الاستانة لترويض “الجميع” قبل الدخول في حلبة “السياسة”
الاستانة لترويض “الجميع” قبل الدخول في حلبة “السياسة”
● مقالات رأي ١٦ يناير ٢٠١٧

الاستانة لترويض “الجميع” قبل الدخول في حلبة “السياسة”

دخلت مفاوضات الاستانة مراحلها التحضيرية الختامية ، تمهيداً للانطلاق الرسمي يوم الاثنين القادم ، والتي من المنتظر أن تكون المعترك الأول للعسكر في القطاع السياسي الدولي العلني ، برعاية من الأطراف الأكثر سطوة على الطرفين (روسيا و تركيا) ، والتي ستمهد لأن تكون المضمار الذي سيروض العسكر و يجعلهم مشاركين للقرار و بالتالي الالتزامات بالمخرجات فيما بعد .


مفاوضات الاستانة ، التي أتت بعد ضغوط كبيرة من طرفي الرعاية (تركيا و روسيا) ، أنها النقطة التي سيتم من خلالها تجاوز المطبات العميقة التي سقطت فيها جولات جنيف جميعها ، والتي ركزت على السياسين فحسب ، وسط تغييب كامل أو شبه كامل لأصحاب القرار على الأرض ، و بالتالي كانت النتائج و إن ظهرت لاتتجاوز حدود الورقة التي كتبت عليها.

و ينظر اليوم للاستانة على أنها المضمار الرحب و الواسع الذي سيحتمل ساعات ترويض العسكر ، انتزاع قبول لأي شيء ممكن أن يحدث خلال محادثات الساسة و الاختصاصيين في ادارة البلاد في جنيف الشهر المقبل ، و بالتالي لا مكان للتملص بحجة عدم المشاركة أو عدم مناسبة ما اتفق عليه.

ووفق مصادر عدة متطابقة ، فإن الملف الذي يكاد يكون الوحيد الذي سيتم بحثه هو آلية تثبيت الهدنة “الهشة” ، التي بدأت في ٣٠ كانون الأول الماضي ، و التأسيس لتحوليها لحالة طبيعية بدلاً من أن تكون استثناء على أجواء الحرب التي تسيطر على سوريا منذ آذار ٢٠١١ ، و بالتالي منح أرضية تساعد من يود التفاوض على مراحل الانتقال السياسي ، بالعمل بأريحية بعيداً عن صوت و صورة القتل الشنيعة.

لا شك أن التساؤلات تدور حول كيفية الوصول إلى هذه التفاهمات في ظل انعدام الثقة سواء بالأسد أو بالراعي الروسي ، و لكن لا يبدو أن رفاهية القبول أو الرفض متوافرة لدى الفصائل بكافة أشكالها و انتماءتها بعد إصابتها بالعجز العسكري “ النفسي” و ليس العضوي ، و بالتالي فإن المشاركة تحتاج لقدرة على الخروج بأقل الخسائر الممكنة ، حتى يتمكنوا على الاقل من إيقاف الموت .

و ليس من باب التشاؤم ، و لكن واجب القول أن الفصائل قد تضطر للتنازل عن كثير من الأمور التي كانت محورية في الماضي السحيق و القريب جداً ، مقابل تأمين أجواء لما يشبه الحياة لبقية السوريين ، الذين باتوا من متقني الموت المتعدد المشارب.


ولايمكن تقليل نسبة التشاؤل (تفاؤل متشائم) ، إلا من خلال اعداد ملفات قوية تمكن المعارضة (العسكرية و السياسية) ، من السيطرة عى مجريات المفاوضات و تسييرها ضمن الاطار النافع لها ، هذه الملفات التي يفتقدها النظام و حلفاءه ، ابتداء من المعتلقين إلى الكيماوي و القتل العشوائي و الحصار و التهجير و … ، فالملفات هي المفتاح الأنجع لتجاوز مطبات و عراقيل الوضع الميداني الذي أفقد الثورة بين ٢٠١٥ و ٢٠١٦ عناصر قوتها و سطوتها الفعلية.

المصدر: شبكة شام الاخبارية الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ