إدلب "الحمراء" التي انتزعت حريتها ودافعت عن الجميع وحضنت المستضعفين
إدلب "الحمراء" التي انتزعت حريتها ودافعت عن الجميع وحضنت المستضعفين
● مقالات رأي ٢٢ يوليو ٢٠١٦

إدلب "الحمراء" التي انتزعت حريتها ودافعت عن الجميع وحضنت المستضعفين

لايمكن لأحد أن ينكره الدور الرائد الذي قدمته محافظة إدلب بسواعد أبنائها وتضحياتهم، ومازالت تقدم، من بطولات الأمر الذي جعلها في مواجهة غطرسة آل الأسد وحلفائه الروس في محاولة للانتقام من هذه المحافظة التي عرفت وتميزت بخضارها، فحولت هذا الخضار الدائم للون الأحمر القان بعد آلاف الشهداء ومئات المجازر بحق الشعب الأعزل الذي روى بدمائه تراب هذه الأرض المعطاء.

كانت محافظة إدلب السباقة في مواجهة نظام الأسد الأب "حافظ"، فهي التي واجهته في ساحاتها الرئيسية ورفضت استقباله، بل قام أبنائها بضربه بالطماطم والأحذية، لتتابع مسيرة نضالها ضد خلفه بشار المجرم، رغم كل التضييق الأمني والملاحقات والاعتقالات، فكانت شرارة الثورة التي انطلقت في درعا تجد صداها في إدلب، لتكون من أولى المحافظات الثائرة في وجه نظام الأسد، ومن أولى المحافظات التي تصاعدت حدة الثورة فيها بشكل كبير وانتقلت للمسلحة، ملقنة نظام الأسد دروساً في البطولة والتضحية لأجل الحرية ونصرة المستضعفين.

إدلب التي أخرجت أول الضباط لأحرار الذين رفضوا الخنوع لنظام الأسد وقتل الشعب فكانوا من أوائل المنشقين عن نظامه ليشكلوا كتائب وفصائل ألقت على عاتقها حماية المستضعفين ونصرته، فكانت البذور الأولى بتشكيل حركة الضباب الأحرار على يد المقدم المغيب حسين الهرموش، تلاها تشكيل الجيش السوري الحر على يد العقيد رياض الأسعد، وأول كتيبة عسكرية تحمل السلاح بشكل علني كانت في جبل الزاوية على يد الملازم أول علاء الحسين، وغيرها من التشكيلات وعشرات الضباط من رتب عالية وصف ضباط انشقوا عن نظام الأسد وعادوا لحضن الشعب والثورة.

وقدم ثوار إدلب أمثلة كبيرة في التضحية ونصرة المحافظات السورية فوصلت طلائهم تحرر الأرض وتنصر المستضعفين إلى الرقة ودير الزور والحسكة وريف حمص الشرقي وحلب واللاذقية وحماة وريف دمشق، قبل أن تبدأ اولى مراحل التحرير للمحافظة في 15 - 4 - 2014 بالسيطرة على معسكر الخزانات في خان شيخون والذي قطع دابر الارتال العسكرية المتوجهة شمالاً إلى إدلب وحماة، لتبدأ معارك استنزاف طويلة على طريق الموت وحول معسكرات وادي الضيف والحامدية والتي نالت حريتها في شهر كانون الأول من عام 2014 قاسمة ظهر النظام في المحافظة، بتحرير أكبر الثكنات العسكرية فيها.

وبعد أشهر قليلة بدأت المرحلة الأولى من معارك تحرير المدينة مركز المحافظة لتنال حريتنا وتنفض عنها غبار الظلم والاستعمار في شهر آذار من عام 2015، فتقهقرت جحافل قوات الأسد إلى المسطومة والقرميد ومدينة أريحا والتي تحررت بعد أقل من شهر، ثم تحرير مدينة جسر الشغور في الشهر الخامس من عام 2015، لتكلل عمليات التحرير لمطار ابو الظهور العسكري فلي الشهر التاسع مع نفس العام.

محافظة إدلب والتي باتت المحافظة الأولى المحررة بنسبة التسعين بالمائة، مع وجود بلدتي كفريا والفوعة محاصرتين شمال المحافظة، هي اليوم من أكبر الخزانات العسكرية للثوار والداعم الأكبر لجبهات القتال في حماة وحلب واللاذقية، إذ لاتخلوا معركة على جميع هذه المحاور إلا وتسيل فيها دماء من ثوار إدلب، تزف يوميا العديد من شهدائها مدافعين عن أهلهم وجيرانهم في المحافظات الأخرى.

كما غدت محافظة إدلب المقصد الرئيسي للألاف النازحين الهاربين من بطش الأسد في ريفي حلب واللاذقية وحماة وريف دمشق، حيث تغص مناطق المحافظة بعشرات الألاف من العائلات التي باتت اليوم أمام خيار مر بعد أن دمرت مناطقها ولاحقها القصف إلى محافظة إدلب، ليكون الموت هو الوحيد الذي يواجههم مع سكان المحافظة، فلا مهرب من طائرات الأسد والروس التي تعمدت استهداف المدنيين، وإجبارهم على النزوح لتفريغ المدن وتغيير الديمغرافية السكانية في مناطق عديدة وفق مخططات مدروسة ومدعومة دولياً لكسر إرادة الشعب السوري وإنهاكه بالقصف والتشريد.

المصدر: شبكة شام الاخبارية الكاتب: أحمد نور
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ