إدلب ... الخطر القادم من الشرق
إدلب ... الخطر القادم من الشرق
● مقالات رأي ٢٦ نوفمبر ٢٠١٧

إدلب ... الخطر القادم من الشرق

تتسارع الخطوات تباعاً سياسياً بين الدول المؤثرة وصاحبة القرار في القضية السورية، مع مؤتمرات عديدة باتت تتشابك خيوطها وأهدافها رغم تعددها في سعي هذه الدول لفرض الحل السياسي على طرفي القضية ممثلين بفصائل المعارضة والنظام كلاً من قبل الطرف الدولي المتحكم بقراره.

يتزامن هذا السعي في الوقت الذي تواصل قوات الأسد بمعزل عن كل هذه الاجتماعات والحراك الدولي في سعيها للسيطرة على المزيد من الأراضي والمواقع في دير الزور والغوطة وأرياف حماة وإدلب وحلب، بعد أن باتت تفاصيل التقاسم والاتفاقيات بين الدول واضحة في استلام وتسليم رغم أنها لم توضح ذلك علانية ولكن المؤشرات على الأرض تعطي انعكاس حقيقي لاجتماعاتهم ولقاءاتهم.

إدلب اليوم في مواجهة خطر كبير قادم من الشرق، يتمثل في سعي جاد وحقيقي لقوات الأسد والميليشيات الرديفة لها للتوسع بريف حماة الشرقي باتجاه ريف إدلب، بالتزامن مع توسع لعناصر تنظيم الدولة أيضاً في المنطقة بعد تلقيه دعم واضح ومباشر من نظام الأسد الذي أوصل قواته والدعم له عبر مناطق خاضعة لسيطرته في إثريا كورقة يستخدمها لتشتيت قوة الأطراف التي تواجه التقدم وخلق حالة استنزاف كبيرة في المنطقة.

أيضاَ هناك عمليات مباغتة وجس نبض متتابعة من جبهات خناصر وريف حلب الجنوبي لتشتيت القوة المضادة أكثر وخلط الأوراق تمهيداً للعملية العسكرية المزمع تنفيذها بدعم إيراني بعد أن تنتهي ميليشياتها من معارك دير الزور وتوجهها إلى إدلب، هدفها شن عملية عسكرية للسيطرة على كامل المنطقة شرقي سكة الحديد أي من ريف حماة الشرقي حتى أبو الظهور وسنجار وصولاً لريف حلب الجنوبي وهذا ماسرب من اتفاق الخطة الروسية التركية.

قد يقول البعض أن الإعلام الثوري ساهم بشكل أو بأخر في إعطاء الدفع الإعلامي للأسد وروسيا في هذه العملية وروج لها وخلق حالة من الخوف لدى المدنيين دفع الآلاف منهم للخروج من المنطقة، إلا أن الحقيقة المرة هو أن المؤشرات على الأرض منذ بداية دخول عناصر تنظيم الدولة وقوات الأسد على خط المواجهة في أبو دالي وريف حماة الشرقي الذي تزامن مع بدء دخول القوات التركية إلى إدلب يؤكد صحة مانشر وكان لابد من النشر والتنبيه والتحذير حتى آخر دقيقة.

فالوقت بحسب مصادر كثيرة مازال مبكراً لقطع دابر هذا المشروع والمخطط لإدلب وريف حماة من خلال تشكيل غرفة عمليات عسكرية موحدة لجميع الفصائل وتوزيع المهام والجبهات للتجهيز قبل بدء العملية العسكرية الحقيقية في حال حصلت، فعمليات المناوشة والقصف الروسي على المناطق الواقعة شرقي سكة الحديد ماهو إلا بداية لتفريغ المنطقة من المدنيين أولاً ولاستنزاف قوة هيئة تحرير الشام التي تتسلم زمام العمليات هناك.

طالت الفصائل العسكرية في إدلب منها أحرار الشام وفيلق الشام انتقادات كبيرة عن سبب عدم مساندتها هيئة تحرير الشام في المعارك ضد تنظيم الدولة ونظام الأسد في ريف حماة الشرقي، وسط نداءات مستمرة لهذه الفصائل لتحريك قواتها والتوجه للمنطقة، لكن الحقيقة المرة التي يصعب فهمها اليوم هي أن تحرير الشام ساهمت بشكل كبير في خلق فجوة كبيرة بينها وبين جميع الفصائل لقاء ممارساتها تجاههم خلال المرحلة الماضية.

كذلك إن تحرير الشام منعت أي فصيل من التواجد بفعالية في منطقة الريف الشرقي وأخرجت أحرار الشام منها بقوة لما يشكل "قطاع البادية" لهيئة تحرير الشام بعد استراتيجي كبير كانت ولازالت تعطيه اهتمام وعناية خاصة، وهو من يسيطر بشكل كامل على جميع المنطقة الشرقية الممتدة من ريف حماة الشرقي حتى ريف حلب، وهو من يقاوم عمليات التقدم الحالية ويصدها بمشاركة لفصائل جيش العزة والنصر بالسلاح المضاد للدروع فقط.

طبيعة المرحلة والخطر القادم المهدد لكل إدلب وليس لتحرير الشام فحسب بل لأكثر من 100 ألف مدني هجروا من منازلهم، ولأن إيران والميليشيات لايمكن أن يوثق بها في انها لن تتعدى سكة الحديد غرباً في حال نجحت في الوصل إليها أصلاً، إلا أن هذا الخطر يتوجب على الجميع التكاتف والتعاضد لمواجهة المخطط والخطر القادم إلى إدلب من الشرق.

المصدر: شبكة شام الكاتب: ولاء أحمد
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ