ألفاً بعد أن كان 17 ألفاً، والسمنة النباتية بين 29 و31 ألفاً، والأرز المصري بين 10 و11 ألفاً، والبسمتي بين 17 و19 ألفاً، وكيلو الطحين بين 5 و6 آلاف. ورغم الزيادة الطفيفة، أكد تجار أن أغلب السلع الغذائية لا تزال مستقرة، مع وفرة في المعروض وتعدد المصادر، مما ساعد على تماسك الأسواق.
وكانت المديرية العامة للأرصاد الجوية أن الموجة الحارة ستستمر حتى الجمعة 15 آب، مع درجات حرارة بين 34 و38 درجة مئوية في المناطق الساحلية والجبلية، وبين 45 و48 درجة في المناطق الشرقية والبادية، و42 إلى 45 درجة في المناطق الداخلية، محذرة من إشعال النار في الأراضي الزراعية، والتعرض المباشر للشمس بين الساعة 11 صباحاً و4 عصراً، وترك المواد القابلة للاشتعال تحت أشعة الشمس.
هذا وأرجع تجار ومزارعون الارتفاعات الأخيرة إلى تراجع الإنتاج بفعل الظروف المناخية، وشح المياه، وارتفاع تكاليف المحروقات والأسمدة والأدوية، إضافة إلى التلف السريع للخضار في الصيف، بينما أشار مواطنون إلى أن بقاء أسعار الخبز والمواصلات مرتفعة يفاقم العبء المعيشي، حتى مع زيادة الرواتب الأخيرة.
وتعكس الأسواق السورية حالة مركبة تجمع بين وفرة بعض السلع وثبات أسعارها، وارتفاع حاد في أخرى، خاصة الخضار والفواكه الطازجة، مع تفاوت كبير بالأسعار تبعاً للمحافظة، وجودة المنتج، وقوة المنافسة بين التجار.