البحث عن ثنائية بين "النصرة و القاعدة و الثورة "
البحث عن ثنائية بين "النصرة و القاعدة و الثورة "
● مقالات رأي ٢٠ أبريل ٢٠١٥

البحث عن ثنائية بين "النصرة و القاعدة و الثورة "

يحتدم الجدل في الشارع السوري حول "النصرة و القاعدة" ، هل هذا الارتباط اساسي و مهم أو أنه ثانوي و مضاره أكثر من منافعه ، و هل هناك فائدة من حل الارتباط ام الأهمية تكمن في استمراره .

أحاديث كثيرة و طويلة ، حجج و أدلة ، استعراض تاريخي و استشراق مستقبلي ، صدامات في المناهج ، و خلافات في الأفكار ، كل طرف يسوّق لما يراه صحيحاً بأدلة و براهين ترى فيها الحقيقة .

فداعمي استمرار الإرتباط العضوي و التنظيمي و الهيكلي ، يجدون أنها أفضل وسيلة لضمان استمرار آلية صوابية الإدارة و عدم الإنجرار وراء مخططات يدعمها الغرب الساعي لمصالحه الجيوسياسية و لنقل "الدينية" الهادفة طبعاً لإبقاء السنة بعيدين كل البعد عن مراكز القرار .

كما و يرى داعمو الحفاظ على الرباط  أن الإنفكاك منه لن يعود على الثوار بشيء ، فالنصرة لم تؤثر على الدعم لأنه بالأساس كان دعماً مقطراً و هادفاً لرؤية الداعم ، و الإنفصال سيجعل النصرة مثلها مثل كل الفصائل السورية معرضة لضغط النقص و التسيس.

قائمة المبررات تطول و تطول معها الأدلة و القراءات للتفسيرات الدينية و الشرعية ، في حين يرى الطرف المقابل الداعي لإنفصال جبهة النصرة عن القاعدة و دخولها مع الفصائل السورية في المعركة ضد نظام الأسد أو كما يقال ضد الاحتلال الإيراني لأرض الشام الذي تشكل سوريا عين هذه الأرض المباركة.

و يستعرض مؤيدي الإنفصال أن الغاية من دخول النصرة إلى سوريا هي نصرة لأهل الشام و للدفاع عنهم ، و ليس لحكمهم أو وضعهم تحت سلطة جديدة لا يعترفون بها ، و يمضي داعمو الإنفصال أن العمل العسكري يتطلب الحنكة السياسية و القدرة على قراءة الواقع و استشراق المستقبل و العمل بما يناسب ذلك ، و أن متطلبات الواقع الحالي و بعد ما شكله تنظيم الدولة "داعش" من انتكاسه في العمل الجهادي القاعدي ، فإن الأمر يتطلب الإبتعاد عن القاعدة و عن التبعية لها ، بغية تلافي السمعة و الصيت الذي لحق بالقاعدة من جهة ، و لتأكيد ان النصرة بات جزء من الثورة تحمل ذات الهموم و تهدف لرفع الظلم ، دون أن يكون هناك هذف سياسي أو مستقبلي .

كنا قد أشرنا غير مرة و قبل أشهر إلى أن "النصرة قد تخلع ثوب القاعدة" وقتها اتهمني الجميع بالجنون و الخروج عن الملة و الهوس ، في حين كان الأمر مناقش بشكل جدي و على أعلى المستويات و القرار كان يتجه بهدوء صوب "خلع الثوب" ، و أكده الجولاني أكثر من مرة خلال لقاءاته الأخيرة مع أعضاء النصرة في عدة مناطق في اطار سلسلة التشاور التي قادها للوصول إلى قرار مناسب و مقبول من الجميع خشيةً من ردة فعل قد تجعل النصرة تخسر عناصر و قيادات لصالح "داعش".

إلى الآن لا قرار و لا بوادر بأي اتجاه بشكل حاسم و كل ما يدور عبارة عن فقاعات هوائية داخل بركة عميقة تشهد في باطنها حراكاً ، سيخرج للملئ خلال أيام قليلة فإما أن يكون بركان يلتهم طرف دون الآخر أو زلزال يأتي على كل شيء ، فالبحث حالياً عن " عن ثنائية بين النصرة و القاعدة و الثورة " .

الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ